- اعلان -
الرئيسية الرياضة بيب ليندرز في مانشستر سيتي: تحول في الفلسفة أم بحث عن هوية...

بيب ليندرز في مانشستر سيتي: تحول في الفلسفة أم بحث عن هوية جديدة؟

0

قبل كل شئ دعنا نخبرك بمعلومة هامة للغاية: مانشستر سيتي حصل على المركز الثالث في الدوري الإنجليزي توقعات كمبيوتر أوبتا لهذا الموسم، وهو أمر دال للغاية، فالفريق يتغير بشكل جذري رغم وجود جوارديولا، أو ربما بسبب وجود جوارديولا.

وهناك معلومة تقول أنه كلما استمر جوارديولا على رأس الإدارة الفنية، كلما ضمن الفريق الهدوء، ولكن هذا الهدوء، تتخله أحيانًا بعض الأعاصير.

نعم؛ هناك إعصار قادم من مدينة ليفربول سيغير من أسلوب ونهج مانشستر سيتي، والحديث عنه سوف يطول بعض الشيء.

في أعقاب موسم 2024-25، وجد مانشستر سيتي نفسه، ولأول مرة منذ سنوات، بعيدًا عن معاييره الاستثنائية التي أسسها بيب جوارديولا، على الرغم من أن الأداء ظل قويًا نسبيًا، إلا أن إنهاء الموسم في المركز الثالث والخروج خالي الوفاض من الألقاب، بعد سلسلة من الهيمنة غير المسبوقة، كان بمثابة إشارة واضحة على أن الفريق وصل إلى مفترق طرق، ولذلك فور نهاية الموسم، أعلن جوارديولا عن تعيين بيب ليندرز كمساعد مدرب جديد له في النادي. 

هذا التعيين أثار الدهشة في الأوساط الكروية، حيث ارتبط اسم لينديرز بشكل وثيق مع أعظم منافسي سيتي في العقد الأخير، وهو ليفربول ومدربه يورجن كلوب. لقد كان ليندرز اليد اليمنى لكلوب في فترتين، لعب خلالهما دورًا محوريًا في صعود الريدز وتحديهم لهيمنة سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز. لم يكن هذا القرار مجرد تغيير في الطاقم الفني، بل كان إشارة على نهج براجماتي غير متوقع من جوارديولا نفسه، الذي بدا وكأنه يكسر حواجز التنافس التقليدية بحثًا عن التجديد.

وعليه، فإن تعيين بيب لينديرز لا يمثل مجرد تغيير في الأفراد، بل هو انعطاف استراتيجي وفلسفي مدروس بعناية من قبل بيب جوارديولا، إقرار ضمني بأن الحفاظ على الهيمنة في المشهد الكروي المتطور يتطلب دمج الهوية الأساسية لسيتي القائمة على السيطرة والاستحواذ مع بُعد جديد من السرعة والشدة والتحولات العمودية. 

وبالتالي فهو ليس مجرد تعيين روتيني، بل هو تحول استراتيجي يعكس رؤية جوارديولا الساعية لدمج بعض الفلسفات المتناقضة ظاهريًا، إذ أن ليندرز، سيجلب معه نهجًا يعتمد على الكثافة والضغط العالي والسرعة، استكمالًا لأسلوب جوارديولا القائم على الاستحواذ والتحكم. ولكن قبل أن نكمل حديثنا في تلك النقطة، يجب أن نسأل: من هو بيب لينديرز أصلًا؟ 

بدأ بيب ليندرز مسيرته في عالم التدريب مبكرًا، حيث ركز على تطوير الشباب والمواهب الفردية. انطلقت مسيرته في عام 2002 مع نادي آيندهوفن الهولندي، قبل أن ينتقل إلى بورتو البرتغالي في عام 2006 ليساهم في تطوير أكاديميته، حيث عمل تحت إشراف العديد من المدربين البارزين مثل أندريه فيلاش بواش، هذه الخلفية في تطوير المواهب منحته فهمًا عميقًا لكيفية بناء اللاعبين وتشكيل عاداتهم الفنية من المراحل المبكرة.

في عام 2014، انتقل ليندرز إلى ليفربول، ليصبح لاحقًا أحد أهم أعضاء الطاقم الفني ليورجن كلوب. قضى لينديرز فترتين كمساعد مدرب لكلوب، كان خلالهما عنصرًا لا غنى عنه في النجاحات التي حققها الفريق، بما في ذلك الفوز بدوري أبطال أوروبا في 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز في 2020، بل والغريب، أن شهادات اللاعبين تقول أنه كان هو من يقود التدريبات، وليس كلوب.

وبالتالي فهذا الواقع يجعله الخيار الأمثل لجوارديولا؛ لأنه لا يمثل أي تهديد محتمل على دور المدير الفني، بل هو مكمل مثالي، يعيد التركيز إلى دوره الأساسي كـمصمم للتدريبات ومطور للخطط التكتيكية. 

تتركز فلسفة بيب ليندرز في كلمة واحدة: “الشدة” أو Intensity، وقد لخص لينديرز هذه الفلسفة في كتابه الذي يحمل عنوان “Intensity: Our Identity” (الشدة: هويتنا). جوهر هذه الفلسفة هو الضغط العكسي (Gegenpressing)، وهو المبدأ الذي أسس عليه يورجن كلوب نجاحاته كاملة تقريبًا، حيث وصف كلوب نفسه هذا المبدأ قائلًا: “نريد مهاجمة الخصم بلا توقف، عندما تكون الكرة معنا، وعندما نخسرها، وعندما تكون مع الخصم”.

لكن ليندرز أضاف بعدًا فريدًا لهذا المبدأ، حيث يؤكد أن هذه الفلسفة لا يجب أن تُفهم بالرأس، بل “يجب أن يشعر بها اللاعبون بالقلب”، وبالطبع هذا النهج يختلف بشكل جوهري عن الفلسفة الموضعية لجوارديولا، التي تعتمد بشكل كبير على التفكير، والتحكم، والاستحواذ، فنرى أن ليندرز قد يمثل العنصر العاطفي والعفوي، الذي يفتقده مانشستر سيتي هذا الضعف الذي لاحظه جوارديولا في أداء فريقه يمكن أن يكون السبب الرئيسي وراء بحثه عن “الشدة” التي يجسدها لينديرز.

الجيد هنا أن ليندرز ليس مجرد منظر؛ بل متخصص في تصميم التمارين التي تترجم الأفكار التكتيكية إلى سلوكيات تلقائية على أرض الملعب، حيث يصر على أن عنصر الضغط العكسي يعود في كل تمرين،  كما يتضمن نهجه استخدام قواعد محددة في التدريبات اليومية لتشكيل عقلية الفريق، مثل تمرين “Milly’s rondo” الذي استلهمه من بيب جوارديولا نفسه، ويهدف إلى تحفيز اللاعبين على استعادة الكرة بسرعة غير عادية.

كما أنه يفرض قواعد مثل أن لا يُحتسب الهدف إلا إذا عبر كل لاعبي الفريق خط منتصف الملعب، مما يحفز الدفاع المتقدم والضغط الجماعي السريع، هذه المنهجية تضمن أن الفلسفة لا تبقى نظرية فقط، بل تصبح جزءًا من الحمض النووي للفريق، مما يمثل قدرة لا تقدر بثمن يمكنها أن تأخذ الأفكار التكتيكية الجديدة وتحولها إلى عادات يومية للاعبين.

في تصريح نادر وواضح، أقر بيب جوارديولا بأن “اللعبة تتجه” نحو كرة قدم التحولات، هذا التصريح من مدرب يُعتبر أعظم من أتقن فلسفة السيطرة والتحريك البطئ للكرة، يمثل إقرارًا بأن منهجه الأساسي يواجه تحديات جديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي العالم بأكمل ربما، لقد شعر جوارديولا أن فريقه صعب عليه التعامل مع الزيادة في القوة واللياقة البدنية للفرق الأخرى في الموسم الماضي. 

وبالتالي جاء تعيين ليندرز كحل المباشر لهذا التحدي، في تحول استراتيجي من مجرد إتقان فلسفة إلى دمج فلسفة جديدة ومختلفة، وبدلًا من البحث عن مدرب آخر يشارك نفس الفكر، استقدم جوارديولا مدربًا يمثل الفكر النقيض له، بهدف إضافة بعض الشدة والسرعة التي أشار جوارديولا بنفسه إلى أن فريقه قد افتقدها فعلًا، كما صرح أنه يريد اللعب بشكل أسرع، وأكثر شدة.  

نوصي بقراءة: رسميًا – الهلال يعلن تعاقده مع ثيو هيرنانديز

وهو ما لاحظه جيمي كاراجر، محلل شبكة سكاي سبورتس، في مباراة سيتي الافتتاحية ضد وولفرهامبتون، حيث رصد تغييرًا واضحًا في أسلوب اللعب، وصفه بأنه “شبيه جدًا بليفربول”، مع التركيز على مصيدة التسلل المتقدمة والهجمات المرتدة السريعة، وقد ظهر هذا التأثير بوضوح في هدف تيجاني رايندرز، الذي جاء من هجمة مرتدة سريعة، والذي وصفه كاراجر أيضًا بأنه “ليس هدفًا نموذجيًا لبيب جوارديولا”.

الزيادة في المسافة المقطوعة من قبل اللاعبين في تلك المباراة، مقارنة بأي مباراة في الموسم السابق، هي مؤشر مباشر على زيادة الشدة والضغط العكسي، ماذا يعني ذلك؟ يعني أن دمج فلسفة ليندرز في الهجمات المرتدة والضغط العكسي مع سيطرة جوارديولا على الاستحواذ يمكن أن ينتج فريقًا أقل قابلية للتنبؤ وأكثر ديناميكية، وقادر على التفوق في كل مراحل اللعب. 

ولكن، للحصول على فهم أعمق للتحول الذي يمر به مانشستر سيتي، من الضروري مقارنة بيب ليندرز بسلفه، خوانما ليو، والذي يمثل تحولًا في أولويات جوارديولا، من البحث عن عمق الفلسفة إلى إضافة تنوع تكتيكي.

كان خوانما ليو أكثر من مجرد مساعد؛ لقد كان مرشدًا فكريًا لجوارديولا، حيث تعود علاقتهما إلى فترة عملهما معًا في المكسيك، فكان ليو مدربًا لجوارديولا وهو لاعب، وكانت فلسفة ليو ترتكز على “اللعب الموضعي” (Juego de Posición)، حيث يرى أن الأهم هو “العملية” وليس النتيجة النهائية فقط. 

كما يشدد ليو على أهمية التفوق العددي في المناطق المركزية، واستخدام خطة مثل 4-2-3-1، والبحث عن “الرجل الحر” لتحقيق السيطرة على مجريات اللعب، وبالتالي كان دور ليو يرتكز على تعميق مبادئ جوارديولا، وتوفير مرجع فلسفي ثابت له، مما ساهم في إتقان سيتي لأسلوبه القائم على التحكم والاستحواذ، وعلى النقيض تمامًا، تأتي فلسفة بيب ليندرز قائمة على الشدة والسرعة والبطئ، فبينما سعى ليو للتحكم والاستقرار من خلال الاستحواذ، يسعى لينديرز لخلق الفوضى الموجهة والسرعة. 

يركز ليندرز على استعادة الكرة في أسرع وقت ممكن وأعلى منطقة ممكنة في الملعب، ونهجه قد يترك الفريق مفتوحًا تمامًا في التحولات إذا فشل الضغط، وهو ما يتطلب لاعبين على أعلى مستوى ووعي لتطبيق هذه المبادئ، ما يعني أن دوره ليس في صقل فلسفة جوارديولا، بل في تحديها وإضافة عناصر جديدة إليها.

هذا التحول من من ليو إلى ليندرز يعني تحولًا في أولويات جوارديولا نفسه، ليو ساعد جوارديولا على تحقيق العمق في فلسفته وجعلها أكثر كمالًا، بالمقابل، يتم استقدام ليندرز لإضافة التنوع والسلاح الجديد الذي أصبح ضروريًا في الدوري الإنجليزي الممتاز. هذا التغيير يدل على أن جوارديولا لم يعد يؤمن بأن هناك فلسفة واحدة مثالية، بل أصبح يؤمن بضرورة التكيف والتطور المستمر، حتى لو كان ذلك يعني استعارة بعض  الأفكار من منافسيه، ولكن هل هذا يعني أن جوارديولا سيتخلى عن مبادئة كاملةً؟.

بالتأكيد لا، فالتآزر بين رؤية جوارديولا التحليلية وشغف ليندرز الميداني سيخلق بيئة تدريبية ديناميكية، تدفع اللاعبين إلى تجاوز الحدود التقليدية، ليندرز، بمدرسته الهولندية في البناء من الخلف والألمانية في الضغط العكسي، سيدفع الفريق لاستغلال نقاط ضعف الخصوم خلال لحظات التحول، وهذا يتجلى في تكتيكات مثل الكرات الطويلة من إيدرسون مباشرةً إلى المهاجمين، في شف لتجربة أليسون مع صلاح في ليفربول، أو تفعيل الجناحين كجيريمي دوكو وريان شرقي للاختراق بدلًا من التمريرات الجانبية الآمنة.

أما التأثير الأعمق لليندرز سيكون عبر خلق فلسفة هجينة تجمع بين أفضل ما في مدرستي سيتي وليفربول. من ناحية، سيحافظ الفريق على قدرته في استنزاف الخصوم عبر الاستحواذ الذكي، ومن ناحية أخرى يكتسب سلاحًا جديدًا عبر الهجمات المرتدة السريعة، والضغط المجنون، هذا المزيج يحل إشكاليتين تاريخيتين: 

الأهم أنه يمنح جوارديولا مرونة غير مسبوقة في تغيير نمط اللعب وفق ظروف كل مباراة، وهو ترف لم يتمتع به إلا قليلًا وهنا يأتي الإعصار، أن بيب جوارديولا أصبح على استعداد لتغيير فلسفته التدريبية ولو نسبيًا، لماذا؟ لأن العالم أصبح يسير في هذا الاتجاه، وهنا يجب أن نسألك سؤالًا: ما هو أفضل مباراة شاهدتها الموسم الماضي؟ سنجاوب نحن عنك هذه المرة، مباراة برشلونة وانتر ميلان في دوري الأبطال.

لماذا؟ لأنها كانت مباراة سريعة وحماسية جمعت بين الإبداع والانضباط، فمن جهة كان برشلونة لا يخشى المغامرة فعلًا، لكنه كان يفعل ذلك بخطة ونهج مدروس وجميل وممتع، من خلال هجوم شرس يعتمد على التمريرات المباشرة خلف الدفاعات، وضغط عال يحوّ كل فرصة إلى تهديد مباشر، وأيضًا المغامرة الأكثر لفتًا للانتباه، “مصيدة التسلل”، والتي تُجبر المنافس على الخروج من منطقته، مُعرّضًا نفسه لسيل من الهجمات المرتدة السريعة والخاطفة، ما يجعلها سلاحًا استباقيًا يضمن استمرار السيطرة. 

 بيب في طريقته وأسلوبه لا يفضل تلك السرعة الشديدة، بل على العكس، يفضل الحفاظ على الكرة لأطول وقت، ثم تمريرها ببطء شديد بين الخطوط، يكسر خطوط ضغط الخصم واحدًا تلو الآخر بتمريرات قصيرة هادئة، حتى الوصول إلى منطقة الجزاء، وبعدها يبدأ سلسلة تمريرات أخرى قصيرة حتى ضمان التسديد، بيب يريد كل شئ تحت السيطرة، هادئ، وغير متسرع، حتى إذا نظرت إلى خريطة تسديدات لاعبي السيتي، ستجد أن معظمها من داخل منطقة الجزاء، وتلك الطريقة هي عكس طريقة كلوب، وفليك، وليندرز، مساعد بيب الجديد، الذي سيجره إلى السرعة والمباشرة عاجلًا أم آجلًا؟

ورغم أن هذا الانتقال الجزئي من البطء إلى السرعة، ومن الضمان إلى المباشرة، يعني أن بيب بدأ في الاقتناع بتغيير فلسفته والتماشي مع الترند التكتيكي الجديد، ألا وهو الضغط العنيف والألعاب السريعة، ولكن هذا التنازل الفلسفي يخفي تحته معركة حامية الوطيس: هل يُسمح للاعبين باتخاذ قرارات هجومية عفوية خارج النظام الدقيق؟ هل تُقدّم السرعة على الدقة عندما يكون الفوز على المحك؟ هذه الأسئلة ستُحدث شرخًا في ثقافة الفريق الموحدة،  أما الكابوس الخفي فيكمن في الفراغات الدفاعية التي سيخلّفها هذا التغيير، حيث أن المباريات الودية كشفت عن كارثة قيد التكوين. 

الهجمات المرتدة ضد الفريق انطلقت من مناطق متقدمة للغاية، صحيح أنها التكلفة الحتمية لاستراتيجية الضغط العالي التي يُروّج لها ليندرز، ولكن لابد من ضبطها سريعًا مع تكرر الصورة: لاعبو الوسط يتقدمون كالسهام لملاحقة الخصم، تاركين خلفهم مساحات شاسعة يعجز الدفاع عن سدّها، حسنًا، هذا التحوُّل يشبه تغيير محرّك الطائرة أثناء التحليق، إما أن يولد معجزة، أو يخلف وراءه عشرات الضحايا. 

تعيين بيب لينديرز خطوة تكتيكية مدروسة من بيب جوارديولا لمواجهة التحديات المتغيرة في كرة القدم الحديثة. لقد استبدل جوارديولا شريكه الفلسفي الذي كان يكمل أسلوبه، بـ “منشط” تكتيكي قادر على إضافة بُعد جديد لأسلوب الفريق، وهذا التحول يؤكد مكانة جوارديولا ليس فقط كخبير في فلسفة واحدة، بل كمدرب براجماتي وقادر على التكيف بشكل لا يصدق، ومستعد لتعلم وتطبيق أساليب من منافسيه من أجل البقاء في القمة.

ولذلك سيخسر مانشستر سيتي الدوري هذا الموسم، لأنه ليس موسم السباق على الألقاب، بل هو تجربة تكتيكية كبرى: هل يمكن لأعظم مدرب في العالم أن ينجح في دمج مبادئ منافسه الأشرس لخلق آلة كرة قدم متعددة الأوجه لا يمكن إيقافها؟ هذا السؤال هو ما سيحدد الفصل التالي في إرث جوارديولا، وإذا نجح، فدعنا نقول لك مبدأيًا أن ثلاثية الموسم القادم آتية لا ريب فيها.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version