سادت حالة ارتياح وتفاؤل في مصر، مع انعقاد لقاء جمع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نيوم، الخميس.
وأبدى مراقبون مصريون تفاعلاً إيجابياً مع مخرجات اللقاء، التي أكدت أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة. وأشاروا إلى دور اللقاء في «تعزيز التنسيق الإقليمي تجاه عدد من الملفات، في مقدمتها الوضع في غزة».
وتأتي زيارة السيسي للسعودية، وفق الرئاسة المصرية، «في إطار العلاقات التاريخية الراسخة، التي تجمع القاهرة والرياض»، إلى جانب «التنسيق والتشاور المستمر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وتناولت المحادثات، وفقاً للرئاسة المصرية، «مناقشات معمقة حول عدد من ملفات التعاون الثنائي».
وقال المتحدث باسم الرئاسة، السفير محمد الشناوي: «تم التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة، والإسراع في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، باعتباره إطاراً شاملاً لتطوير العلاقات على المستويات كافة»، إلى جانب «الاتفاق على إطلاق مزيد من الشراكات في مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة والتطوير العمراني».
واتفقت السعودية ومصر على تطوير العلاقات المشتركة، بإنشاء «مجلس التنسيق الأعلى المشترك»، ووقّع ولي العهد السعودي والرئيس المصري على محضر تشكيل المجلس بين البلدين، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
اللقاء السعودي ـ المصري تناول كذلك مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، وفقاً للمتحدث باسم الرئاسة، الذي نقل عن الرئيس المصري تأكيد «دعم بلاده للمبادرات السعودية، بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مخرجات مؤتمر (حلّ الدولتين)».
نوصي بقراءة: نيوم يعزز صفوفه بلاعب شباب الاتفاق نواف الجناحي
وترأست السعودية وفرنسا مؤتمراً وزارياً لحلّ الدولتين في الأمم المتحدة بنيويورك، في 28 يوليو (تموز) الماضي، وأكّد ضرورة دعم مشروع حلّ الدولتين.
ولاقت زيارة الرئيس المصري للسعودية تفاعلاً بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ «#مصر والسعودية ايد واحده»، الترند على منصة «إكس».
وأكّد مغردون أن العلاقات بين البلدين دائماً علاقات أخوة ومحبة، وستظل كذلك دائماً. ورحّب مدونون سعوديون بزيارة السيسي، باعتبارها تؤكد على التكامل بين البلدين.
وتعكس حفاوة الاستقبال للرئيس المصري في نيوم حالة من الارتياح في العلاقات بين البلدين، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن سلامة، الذي يرى أن «الزيارة تؤكد متانة العلاقات بين القاهرة والرياض، ومستوى التنسيق بينهما».
ويعتقد سلامة، في تعليق لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيارة «تأتي في توقيت مهم، وتؤكد التناغم بين الدولتين».
وهذا الأسبوع أعلنت القاهرة عن مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمدة 60 يوماً، يمهد للحلّ الشامل في القطاع، ووافقت عليه حركة «حماس».
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، إن «الرياض من أكثر الدول العربية استثماراً في مصر، والزيارة أكّدت أهمية توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما يعزز من مستوى التعاون».
وإلى جانب التطور في مستوى العلاقات الثنائية، يرى بيومي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التطورات الإقليمية تستدعي باستمرار التنسيق والتشاور بين القاهرة والرياض»، وقال إن «الوضع في غزة، إلى جانب التطورات في البحر الأحمر، والوضع في السودان، والملفات الإقليمية الأخرى، يستدعي استمرار التنسيق المشترك».