مع عودة الحياة إلى المدارس وانطلاق العام الدراسي الجديد، يواجه آلاف الطلبة وأسرهم تحدياً سنوياً يتمثل في الانتقال من أجواء العطلة الصيفية المليئة بالراحة إلى روتين يومي يتطلب انضباطاً وجدية.
وفي هذه المرحلة الانتقالية، يؤكد خبراء تربويون أن دور الأهل يصبح محورياً في تهيئة الأبناء نفسياً وتنظيمياً لضمان بداية عام دراسي ناجحة ومثمرة.
أجمع المختصون على أن الصحة النفسية للطالب تشكل نقطة الانطلاق الأساسية.
وفي هذا السياق، تؤكد الاستشارية النفسية والتربوية، حنين البطوش، أن التهيئة تبدأ بالحديث الإيجابي عن المدرسة قبل أيام من بدايتها، عبر استرجاع اللحظات الممتعة مثل لقاء الأصدقاء والمشاركة في الأنشطة.
وتضيف أن استخدام التعزيز الإيجابي، كالإشادة بسلوكيات الأبناء المنظمة، يرفع من دافعيتهم ويقلل من مشاعر القلق.
وتحذر البطوش من خطأ شائع وهو نقل الطفل فجأة من أجواء الحرية إلى روتين صارم، داعية إلى اعتماد خطوات تدريجية مثل تقليل ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية.
يمثل تنظيم الوقت التحدي الأكبر بعد عطلة طويلة. وينصح المدير المالي والإداري في تربية لواءي الطيبة والوسطية، الدكتور خالد بني عامر، بتطبيق قاعدة “التدرج”.
اقرأ ايضا: انقلاب مركبة على شارع السلام في عمّان
ويوضح أن الحل يكمن في ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ تدريجياً قبل بدء العام الدراسي، ومن ثم تثبيت روتين يومي يوازن بين الدراسة والترفيه.
وتتفق معه المختصة بعلم النفس والمشرفة التربوية، الدكتورة ختام سلامة، التي تشدد على ضرورة إعادة ضبط ساعات النوم تدريجياً ووضع برنامج يومي يوازن بين المذاكرة والراحة، بالإضافة إلى تخصيص مكان هادئ للدراسة داخل المنزل لتعزيز الشعور بالالتزام والجدية.
أكد الخبراء أن نجاح العام الدراسي يبدأ من الأسرة بصفتها الداعم الأول، ويمتد ليشمل شراكة حقيقية مع المدرسة.
ودعا الدكتور بني عامر إلى ضرورة تعزيز هذه الشراكة عبر اجتماعات دورية مع أولياء الأمور، وتفعيل دور المرشدين التربويين في المدارس لمتابعة الطلبة خلال الأيام الأولى.
من جانبه، شدد معلم الفيزياء، أحمد رضوان، على أن “القدوة الأسرية تلعب دوراً محورياً”.
وأوضح أنه حين يلاحظ الطلبة التزام والديهم بتنظيم الوقت، ينعكس ذلك مباشرة على سلوكهم الدراسي.
ودعا الأهل إلى تجنب العقاب القاسي والضغط النفسي، واستبداله بالدعم والتشجيع المستمر لخلق بيئة منزلية محفزة.
