شنت القوات الروسية هجوماً مباغتاً في شرق أوكرانيا قرب بلدة دوبروبيليا، وأظهرت خرائط عمليات على مدونة “ديب ستيت”، اليوم الثلاثاء، أن القوات الروسية تقدّمت سريعاً لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات نحو الشمال في محورين خلال الأيام القليلة الماضية.
ورأت وكالة “رويترز” أنّ ذلك يأتي في إطار “مساعي القوات الروسية للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك”، مرجحةً أنّ يكون الهدف “زيادة الضغط على أوكرانيا للتنازل عن أراض بالتزامن مع استعداد الرئيسان الأميركي والروسي للاجتماع”.
ونقلت الوكالة عن محللين عسكريين قولهم إن “الروس يستخدمون مجموعات صغيرة من الجنود في محاولة لتثبيت أقدامهم وإن من غير المؤكد ما إذا كان بوسعهم الحفاظ على مواقعهم في مواجهة أي تقدم أوكراني”.
وقالت “ديب ستيت” إن الروس “تقدموا قرب 3 قرى في قطاع من الجبهة يرتبط بمدينتي بوكروفسك وكوستيانتينيفكا الأوكرانيتين اللتين تحاول موسكو تطويقهما مستغلة افتقار كييف للقوة البشرية”.
بدوره، أكّد المحلّل العسكري في مجموعة “بلاك بيرد” باسي باروينين أن الوضع تصاعد بسرعة إذ تسللت القوات الروسية عبر الخطوط الأوكرانية إلى عمق 17 كيلومتراً تقريباً خلال الأيام الثلاثة الماضية.
اقرأ ايضا: إيران: لا خطة للتفاوض مع واشنطن حالياً
ومن جهته، أوضح مستشار سابق في الرئاسة الروسية (الكرملين) سيرغي ماركوف، أن القوات الروسية تمكنت من التقدّم بسبب ما أسماه “انهياراً جزئياً في الجبهة” نتيجة نقص عدد الجنود الأوكرانيين.
ووصف ماركوف ذلك بأنّه “هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال المفاوضات”، إذ يستعد الرئيسان للقاء في الـ15 من شهر آب/أغسطس الجاري.
وأشار ماركوف إلى أنّ هذا قد يزيد الضغط على كييف للتنازل عن بعض الأراضي لمنع الجيش الروسي من السيطرة على بقية دونيتسك بالقوة في نهاية المطاف.
بينما أوضح أنّه لتحقيق ذلك يتعيّن على القوات الروسية أولاً أن تسيطر على سلوفيانسك وكراماتورسك ودروجكيفكا وكوستيانتينيفكا، وهي أربعة أماكن يسميها المحلّلون العسكريون الروس “المدن الحصينة”.
وفي هذا السياق، ذكر الجيش الأوكراني أنه يخوض “قتالاً صعباً” قرب مدينتي بوكروفسك ودوبروبيليا، مشيراً إلى إنه “أرسل قوات احتياطية لمنع تقدم مجموعات صغيرة من القوات الروسية”.
وأضاف أن “بعض المجموعات التي تحاول تجاوز الخطوط الدفاعية الأوكرانية في المنطقة تعرّضت للتدمير، وأن القوات الأوكرانية تشتبك مع مجموعات أخرى”.