عزز «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من وجوده قرب الحدود مع تشاد، فيما أعلنت قوات تابعة لـ«حكومة الوحدة» المؤقتة أنها بصدد تنفيذ «مناورة عسكرية» قرب الحدود مع الجزائر.
وأعلنت شعبة الإعلام الحربي بـ«الجيش الوطني» وصول قوات النخبة التابعة لرئاسة أركان قواته البرية إلى «منفذ 17 الحدودي» مع تشاد، «تنفيذاً للمهام المكلفة بها لتأمين الحدود والتصدي لكافة التهديدات التي تستهدف أمن البلاد».
ويمثل «منفذ 17 الحدودي» أحد أهم المعابر البرية بين ليبيا وتشاد، ويُعد من النقاط الحيوية التي يسعى «الجيش الوطني» للسيطرة عليها بالكامل، ضمن خطة أوسع لتعزيز الانتشار العسكري على طول الشريط الحدودي الجنوبي، الذي يمتد لمئات الكيلومترات ويعاني من ضعف الحضور الأمني والعسكري الرسمي في بعض المناطق.
كان الجيش أعلن مقتل اثنين من عناصره في «عملية عسكرية ناجحة نفذتها وحداته في نطاق الحدود الجنوبية استهدفت تجمعاً مسلّحاً لعناصر المعارضة التشادية». وأوضح أن هذه العملية «أسفرت عن تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وأسر عدد منهم»، مشيراً إلى «مواصلة وحدات الاستطلاع البرية والجوية مطاردة ما تبقى من فلول هؤلاء، ورصد أي تحركات مشبوهة في محيط المنطقة».
وأكد الجيش عزمه «مواصلة تنفيذ مهامه في تأمين الحدود الجنوبية، والتصدي الحازم لكافة التهديدات التي تستهدف أمن البلاد، بما في ذلك المهربون بكافة أشكال التهريب، والعصابات الإجرامية العابرة للحدود، وكل من تسوّل له نفسه المساس بسيادة الوطن وسلامة أراضيه».
ونشر الجيش دوريات صحراوية على الحدود الجنوبية «لفرض الأمن، وتأمين الحدود، ومكافحة التهريب، ورصد أي تحركات مشبوهة». ويأتي هذا الانتشار في وقت يشهد الجنوب الليبي توترات متزايدة بفعل النزاعات القبلية، ووجود جماعات مسلحة عابرة للحدود، وضعف التنسيق الأمني بين دول الجوار، وهو ما دفع «الجيش الوطني» لتعزيز وجوده العسكري في تلك المناطق لضبط الأمن واستعادة السيطرة على المنافذ الحدودية.
تصفح أيضًا: رئيس محلية النواب: لن يتم إدخال تعديلات موسعة على مشروع قانون الايجار القديم
ونفت حركة «الوفاق من أجل التغيير» في تشاد (فاكت) علاقتها بالمعارك التي يخوضها «الجيش الوطني ضد مجموعات المرتزقة التشادية جنوب ليبيا»، وقالت إن «بعض هؤلاء المقاتلين كانوا قد انشقوا عن قواتها في العام الماضى ولم يعودوا ضمن صفوفها».
وأكدت الحركة التزامها منذ تأسيسها عام 2016 «بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، بخاصة ليبيا»، التي عدّتها «دولة شقيقة تربطها بها علاقات تاريخية وثقافية قديمة».
اجتماع الحداد مع سفير بريطانيا (رئاسة أركان قوات الوحدة)
في المقابل، أشاد رئيس أركان القوات الموالية لـ«حكومة الوحدة»، محمد الحداد، في اجتماعه مع رئيس وأعضاء «اللجنة الفنية العليا للتخلص من الذخائر»، بدورها المهم في إزالة هذه المخلفات، وآخرها نزع فتيل صاروخ «سكود R-17» كان في وضع خطير وعشوائي داخل غابة النصر، في وسط طرابلس، شاكراً «جهودهم وعملهم البطولي في تنفيذ هذه العملية بنجاح وبدقة بالغة».
وكان الحداد قد بحث مع سفير بريطانيا، مارتن لونجدن، والملحق العسكري للدفاع البريطاني، ماثيو كيتير، آفاق التعاون العسكري المشترك بين ليبيا وبريطانيا، «والعمل على دعم المؤسسة العسكرية، وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز سبل الدعم في مجالات التدريب والاستشارات العسكرية بين البلدين».
في غضون ذلك، أعلنت «الكتيبة 17 حرس حدود» التابعة لـ«حكومة الوحدة» عن استنفار تام لأفرادها من عناصر المدفعية والأسلحة الثقيلة، اعتباراً من صباح الأربعاء في المنطقة الواقعة بالقرب من «حقل الوفاء» النفطي. وقالت إنه سيتم تنفيذ «مناورة ميدانية بالذخيرة الحية ضمن نطاق التمركز». ودعت المواطنين وأصحاب الثروة الحيوانية في المناطق المحيطة «إلى تجنّب الاقتراب من موقع المناورة حفاظاً على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم».
ويقع «حقل الوفاء»، الذي يعدُّ من أكبر الحقول الغازية والنفطية الليبية، جنوب غرب البلاد، قرب الحدود مع الجزائر، ضمن منطقة «حوض غدامس»، وتديره «شركة مليتة للنفط والغاز» كمشروع مشترك بين «مؤسسة النفط الليبية» وشركة «إيني» الإيطالية.