خلال السنوات القليلة الماضية، دائمًا ما تجد اسم الدولي البرتغالي جواو فيليكس في الميركاتو، ما بين الانتقال أو الإعارة، ولم ينجح مع أي فريق منذ الرحيل عن بنفيكا.
جواو فيليكس، الذي ترعرع في بورتو، انضم إلى الغريم بنفيكا لفريق الشباب عام 2015، وفي 2019، كان الصفقة الأغلى في تاريخ أتلتيكو مدريد مقابل 127 مليون يورو.
انتقال جواو فيليكس إلى أتلتيكو مدريد كان لتعويض رحيل أنطوان جريزمان، بمبلغ أقل بقليل، إلى برشلونة في ذلك الوقت.
قبل انضمامه إلى أتلتيكو مدريد، كان جواو فيليكس هو أفضل لاعب شاب في أوروبا، “الفتى الذهبي”، وهي الجائزة التي يحصل عليها اللاعبون الشباب من مجلة توتو سبورت الإيطالية.
مسيرة مليئة بالإصابات وسوء المستوى، وعدم التأقلم مع أسلوب لعب دييجو سيميوني، بالإضافة إلى أنه لم يكن منضبطًا ويفتقر للالتزام، كما أشار زميله السابق، الدولي البلجيكي يانيك كاراسكو.
جريزمان أيضًا تحدث عن فشل فيليكس مع أتلتيكو مدريد، وقال: “عندما تنضم إلى أتلتيكو مدريد، فأنت تدرك مسبقًا طبيعة المدرب والفريق.. إما أن تتأقلم وتبذل جهدك، أو أن الأمور ستسير عكسك”.
تلك التصريحات تشير إلى عدم جدية اللاعب البرتغالي، مما جعله يفقد مكانه الأساسي أيضًا في منتخب بلاده.
جواو، انضم في 2019، ولكن بعد 3 سنوات، لم يتمكن خلالها من تعويض جريزمان، حتى عاد “جريزو” نفسه إلى ملعب واندا ميتروبوليتانو، فرحل جواو على سبيل الإعارة إلى تشيلسي.
وعندما عاد في صيف 2024، كان فيليكس قد خرج من حسابات دييجو سيميوني، لذلك وافق أتلتيكو مدريد على عرض برشلونة لاستعارة اللاعب لمدة موسم بدون مقابل، مع تحمّل النادي الكتالوني راتبه.
بعد بداية جيدة مع برشلونة، عاد جواو فيليكس إلى الخلف مجددًا، ولم يتمكن من إقناع برشلونة بتمديد إعارته أو الحصول على عقده بالكامل، ليرحل إلى تشيلسي من أتلتيكو مدريد، ولكن هذه المرة مقابل 52 مليون يورو.
موسم مع برشلونة كان به الكثير من العقبات، سواء على مستوى النتائج وسوء مستوى الفريق، وكذلك غياب اللاعب في العديد من المباريات بسبب الإصابات.
صحيفة “سبورت” الإسبانية أكدت بعد نهاية موسم 2023-2024، ومع تولي هانز فليك مسؤولية برشلونة، أن وكيل الأعمال خورخي مينديز عرض موكله جواو فيليكس على البلوجرانا مجددًا، لكن طلبه قوبل بالرفض.
إدارة برشلونة رفضت الفكرة منذ البداية، لسببين رئيسيين: الأول، أن أسلوب لعب الفريق الحالي لا يتماشى مع خصائص فيليكس الفنية، والثاني، أن الوضع المالي للنادي لم يكن يسمح بأي صفقة من هذا النوع في تلك المرحلة، خاصةً وأنه لم يقنع هانز فليك.
في صيف 2024، تخلّص أتلتيكو مدريد من صداع جواو، واستفاد من رحيله مقابل 52 مليون يورو.
نوصي بقراءة: جماهير ريال مدريد تختار لـ 365Scores.. بيع رودريجو أم جونزالو جارسيا؟ أرقام وأسباب تفسر الاختيار
لم يمر أكثر من 6 أشهر، وفي يناير الماضي، رحل جواو فيليكس إلى ميلان، بعدما فشل في إقناع المدرب إنزو ماريسكا بإمكانياته، وفي ظل عدم اللعب في مركزه الذي اشتاق له في عمق الملعب.
6 أشهر ما بين دوري المؤتمر وبطولة الدوري، رغم أن ماريسكا أشرك عددًا كبيرًا من اللاعبين، إلا أن فيليكس لم يكن مُقنعًا للإيطالي، ليوافق على رحيله إلى الكالشيو.
انضم جواو إلى ميلان، في دوري جديد من الدوريات الخمس الكبرى، وهو في سن الـ25 عامًا، وقد لعب لـ5 أندية.
مع ميلان، كان الوضع مختلفًا في البداية؛ فقد افتقد جواو فيليكس اللعب في عمق الملعب، وكان يعتمد عليه دييجو سيميوني في مركز الجناح في أغلب الأحيان، أو المهاجم الصريح، وهو ما لا يحبه البرتغالي.
وفي المنتخب البرتغالي أيضًا، عانى جواو فيليكس مع مارتينيز وقبله سانتوس، حيث كان برناردو سيلفا ولياو يسيطران على مركز الجناح، مع الراحل ديوجو جوتا في مركز المهاجم الثاني، باعتبار أن رونالدو لا يُمس في منتخب البحارة.
196 مليون يورو تم إنفاقها على انتقالات جواو فيليكس، وقيمته السوقية ما بين الارتفاع والانخفاض في كل ميركاتو، لكنه مع كونسيساو مع ميلان، كان يتوقع أن يكون كاكا الجديد.
البعض كان يلقب جواو فيليكس بـ”كاكا الجديد”، والآن هو في النادي الذي شهد على أسطورية كاكا، اللاعب الأفضل في العالم 2007، والذي لم يجد نفسه إلا في ملعب سان سيرو.
شارك البرتغالي بعد يوم واحد فقط من إعلان انضمامه، ضد روما في الكأس، وسجل هدفًا، ولعب في المركز الذي يحبه، كما فعل ذلك في مواجهة إمبولي ببطولة الدوري عندما أشركه كونسيساو أساسيًا، ولكن مع الوقت، كرر جواو الفشل، وتأثر بموسم الروسونيري السيئ.
حصل جواو فيليكس على كل الفرص، مع أندية مختلفة بأساليب متنوعة، لعب في أكثر من مركز ومع عديد المدربين من مدارس مختلفة، لكنه افتقد الالتزام والجدية.
من 127 مليون يورو، إلى 20 مليون يورو، انخفضت قيمة اللاعب السوقية، ولا يزال في سن الـ25 عامًا، لتظل مسيرته لغزًا كبيرًا.
الآن ظهرت أندية سعودية تهتم باللاعب، في ظل سعي دوري روشن لجلب نجوم كرة القدم الأوروبية، وربما تكون هذه فرصة أخيرة لإعادة إحياء مسيرة اللاعب البرتغالي.
جواو أمامه 3 وجهات محتملة في الصيف، بعدما خرج من حسابات تشيلسي، ولا توجد نية لدى ماريسكا للاحتفاظ به.
فلامنجو البرازيلي يرغب في ضمه، لتكون أولى تجارب اللاعب خارج قارة أوروبا، كما هو الحال أيضًا للهلال السعودي، حسب ما ربطته بعض الشائعات، للتدرّب تحت قيادة سيموني إنزاجي.
وأخيرًا، بنفيكا البرتغالي، الذي شهد أفضل فترات جواو، يرغب في استعادته من جديد، ولكن في انتظار تضحية لاعبه السابق من أجل العودة إلى ملعب دالوش.