الرئيسية الوطن العربي السعودية بعد إنجاز الهلال المونديالي… الاستثمار الأجنبي يطرق أبواب الدوري السعودي

بعد إنجاز الهلال المونديالي… الاستثمار الأجنبي يطرق أبواب الدوري السعودي

0

حتى الآن، لم يعبر المستثمرون الأجانب الحدود نحو كرة القدم السعودية، لكن هذا على وشك أن يتغير وبشكل كبير.

جاء إنجاز الهلال في كأس العالم للأندية الأخير ليعيد رسم صورة الدوري السعودي للمحترفين، ويجعل من الصعب الاستمرار في النظر إليه على أنه مجرد مشروع غرور.

صحيح أن مشاركة الهلال لم تكن قصة كلاسيكية لفريق صغير يحقق مفاجأة؛ إذ ضمت قائمته أسماء لامعة مثل روبن نيفيز، جواو كانسيلو وكاليدو كوليبالي، ومدربه سيموني إنزاغي الذي كان قد قاد إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أسابيع فقط.

كما أن خزائن النادي كانت عميقة بما يكفي لمضاعفة راتب المدرب الإيطالي مقارنة بما كان يتقاضاه في الدوري الإيطالي.

لكن مع ذلك، نجاح الهلال في بلوغ ربع النهائي وإقصاء مانشستر سيتي أعاد صياغة النقاش أو يفترض أن يعيد صياغته حول ما يمثله الدوري السعودي فعلاً.

فهناك الكثير من الأسباب التي يرددها البعض لانتقاده المشروع السعودي، لكن ما أظهره الهلال على أرض الملعب يجعل من الصعب إنكار أنهم بنوا فريقاً حقيقياً.

انضمام كريستيانو رونالدو للنصر كان بادرة توجه النجوم العالميين للدوري السعودي (د.ب.أ)

هذا الأداء لم يكن نهاية المطاف، بل نتيجة وإن لم تكن ختاماً لما بدأ قبل عامين عندما استحوذ صندوق الاستثمارات العامة، الصندوق السيادي السعودي، على حصة الأغلبية في أربعة أندية من الدوري، من بينها الهلال، والنصر الذي يضم كريستيانو رونالدو. كما ساهمت أموال خاصة محلية في دعم عدد من الأندية الأخرى.

واليوم، تبدو السعودية مقبلة على خطوة جديدة بفتح الباب لأول مرة أمام الملكية الأجنبية.

نوصي بقراءة: يزيد الراجحي بطل داكار يتوقع نقلة نوعية لرياضة المحركات عربياً

البنية الإدارية للدوري تتطور هي الأخرى. فقد أصبحت رابطة الدوري السعودي مسؤولة عن الإشراف المالي على الأندية، وهي مهمة كانت سابقاً بيد وزارة الرياضة.

كذلك بدأ صندوق الاستثمارات العامة يتحدث أكثر عن «عوائد الاستثمار» و«أهمية الاستدامة». الإنفاق على الصفقات الكبيرة ما زال مستمراً، لكن بقدر من الحذر مقارنة بالسنوات الأولى.

الهلال أظهر في كأس العالم للأندية إلى أي مدى وصلت الدولة بمشروعها الكروي. والآن، تأتي صفقات الاستثمار الأجنبي لتأخذ المشروع إلى مستوى آخر.

بهذا، يبدو أن إنجاز الهلال كان أكثر من مجرد فوز كبير. لقد كان إشارة على بداية مرحلة جديدة؛ مرحلة قد تجعل من الدوري السعودي إحدى أبرز الوجهات العالمية للمستثمرين والمشجعين على حد سواء.

الفرنسي كريم بنزيما تألق في موسمه الثاني مع الاتحاد وقاده للقب الدوري (رويترز)

صحيح أن صفقات كريستيانو رونالدو وبنزيما ونيمار وسافيتش قد جذبت أنظار العالم، لكن العبرة الحقيقية كانت فيما تعلّمه السعوديون من هذه الصفقات: لا تكفي الأسماء، بل يجب تجهيز الأندية بالبنية التحتية والمرافق والتخطيط طويل المدى.

ويمثّل نيوم نموذجاً مثالياً لهذا التحول. النادي الذي صعد مؤخراً إلى دوري المحترفين يضم نجوماً مثل سعيد بن رحمة وألكسندر لاكازيت، ويُدار ضمن مشروع المدينة المستقبلية في تبوك، وذلك جزءاً من توجه لجعل الرياضة حافزاً للتنمية الإقليمية.

كذلك فعلت العلا والدرعية. الأولى استحوذت عليها هيئة ملكية تهدف لتحويلها مركزاً سياحياً أثرياً عالمياً، والأخرى جزء من خطة لتصبح وجهة ثقافية ورياضية وترفيهية على أطراف الرياض. وذلك جزءاً من التطوير، تم تعيين دوغي فريدمان، المدير الرياضي السابق لكريستال بالاس، لتكوين فريق قادر على الصعود.

البروفسور سايمون تشادويك، من جامعة ايمليون الفرنسية، يوضح: «السعوديون لا يريدون إنفاق أموالهم في الخارج. هم يريدون خلق أصول رياضية محلية تجذب الاستثمارات والوظائف. الدوري الإنجليزي وحده يُدر 8 مليارات جنيه إسترليني على الاقتصاد البريطاني، وهذا ما تطمح إليه الرياض».

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version