- اعلان -
الرئيسية السياحة والسفر «الخارجة»… كنوز أثرية تحكي فصول التاريخ

«الخارجة»… كنوز أثرية تحكي فصول التاريخ

0

في قلب الصحراء الغربية الشاسعة بمصر، في أقصى جنوب غرب البلاد، وعلى بعد نحو 600 كيلومتر القاهرة، تتربع مدينة «الخارجة»، عاصمة محافظة الوادي الجديد واحةً فريدةً تجمع بين كنوز أثرية عريقة وجمال طبيعي خلاب، ما يجعلها وجهةً مثاليةً للسياحة البيئية والاستكشاف التاريخي.

«الخارجة»، التي كانت تُعرف قديماً بـ«الواحة العظمى»، حيث كانت تشغل منخفضاً كبيراً في الصحراء. تستقبل زوارها اليوم بأجواء من الهدوء والاسترخاء، وسط كثبانها الرملية الذهبية، وآثارها المميزة، حيث تزخر المدينة بمجموعة متنوعة من المواقع الأثرية التي تعود لعصور مختلفة، تفتح ستة منها أبوابها للزوار، بالإضافة إلى متحف الوادي الجديد، الذي يضم آلاف القطع الأثرية التي تحكي تاريخ الحضارة المصرية العريق منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى عصر أسرة محمد علي.

جبانة البجوات التاريخية تضم 263 مزارا ذات طرز معمارية فريدة وقباب مميزة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تجذب «الخارجة» جوهرة الصحراء المصرية السائحين المصريين والأجانب على مدار العام، للاستمتاع بأماكنها ومزاراتها المختلفة، وتضفي الطبيعة الخلابة، إلى جانب آثارها، على الرحلة إليها ثراءً متنوعاً، وتجربة سياحية استثنائية. وتستعرض «الشرق الأوسط» أبرز المواقع الأثرية التي يمكن استكشافها عن زيارة «الخارجة»:

* معبد هيبس: تحفة معمارية من الحجر الرملي، وهو أكبر معبد في الخارجة، خُصص لعبادة المعبود آمون، وكان تحيط به بحيرة، لكنها اندثرت على مر الزمان.

* معبد الناضورة: يقع على ربوة عالية شمال الخارجة، ترتفع حوالي 75م عن سطح الأرض، وكان يستخدم نقطة مراقبة للقوافل القديمة، بني في العصر الروماني، وكرس لعبادة المعبود خونسو.

* معبد الغويطة: مبنى من الحجر الرملي تحيط به أسوار من الطوب اللبن، ويرجع تاريخه إلى الأسرة الفرعونية الـ27، أما باقي أجزاء المعبد فترجع إلى العصر البطلمي.

* معبد قصر الزيان: على مسافة 3 كيلومترات من معبد الغويطة يقع معبد الزيان، بالقرب من ملتقى طريقى التجارة القديمين (درب الأربعين ونقب بولاق)، شيد في العصر الروماني لعبادة المعبود «آمون هبت» سيد مدينة الخارجة في العصور المصرية القديمة.

* معبد دوش: بناء مهيب من القرن الأول الميلادي شيد في عهد الأباطرة الرومان، جدران المعبد تحمل العديد من النقوش والكتابات الهيروغليفية والمناظر المختلفة التي تصور الأباطرة في مناظر تقدمة القرابين للآلهة المختلفة والثالوث المقدس للمعبد، حيث كرس المعبد للثالوث المقدس إيزيس، سرابيس، حربوقراط.

* جبانة البجوات: مقبرة تاريخية تعود لما بين القرنين الثاني والسابع الميلاديين، وتضم 263 مزاراً ذات طرز معمارية فريدة وقباب مميزة، تظهر مهارة الفنان المصري، وتعدّ من أقدم مقابر المسيحيين في العالم وتجمع بين طقوس الدفن الفرعونية والمسيحية، وتضم كنيسة يعود تاريخها للقرن الحادي عشر الميلادي.

* متحف الوادي الجديد: يضم مجموعة متنوعة من الآثار التي تحكي تاريخ الحضارة المصرية في الواحات، بما في ذلك آثار عصور ما قبل التاريخ، وتماثيل ولوحات جنائزية لحكام الواحات، وتماثيل للآلهة، وأدوات كتابة وحلي، بالإضافة إلى محتويات مقبرة حاكم الواحات خنت كا ومجموعة من الأقنعة والتوابيت والمومياوات والطيور والحيوانات المحنطة والأيقونات القبطية والتحف الإسلامية ينابيع علاجية وكثبان رملية للاستشفاء

اقرأ ايضا: أكثر 5 مدن ديناميكية حول العالم

لا تقتصر جاذبية الخارجة على آثارها العريقة، بل تمتد لتشمل طبيعتها العلاجية، فتقع جنوب المدينة «آبار بولاق» ذات المياه العميقة المتدفقة ذاتياً والغنية بالمعادن، التي أثبتت التحاليل فوائدها العلاجية لأمراض المفاصل والروماتويد والآلام الناتجة عن ضمور الغضاريف. كما تنتشر بالقرب منها الكثبان الرملية الناعمة التي تستخدم في العلاج بالطمر في الرمال.

زيارة الخارجة تسمح باكتشاف الخصائص العلاجية لمياه الينابيع الساخنة الطبيعية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

وعلى بعد 18 كيلومتراً جنوب الخارجة، تقع «مجموعة آبار ناصر» بثلاث آبار تتجمع مياهها الدافئة في حمام سباحة يستخدم لعلاج الأمراض الروماتيزمية والآلام المزمنة والأمراض الجلدية وحصى الكلى واضطرابات الجهاز الهضمي، وتحيط بهذه الآبار حدائق جميلة وكثبان رملية نقية، وقد أقيم عليها مخيم يشمل أماكن للإقامة وكافيتريا.

متحف الوادي الجديد يضم آثارا تحكي تاريخ الحضارة المصرية في الواحات (صفحة متحف الوادي الجديد)

مغامرات في قلب الصحراء

تقدم الخارجة لزوارها فرصة فريدة لاستكشاف صحراء مصر الغربية في مغامرات لا تُنسى، حيث يمكن التخييم بالقرب من مناطق «أم الدباديب» و«لباخة» التي تضم حصوناً رومانية قديمة. كما يمكن الاستمتاع بالخصائص العلاجية للينابيع الطبيعية الساخنة والاستمتاع بمناظر خلابة عند غروب الشمس.

وتعتبر الخارجة وجهة مثالية للسياحة البيئة، حيث تتمتع بمقومات طبيعية خلابة مثل الكثبان الرملية والهدوء والاسترخاء، وتوفر الخارجة أنشطة خارجية متنوعة مثل جولات المشي في الطبيعة، ورحلات التصوير الفوتوغرافي، والتخييم، ورحلات السفاري في الصحراء. ولا تكتمل الزيارة دون تذوق وشراء التمور اللذيذة التي تشتهر بها الواحة، نتيجة التوسع في زراعة أشجار النخيل.

الخارجة تقدم لزوارها فرصة فريدة لاستكشاف صحراء مصر الغربية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كيف الوصول إلى الخارجة؟

يمكن استخدام النقل الجوي من القاهرة إلى الوادي الجديد، حيث تنظم شركة خدمات البترول الجوية رحلتين أسبوعياً من مطار القاهرة إلى مطار الخارجة يومي الأحد والخميس، والعودة في اليوم نفسه.

أما النقل البري، فيوجد بالمحافظة شركة للنقل البري تسير خطوط حافلات منتظمة بين الخارجة وعدد من المحافظات، كما يمكن الوصول إليها عبر خطوط سيارات الأجرة من محافظة أسيوط (المسافة بينهما 232 كم).

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version