شدد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، على مطالبة بلاده المجتمع الدولي؛ خصوصاً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإسراع في التدخل لإنهاء حالة المجاعة بقطاع غزة، ووقف حرب الإبادة والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وذلك إثر متابعته مستجدات الأحداث وتطوراتها في المنطقة والعالم.
وأكد المجلس -خلال الجلسة التي عُقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في جدة- دعمه لمخرجات الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الذي عُقد في جدة؛ لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وتنسيق آليات التحرك لوقف الإبادة الجماعية، والقرارات والخطط الرامية إلى ترسيخ الاحتلال، والسيطرة الكاملة على قطاع غزة.
وشدَّد المجلس على أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية دون مساءلة أو عقاب يقوض النظام الدولي وقواعد القانون الدولي، ومن شأنه توسيع دائرة الصراع والاضطرابات، وتهديد الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأدان بشدة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية، والتوغل فيها، والتدخل في شؤون سوريا الداخلية، مؤكداً دعم المملكة الكامل لما تتخذه الحكومة السورية من إجراءات لتحقيق الأمن والاستقرار، والمحافظة على السلم الأهلي وسيادة الدولة ومؤسساتها، والرفض القاطع لأي دعوات انفصالية لتقسيم هذا البلد الشقيق.
وجدَّد دعوة السعودية جميعَ الأطراف السودانية إلى تنفيذ بنود «إعلان جدة» الموقع في مايو (أيار) 2023، والالتزام بحماية المدنيين، وضمان أمن ممرات المساعدات الإغاثية والإنسانية، وتغليب مصلحة الشعب السوداني الشقيق، وتجنيبه ويلات الحرب والصراعات الداخلية.
وفي مستهل الجلسة؛ أحاط خادم الحرمين الشريفين، مجلس الوزراء، بفحوى الرسالة التي تلقاها من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتتصل بالعلاقات بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان أكد دعمه لمخرجات الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية «التعاون الإسلامي» الذي عُقد في جدة (واس)
واطَّلع المجلس إثر ذلك على نتائج استقبال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الرئيس المصري، وعلى ما تضمنه الاتصال الهاتفي بين ولي العهد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تثمين دور السعودية ومساعيها البناءة لإحلال السلام العالمي، وتعزيز الحوار بوصفه سبيلاً لحل الأزمات الدولية.
وأعرب المجلس عن ترحيبه الدائم بضيوف الرحمن القادمين من مختلف دول العالم، وعن الحرص المستمر على بذل الجهود، وتسخير جميع القدرات والإمكانات لتوفير سبل الراحة لهم، منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين، وذلك لدى استعراضه إحصاءات شاملة لأعداد المعتمرين في هذا العام.
وبيَّن سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، عقب الجلسة، أن المجلس أشاد بنجاح مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، التي شهدت لأول مرة في تاريخها مشاركة 179 متسابقاً من 128 دولة؛ وبذلك تواصل السعودية ريادتها في خدمة الإسلام والعناية بكتاب الله وحفَظَته.
قد يهمك أيضًا: «ماستركارد» تطلق مركزها السيبراني الأول في الشرق الأوسط من الرياض
وأثنى المجلس على التفاعل المجتمعي الواسع مع الحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم التي أطلقها ولي العهد السعودي، بهدف ترسيخ قيم العمل الإنساني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم ومكوناته؛ لضمان توفير إمدادات آمنة ومستدامة، تلبي احتياجات المستفيدين في جميع مناطق السعودية.
وقدَّر المجلس إسهام صندوق تنمية الموارد البشرية في توظيف 267 ألف مواطن ومواطنة، للعمل في منشآت القطاع الخاص، خلال النصف الأول من عام 2025؛ معززاً بذلك دوره الاستراتيجي في تمكين الكوادر الوطنية ورفع تنافسيتها، ودعم نمو سوق العمل بالمملكة.
وعدَّ المجلس تشريف ولي العهد السعودي الحفل الختامي لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية؛ امتداداً لدعمه المتواصل لهذا القطاع، من خلال إطلاق حزمة متكاملة من التشريعات والأنظمة، ضمن إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى بناء قطاع تنافسي عالمي، يوفر 39 ألف وظيفة، ويساهم بنحو 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) في الناتج المحلي، بحلول عام 2030.
مجلس الوزراء أكد دعم السعودية الكامل لما تتخذه الحكومة السورية من إجراءات لتحقيق الأمن والاستقرار في بلادها (واس)
واطَّلع مجلس الوزراء على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها. وكذلك اطَّلع على ما انـتهى إليه كل من مجلسَي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.
وقرر المجلس تفويض وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للأمن الصناعي -أو من ينيبه- في التباحث مع «جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية» في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين الهيئة والجامعة في مجال الأمن الصناعي، والتوقيع عليه.
ووافق على تباحث وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد مع المجلس الإسلامي في مدغشقر، في شأن مشروع مذكرة تفاهم بينهما في مجال الشؤون الإسلامية، والتوقيع عليه، وعلى مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية في السعودية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية في إندونيسيا، للتعاون في مجال الثروة المعدنية.
وفوَّض وزير الاستثمار -أو من ينيبه- في التباحث مع الجانب الصيني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين حكومة السعودية وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التابعة للصين، للتعاون في مجال تبادل المعلومات في مجالَي البنية التحتية والتشييد، والتوقيع عليه. ووزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة -أو من ينيبه- في التباحث مع الجانب الفنزويلي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة في السعودية، والمجلس الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة بفنزويلا، للتعاون في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتوقيع عليه.
كذلك وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة السعودية ونظيرتها الهندية، للتعاون في المجالات الصحية. وعلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطيران المدني بين الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية والإدارة العامة للطيران المدني في الكويت، وتفويض رئيس الديوان العام للمحاسبة -أو من ينيبه- في التباحث مع الجانبين القبرصي والغامبي في شأن مشروعي مذكرتَي تفاهم للتعاون في مجال العمل المحاسبي والرقابي والمهني، والتوقيع عليهما.
كما وافق على نظام نزع ملكية العقارات للمصلحة العامة، ووضع اليد المؤقت على العقارات. وعلى الاستراتيجية المحدَّثة لتطوير منطقة عسير.
واطَّلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقريران سنويان لمركز الإسناد والتصفية، وجامعة بيشة، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.
