- اعلان -
الرئيسية الرياضة اغتيال رئيس برشلونة ثمنًا لهويته.. ذكرى سر الـ”Més que un club”

اغتيال رئيس برشلونة ثمنًا لهويته.. ذكرى سر الـ”Més que un club”

0

في واحد من صباحات شهر أغسطس عام 1936، لم يكن يعلم جوزيب سونيول رئيس نادي برشلونة آنذاك، أن رحلته في الدفاع عن حريته، ستنتهي بهذة الطريقة المأسآوية، الصحفي والسياسي الكتالوني، كان يؤمن بأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل منصة لحماية هوية شعب يتعرض للقمع.

لم يخسر البارسا رئيسًا فحسب، بل فقد رمزًا للمقاومة والحرية، اغتيل سونيول، على يد قوات الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو خلال الأيام الأولى للحرب الأهلية، لقد كان مدافعًا قويًا عن الديمقراطية والهوية الكتالونية، جاء دوره في برشلونة في فترة توتر وانقسام في إسبانيا.

تحت قيادته، أصبح برشلونة أكثر من مجرد فريق رياضي، بل رمزًا ثقافيًا وسياسيًا، حيث كان بمثابة منبرًا للنضال ورفض الظلم، لكن رصاص قوات الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو كان أسرع من أحلامه، لينهي حياته دون محاكمة، ويفتح جرحًا لم يندمل في تاريخ النادي الكتالوني.

سونيول كان يرى في الملعب ميدان للنضال مثلما هو ساحة للفن الكروي، وهو ما منح عبارة “Més que un club – أكثر من مجرد نادٍ” معناها الحقيقي، والتي يعتز بها حتى وقتنا هذا كل جماهير النادي الكتالوني، يبرزونها في كل مكان وأصبحت رمزًا ثقافيًا يمثل هوية “برشلونة” بحد ذاته.

اقرأ ايضا: موعد عودة إمام عاشور للمشاركة مع الأهلي

أثناء زيارته للقوات الجمهورية قرب العاصمة مدريد، وقع سونيول في قبضة جنود فرانكو، وبدلًا من معاملته كأسير حرب، أُعدم دون محاكمة، ودون نظرة شفقة واحدة، وقد أحدث اغتياله صدمةً في كتالونيا، ولا يزال أحد أحلك فصول تاريخ النادي.

بعد إعدامه، مُسحت قصة سونيول من السجلات الرسمية خلال سنوات حكم فرانكو، وحُظر تكريمه علنًا، ظل اسمه غائبًا حتى عام 1996 حين أقام برشلونة أول احتفال رسمي بذكراه، وفي 2003 أطلق اسمه على أحد معالم كامب نو تخليدًا لإرثه، ومنذ ذلك الحين، أصبح جوزيب رمزًا للشجاعة والصمود، وباتت قصته حاضرة في ذاكرة النادي وجماهيره.

حتى الآن، لا يزال المشجعون يُكرمونه، تُوضع الزهور والأوشحة بانتظام في موقع إعدامه في سييرا دي جواداراما، في كل عام، تُعيد وسائل الإعلام الكتالونية وجماهير البارسا النظر في قصته – ليس فقط للتذكير بالماضي، بل كتحذير من ثمن القمع السياسي وقوة الرياضة كقوة مقاومة.

قصة جوزيب سونيول ليست مجرد حكاية تُروى، بل هي تعكس معنى أن برشلونة، أكثر من مجرد نادٍ -حرفيًا-، وأن بعض الشعارات وُلدت من دماء رجال آمنوا بأن المجد لا يُقاس بالكؤوس وحدها.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version