الرئيسية الثقافة والتاريخ «البودكاست الإخباري» بين جذب الشباب وزيادة عوائد الناشرين

«البودكاست الإخباري» بين جذب الشباب وزيادة عوائد الناشرين

0

أثارت نتائج دراسة حديثة جدلاً بشأن دخول «البودكاست» عالم صناعة الأخبار، لا سيما في ضوء قدرته على اجتذاب أجيال جديدة من الجمهور، ما قد يسهم في زيادة العائدات المالية للناشرين. وبينما أكد خبراء التقتهم «الشرق الأوسط»، أن «البودكاست» يعدّ وسيلة واعدة مستقبلاً لجذب الجمهور، فإنهم أشاروا إلى محدودية استخدامه عربياً في تقديم المحتوى الإخباري.

تقرير «الإعلام الرقمي» السنوي الذي أصدره «معهد رويترز لدراسات الصحافة» الشهر الماضي، تناول «أهمية البودكاست الإخباري في الوصول إلى جمهور أصغر سناً وأكثر تعليماً». وذكر أن «الولايات المتحدة تعدّ من بين أعلى الدول في استهلاك البودكاست، حيث يستمع نحو 15 في المائة من عينة الدراسة إلى بودكاست إخباري واحد على الأقل في الأسبوع».

ووفق التقرير، الذي يقدم دراسة لاتجاهات الإعلام الرقمي سنوياً، فإن «البودكاست يُصور ويُوزع عبر منصات الفيديو مثل (يوتيوب) و(تيك توك)، ما يسهل استهلاكه لدى الشباب»، لكن التقرير أشار في الوقت نفسه إلى أن «دول شمال أوروبا لا تزال أبطأ في إنتاج البودكاست الإخباري في ظل هيمنة لمؤسسات إعلامية كبرى».

وركزت الدراسة الأخيرة التي أجراها معهد «رويترز» بشكل أكبر على الأخبار والشؤون الجارية، في محاولة لرصد الاستخدام الأسبوعي للمحتوى الإخباري الصوتي عبر البث الإذاعي والتلفزيوني والرقمي. وأظهرت زيادة في استهلاك المحتوى الإخباري عبر البودكاست.

الدكتورة مي عبد الغني، أستاذة الإعلام بجامعة بنغازي والباحثة في الإعلام الرقمي، ترى أن «البودكاست لا يعدّ مصدراً أساسياً للأخبار لدى الشباب بالمنطقة العربية في ظل سيطرة شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات على الهاتف الجوال وتنامي الدور الإخباري لروبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي»، لكنها أشارت إلى أنه «يمكن أن يسهم في جذب الشباب للمضامين الإخبارية عبر التركيز على المحتوى التفسيري والمرتبط بتلك المضامين، والالتزام بمعايير التفاعلية والأهمية والفورية».

اقرأ ايضا: رحلة البحث عن أمل ضائع

وتابعت عبد الغني أنه «يمكن أن يكون البودكاست عنصر جذب عبر إثراء محتوى المواقع الإخبارية، وعبر التنوع في المحتوى وتقديمه عبر شخصيات معروفة، والتوظيف الأمثل لمهارات الأداء الصوتي المتمثلة في سلامة النطق والقدرة على التعبير والإلقاء السردي للعنصر الإنساني المرتبط بالقصص الإخبارية الرقمية بشكل جذاب، وضبط طبقات الصوت بحيث تتماشى مع المحتوى المذاع، إضافة إلى إمكانية استخدام الصورة والفيديو».

وأضافت أن «كثيراً من المواقع الإخبارية العربية أطلقت بودكاستات ضمن مواقعها الإلكترونية، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من الجمهور والحفاظ على نسب التفاعلية والمشاركة مع برامجها وتعظيم هامش الربح لديها».

ولكن، في المقابل «استمرار نمو البودكاست في المنطقة العربية يواجه تحديات، تتمثل في عدم وجود معايير واضحة، إضافة إلى الاستدامة المالية، وتحديــد نمــوذج أعمــال احترافــي… ولقد رصد هذه التحديات تقرير حال صناعة البودكاست في العالم العربي»، الذي أطلقه نادي دبي للصحافة في يونيو (حزيران) 2023.

من جهته، يقول مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن «البودكاست لم يتمكن حتى اليوم من الدخول بقوة إلى عالم الأخبار، حيث ما زالت نوعية البرامج التي تبث عبره تميل إلى الطابع الحواري أكثر من كونها خبرية». لكنه أكد أن «البودكاست يملك القدرة على استضافة صناع قرار وسياسيين ونخب فكرية قد تسهم في صناعة الخبر، مما يجعله وسيلة واعدة في هذا المجال مستقبلاً». وأضاف أن «البودكاست يمكن أن يحقق دخلاً إضافياً للمواقع الصحافية، بشرط أن يكون المحتوى المقدم فريداً، أو يهم شريحة واسعة من المتابعين لهذه الوسيلة الإعلامية».

كيالي وصف تجربة «البودكاست» عربياً بأنها «ممتازة… ولقد بدأ كثير من وسائل الإعلام وصناع المحتوى في السنوات الأخيرة دخول هذا المجال، وحققوا نجاحات لافتة». وضرب المثل بـ«بودكاست سعودي تمكن من دخول موسوعة غينيس في إحدى الحلقات بعدد مرات الاستماع، ما يعدّ دليلاً واضحاً على التفاعل الكبير مع هذا النوع من المحتوى».

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version