- اعلان -
الرئيسية الوطن العربي السعودية بقع شمسية عملاقة في شمال السعودية

بقع شمسية عملاقة في شمال السعودية

0

رُصدت من سماء مدينة عرعر (شمال السعودية)، مساء الثلاثاء، عدة بقع شمسية عملاقة ظهرت بوضوح على سطح الشمس، لتسجَّل من أبرز الظواهر الفلكية المرصودة في الآونة الأخيرة، وتُعد من مؤشرات النشاط الشمسي المتزايد خلال الدورة الحالية.

وقال عدنان خليفة عضو نادي الفضاء والفلك بمنطقة الحدود الشمالية، إن البقع الشمسية هي مناطق داكنة مؤقتة تتشكل على سطح الشمس، وتكون أبرد نسبياً من محيطها نتيجة النشاط المغناطيسي الشديد الذي يعوق حركة الغازات الساخنة، مضيفاً: «على الرغم من مظهرها الداكن، فإنها تظل شديدة الإشعاع، ويفوق حجم بعضها أضعاف كوكب الأرض».

وأوضح أن البقع الشمسية المرصودة خلال هذا الأسبوع، ومنها المُرقّمة وفقاً لتسلسل الوكالات الفلكية الدولية (4195، 4197، 4199)، تُعدّ من بين الأكبر حجماً خلال العام الحالي، ويُقدَّر قطر كل منها بعشرات آلاف الكيلومترات، مما يجعلها ظواهر بارزة يمكن متابعتها حتى باستخدام التلسكوبات الصغيرة المزوّدة بفلاتر شمسية آمنة.

ونوَّه خليفة بأن نشاط هذه البقع يرتبط باحتمالية انبعاث توهجات شمسية أو عواصف مغناطيسية تؤثر بشكل غير مباشر على الاتصالات اللاسلكية وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية في بعض مناطق العالم.

كانت سماء عرعر قد شهدت مساء 11 أغسطس (آب) الحالي رصد 14 بقعة شمسية، وأوضح عدنان الرمضون، عضو النادي، أنها تمثل مناطق ذات نشاط مغناطيسي مرتفع، وتُسهم في حدوث الظواهر المرتبطة بالنشاط الشمسي، مثل التوهجات والانبعاثات الكتلية الإكليلية، التي قد تؤثر في الاتصالات والأقمار الاصطناعية إذا كانت قوية.

تمثل البقع الشمسية مناطق ذات نشاط مغناطيسي مرتفع (واس)

ولفت الرمضون إلى أن رصد البقع الشمسية يتم باستخدام تقنيات وأدوات فلكية خاصة، تتيح متابعة تطورات النشاط الشمسي ومراقبة تأثيراته المحتملة على كوكب الأرض.

تصفح أيضًا: إنزو ميلوت… لمسة فرنسية أنيقة تزين ملاعب الدوري السعودي

وفي 28 يوليو (تموز) الماضي، رُصدت 6 بقعٍ شمسية تُعد من أبرز مظاهر ذلك النشاط، وتمثل مناطق ذات درجات حرارة أقل نسبياً من محيطها، وغالباً ما تكون مصحوبة باضطرابات مغناطيسية، حسب الرمضون.

وبيّن الرمضون أنها تنتمي إلى الدورة الشمسية الخامسة والعشرين، التي تشهد تصاعداً تدريجياً في عدد البقع والانبعاثات الشمسية، مما يشير إلى قرب بلوغ النشاط الشمسي ذروته، تماشياً مع توقعات الهيئات الفلكية العالمية.

وأفاد بأن رصد هذه الظاهرة تم بوضوح مع غروب الشمس، حيث ساعدت الأجواء الصافية وخلو السماء من المؤثرات البصرية والعوالق الترابية على مشاهدة البقع بدقة، مشيراً إلى أن مثل هذه الظواهر تُعد فرصة ثمينة لهواة الفلك لرصد ومتابعة سلوك الشمس وتغيراتها المستمرة.

وأظهرت الصورة الملتقطة 6 مجموعات من البقع الشمسية، رُقّمت 4167، 4157، 4154، 4143، 4150، و4149، وقد تركزت في النصف الجنوبي من قرص الشمس، بما يتوافق مع النمط المتكرر للدورة الحالية.

الدورة الشمسية الخامسة والعشرون تشهد تصاعداً تدريجياً في عدد من البقع والانبعاثات (واس)

وتُعد هذه البقع النشطة مراكز محتملة لحدوث توهجات شمسية أو انبعاثات إكليلية تُعرف بـ«الانبعاث الكتلي الإكليلي (CME)»، التي قد تُحدث تأثيرات على الأرض تشمل اضطرابات في الاتصالات، أو ظهور الشفق القطبي في بعض المناطق القريبة من القطبين.

وأشار علماء الفلك إلى أن دراسة البقع تُسهم في فهم الدورة الشمسية الممتدة لـ11 عاماً، التي تتحكم في معدلات النشاط الشمسي بما في ذلك التوهجات والعواصف الجيومغناطيسية.

وبينما تستقطب هذه الظاهرة المهتمين وهواة تصوير الفلك والمجرات لرصدها، أكد العلماء أن ذلك يعزز نشر الثقافة العلمية، ويزيد الاهتمام بمجالات الفضاء والفيزياء الفلكية داخل المجتمع.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version