قد يكون نزيف المستقيم، الذي قد يظهر على شكل براز دموي، علامةً تحذيريةً مبكرةً لسرطان القولون والمستقيم، خصوصاً لدى الشباب، وفق تقرير لموقع «هيلث».
لكن أشار التقرير أيضاً إلى أسباب أخرى للبراز الدموي، تشمل الأسباب الأخرى لنزيف المستقيم النظام الغذائي، وعسر التبرز، والبواسير، أو قرحة المعدة.
من المهم التفكير في سرطان القولون والمستقيم إذا لاحظتَ نزيفاً مستقيمياً. وهناك كثير من الأسباب المحتملة الأخرى لوجود الدم في البراز، مثل:
الشقوق الشرجية.
النظام الغذائي (مثل البنجر، والتوت الأسود، أو التوت الأزرق).
داء الرتوج، وهو حالة تبدأ فيها الرتوج (أكياس القولون) بالنزيف.
حركات الأمعاء الصلبة.
البواسير.
داء الأمعاء الالتهابي (IBD)، والذي يشمل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.
قرحة المعدة.
وأوضح الدكتور جاتين روبر، أستاذ الطب المساعد في قسم أمراض الجهاز الهضمي بكلية الطب بجامعة «ديوك»، لمجلة «هيلث»، أنه «إذا لم يتم فحص الحالة وتقييمها في المستشفى، فقد تكون مهددة للحياة».
يمكن أن يظهر الدم داخل البراز نفسه، أو في المرحاض، أو على ورق التواليت. قد يلاحظ بعض الأشخاص دماً أحمر فاتحاً، مما يشير إلى نزيف في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي.
أما الميلينا، أو البراز الأسود القطراني، فهو علامة على وجود نزيف في الجزء العلوي من القولون.
ويختلف مظهر نزيف المستقيم المرتبط بسرطان القولون والمستقيم بشكل كبير، ويعتمد ذلك بشكل كبير على مكان السرطان.
وقال روبر: «إذا كان السرطان على الجانب الأيسر من القولون، أي أقرب إلى فتحة الشرج، فمن المرجح أن يكون الدم أحمر اللون ممزوجاً ببراز عادي. أما إذا كان الدم قد تعرض للهضم جزئياً، فمن المرجح أن يكون قادماً من ورم في الجزء العلوي من القولون على الجانب الأيمن».
لا توجد طريقة واضحة لمعرفة ما إذا كان نزيف المستقيم لديك مرتبطاً بالسرطان بمجرد النظر إليه.
وأوضح الدكتور جينغكوان جيا، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، والأستاذ السريري المشارك في كلية الطب بجامعة «نورث كارولاينا» في تشابل هيل، لمجلة «هيلث» أنه «قد يختلف معدل النزيف وكميته. لا أعتقد أن أي عامل واحد يشير بشكل موثوق إلى (سرطان القولون والمستقيم) بشكل أو بآخر».
قد يكون النزيف الشرجي، بالتزامن مع أعراض أخرى، علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة. تشمل أعراض سرطان القولون والمستقيم:
ألماً في البطن.
اقرأ ايضا: ما العلاقة بين الالتهاب وقلّة النوم؟
تغيرات في عادات التبرز.
إرهاقاً.
فقدان الوزن غير المقصود.
كما أن النزيف المرتبط بالسرطان يكون مستمراً.
وقال جيا: «بعد علاج البواسير لمدة شهر أو شهرين، أو حتى لفترة أطول، إذا لم تتحسن أعراض المريض، فهذا يُنذر بالخطر».
لا تُسبب جميع حالات سرطان القولون والمستقيم نزيفاً واضحاً، لذلك من المهم إجراء فحوصات دورية بدءاً من سن 45، ويمكن لتنظير القولون وفحوصات البراز التي تبحث عن الدم في البراز الكشف عن سرطان القولون والمستقيم.
في سرطان القولون والمستقيم، يأتي الدم الموجود في البراز مباشرةً من الورم نفسه. وترتبط شدة أو كمية الدم في البراز بمدى تقدم السرطان.
وأشار روبر إلى أن «إحدى السمات المميزة لهذه السرطانات هي وجود كثير من الأوعية الدموية». لذلك، عندما ينمو الورم الحميد إلى ورم حميد أكبر، ويتحول من ورم حميد إلى سرطان، تنمو تلك الأوعية الدموية على نطاق أوسع.
ويمكن أن تُهيّج هذه الأوعية الدموية بطانة القولون وتنمو داخلها. وعندما يمر البراز عبر الجهاز الهضمي، يمكن أن يُمزّقها. كما قد تبدأ الأوعية الدموية بالنزيف تلقائياً مع نمو الورم وانفصال الخلايا.
وشرحت الدكتورة زوري موريل، أخصائية جراحة القولون والمستقيم في مركز «سيدارز سيناي» للسرطان في لوس أنجليس، لمجلة «هيلث»، أن «هذه الخلايا السرطانية تنمو وتنمو وتنمو، وتتجاوز إمدادها بالدم، بل تنفصل حرفياً، لكن الأوعية الدموية لا تزال موجودة، تُطلق الدم إلى القولون».
استشر طبيباً إذا لاحظت أي نزيف شرجي. ووفق موريل: «إذا لاحظت وجود دم في كل مرة تتبرز فيها، ورأيت دماً في كل مرة – سواء كان برازك صلباً أو ليناً – فأنت بحاجة إلى تقييم طبي».
ويجب على أي شخص يزيد عمره على 40 عاماً مراجعة الطبيب عند وجود نزيف، بغض النظر عن سببه. وتشمل العلامات الأخرى التي تستدعي طلب الرعاية الطبية:
ألماً في البطن.
تغيرات في لون البراز.
سلس البراز، أو عدم القدرة على التحكم في حركة الأمعاء.
انخفاض ضغط الدم.
ألماً أثناء حركة الأمعاء أو أثناء الجلوس.
فقدان الوزن غير المقصود.
وعند مناقشة نزيف المستقيم مع الطبيب، هناك خطر التشخيص الخاطئ، خصوصاً إذا كنت أصغر سناً. ويرجع ذلك ببساطة إلى أن نزيف المستقيم بوصفه عرضاً غير محدد.
وقالت موريل: «لا أستطيع أن أحصي عدد المرضى الذين عالجتهم والذين ذهبوا إلى قسم الطوارئ أو قسم الرعاية العاجلة، وكانوا يقولون ببساطة: مرحباً يا دكتور، لدي دم أحمر فاتح. كانوا يصفون لهم كريم كورتيزون أو ما شابه دون حتى إجراء فحص شرجي. يجب على المرضى أن يكونوا مدافعين عن رعايتهم الصحية. إذا لم تتحسن حالتك فعليك العودة إلى الطبيب».
