الثلاثاء, يوليو 29, 2025
الرئيسيةالصحة واللياقة البدنيةالوزن ليس كل شيء: لماذا لا يعكس الميزان حالتك الصحية بدقة؟

الوزن ليس كل شيء: لماذا لا يعكس الميزان حالتك الصحية بدقة؟

رغم أن الميزان لا يزال من أكثر الأدوات استخداماً لقياس الصحة، فإن الخبراء يحذرون من الإفراط في الاعتماد عليه كمرآة دقيقة للحالة الصحية. فبينما يُفترض أن يعكس الوزن نسبة الدهون والصحة العامة للفرد، إلا أن الواقع أكثر تعقيداً، وفق ما تشير إليه دراسات طبية حديثة.

وفي حين اعتاد الناس الربط بين النحافة والعافية، وبين زيادة الوزن والأمراض، فإن الأبحاث تثبت أن هذا التصور قد لا يكون دقيقاً. فالشخص الذي يتناول غذاءً متوازناً، ويمارس التمارين الرياضية، ويتمتع بقراءات مثالية لضغط الدم والكولسترول، قد يُصنف أحياناً بأنه «غير صحي» فقط لأن الرقم على الميزان أعلى مما هو شائع. وفي المقابل، قد يبدو شخص آخر في نطاق الوزن الطبيعي، لكنه يعيش على الأطعمة المعالجة، ولا يتحرك إلا قليلاً.

الوزن، كما يوضح الأطباء، لا يُظهر نوعية الغذاء، ولا مستوى النشاط البدني، ولا جودة النوم، ولا مستويات التوتر. كما أنه لا يكشف عن موقع الدهون في الجسم، وهو أمر محوري. إذ تُعتبر الدهون الحشوية، التي تحيط بالأعضاء الداخلية، أكثر ارتباطاً بمخاطر صحية مثل أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان، مقارنةً بدهون ما تحت الجلد.

ويشرح الخبراء أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) المستخدم على نطاق واسع لتصنيف الوزن، لا يميز بين الكتلة العضلية والدهون، مما يجعل من الممكن أن يُصنف شخص رياضي ذو عضلات متطورة على أنه يعاني من زيادة الوزن.

ورغم وجود علاقة إحصائية بين السمنة وبعض الأمراض، فإن هذا لا يعني أن كل من يحمل وزناً زائداً يعاني من مشكلات صحية. ما يُعرف بـ«السمنة الأيضية الصحية» هو أحد الأمثلة التي تتحدى هذا المنظور، حيث يتمتع بعض من يُصنفون أشخاصا بدناء بمستويات طبيعية من السكر والكولسترول وضغط الدم.

قد يهمك أيضًا: تناول الأفوكادو ليلاً مفيد لمرضى السكري

وبالمثل، ثمة حالات لأشخاص يبدون نحفاء، لكنهم يحملون دهوناً حشوية ضارة، أو يتبعون نمط حياة غير صحي، ما يجعلهم عرضة لمخاطر صحية رغم مظهرهم الخارجي. ويطلق العلماء على هذه الظاهرة مصطلح «TOFI»، أي «نحيف من الخارج، دهني من الداخل».

أما السبب وراء التعلق الشديد بقياس الوزن، فيعود إلى كونه أداة سهلة وسريعة ورخيصة، مقارنة بالفحوص الطبية المتقدمة التي تتطلب وقتاً وكلفة وخبرة. كما أن الوزن يُعد من المؤشرات القليلة التي تمكن ملاحظتها بالعين، ما يفسر سرعة المجتمع في إصدار الأحكام.

لكن التركيز المفرط على الوزن، كما تشير دراسات، قد يؤدي إلى نتائج عكسية، منها التوتر النفسي واضطرابات الأكل، بل وربما تثبيط جهود فقدان الوزن نفسه. فقد بيّنت الأبحاث أن وصمة السمنة لا تحفّز الأفراد على تغيير نمط حياتهم، بل قد تدفعهم نحو مزيد من العزلة أو السلوكيات الغذائية المضطربة.

وفي هذا السياق، يدعو مختصو الصحة العامة إلى إعادة النظر في الطريقة التي يُقاس بها مفهوم الصحة الجيدة، والتركيز بدلاً من ذلك على جودة النظام الغذائي، ومدى ممارسة الرياضة، ومستوى النوم، وآليات التعامل مع التوتر.

فالرقم على الميزان، برأيهم، لا يروي القصة كاملة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات