- اعلان -
الرئيسية الرياضة بينهم ميدو وشيكابالا وكهربا.. أكثر المحترفين المصريين خوضًا للتجارب في بلدان مختلفة

بينهم ميدو وشيكابالا وكهربا.. أكثر المحترفين المصريين خوضًا للتجارب في بلدان مختلفة

0

دائمًا ما كانت كرة القدم لعبة عالمية، لا تعترف بالحدود الجغرافية، وكان اللاعبون المصريون من أبرز سفرائها الذين حملوا أحلامهم ومواهبهم عبر القارات المختلفة، فمنذ أن طرق اللاعبون المصريون أبواب الاحتراف في أوروبا، وحتى العصر الحديث الذي يتربع فيه نجوم الفراعنة على عرش أكبر الدوريات، ظل حلم اللعب في الخارج هو الهدف الأسمى لكل لاعب، لأهداف مختلفة، فمنهم من يبحث عن الشهرة، ومنهم من يبحث عن المال، وبعضهم يبحث عن المنافسة في المستويات العليا في كرة القدم، لكن العامل المشترك بين المحترفين المصريين هو رغبتهم في استكشاف المجهول وخوض تجارب جديدة في بلدان مختلفة.

لكن بعيدًا عن مسيرات الاستقرار والنجاح المتواصل التي تميز أساطير مثل محمد صلاح وأحمد حسن ومحمد زيدان، يبرز نمط فريد من المحترفين المصريين، يمكننا أن نطلق عليهم لقب “الفراعنة الرحّالة”. هؤلاء اللاعبين ليسوا محترفين عاديين، بل هم مغامرون لا تهدأ أقدامهم في بلد واحد، تدفعهم الموهبة والطموح، وأحيانًا الظروف، إلى التنقل المستمر بين ثقافات كروية متنوعة. مسيرتهم لا تُروى بفصل واحد طويل، بل بمجموعة من الحكايات القصيرة والمثيرة في بلدان مختلفة.

بعد انتقال اللاعب محمود كهربا من الاتحاد الليبي إلى القادسية الكويتي، أصبح أكثر المحترفين المصريين تواجدًا في بلدان مختلفة عبر مسيرته الكروية، بجانب أحمد حسام ميدو وعمرو زكي، مما يوقظ في الأذهان القائمة الكاملة لأكثر المصريين ممارسة لكرة القدم في بلدان مختلفة.

هذا التقرير يلقي الضوء على هذه الفئة الاستثنائية من المحترفين المصريين الذين تركوا بصماتهم في خمس دول أو أكثر، ليصبحوا ظاهرة فريدة تستحق التوثيق، فهم يمثلون الوجه الأصعب للاحتراف، وجه المغامرة والتحدي الدائم.

كان ميدو هو الاسم الأبرز بين المحترفين المصريين عبر تاريخ الكرة قبل ظهور محمد صلاح، فقد كان المصري الأول الذي يتواجد في كبرى أندية العالم، بل ويتألق ويحرز الأهداف ويسطر اسمه بين الكبار، في أقوى دوريات العالم.

مسيرة ميدو رغم كثرة محطاتها لكنها تميزت بأنها لم تبتعد كثيرًا عن أقوى الدوريات في أوروبا، وكلما رحل ميدو عن فريق، وجد فريقًا آخر في مستوى مقارب، لذلك يُعد ميدو صاحب أطول استمرارية في المستويات الكبرى بين المحترفين المصريين عبر التاريخ.

ربما لم يستطع كهربا كتابة تاريخ كبير في تاريخ الكرة المصرية كأحد أساطيره، لكن مسيرته كانت حافلة بالمحطات المختلفة بين إفريقيا وآسيا وأوروبا. كهربا لم يجد الاستقرار إلا على فترات متقطعة في مسيرته، لكن خلال تلك الفترات تألق اللاعب المصري وارتبط اسمه بحب جماهير الفرق التي تألق معها، فقد شهدت مسيرته نجاحًا باهرًا في السعودية مع الاتحاد وفي مصر مع الأهلي حيث حقق الألقاب وكان أحد النجوم، لكن مسيرته تميزت أيضًا بمشاكل انضباطية ونزاعات تعاقدية أدت إلى تنقلاته المستمرة بين سويسرا البرتغال وتركيا، مما جعله دائمًا في حالة بحث عن محطة جديدة.

اقرأ ايضا: خطوة جديدة من ريال مدريد لتسهيل رحيل رودريجو

تعتبر مسيرة عمرو زكي واحدة من أكثر القصص المحيرة في تاريخ المحترفين المصريين، فبعد بداية أسطورية في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ويجان جعلته هدافًا للبطولة مؤقتًا، تسبب هبوط مستواه في انهيار مسيرته الأوروبية بالكامل، ليتحول بعدها إلى لاعب كثير الترحال في دوريات أقل قوة حتى اعتزاله.

محمد شوقي كان جزءًا من الجيل الذهبي لمنتخب مصر والنادي الأهلي، لكن مسيرته الاحترافية كانت غير تقليدية، حيث انتقل من مصر إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مباشرة وهي خطوة نادرة الحدوث نظرًا لصعوبتها، ثم خاض تجارب مختلفة في دوريات غير مألوفة للاعبين المصريين مثل العراق وماليزيا.

كانت مسيرة إبراهيم سعيد انعكاسًا لشخصيته المثيرة للجدل، فقد موهبة دفاعية فذة لم يختلف عليها أحد، لكنها كانت مصحوبة بعدم استقرار دائم. رغم وصوله لقمة الكرة العالمية بالتواجد في الدوري الإنجليزي إلا أن أزمة تتعلق بسلوك شخصي، عندما صبغ شعره باللون الأحمر قبل مواجهة غريم إيفرتون ليفربول، تسببت في نهاية المسيرة في بدايتهاـ وبعد ذلك حاول إبراهيم سعيد مواصلة مسيرته من خلال تنقلاته الكثيرة بين أندية القمة في مصر وتجاربه الخارجية في تركيا والسويد وليبيا.

يمثل النني نموذجًا للاعب المحترف الملتزم الذي بنى مسيرته خطوة بخطوة. بعد بداية مميزة في مصر في المقاولون العرب، واصل رحلته بمسيرة قوية في سويسرا مع بازل، ثم انتقل إلى أرسنال الإنجليزي ليقضي فترة طويلة أثبت فيها قيمته كلاعب وسط يليق بالمستويات الكبرى، وتخللتها تجربة إعارة في تركيا، وأخيرًا يواصل رحلته الآن مع الجزيرة الإاماراتي، ليصبح أبرز مثال بين المحترفين المصريين للاستمرارية والاحترافية.

تعتبر مسيرة محمود عبد الرازق “شيكابالا” قصة فريدة من الموهبة الكبيرة وسوء القرارات الشخصية. رغم موهبته التي كانت تؤهله للعب في أكبر الأندية العالمية، كانت تجارب شيكابالا الاحترافية في الإمارات والبرتغال وحتى مصر قصيرة ومتقطعة، ودائمًا ما كان يعود إلى بيته في الزمالك الذي صنع فيه أسطورته الحقيقية حتى اعتزاله. حاول شيكابالا إحياء مسيرته مع عدة أندية لكنه في النهاية كتب اسمه بحروف من ذهب فقط في بيته الأول نادي الزمالك.

تُظهر هذه القائمة أن الموهبة المصرية لا تعرف حدودًا جغرافية، فكل اسم في هذا التقرير يمثل قصة فريدة من الطموح والمغامرة، ويؤكد أن شغف كرة القدم قادر على دفع اللاعبين لاستكشاف آفاق جديدة، حتى لو كان ذلك على حساب الاستقرار.

قد لا يمتلك هؤلاء الرحّالة نفس سجلات الألقاب الأوروبية الكبرى التي يمتلكها أقرانهم الذين استقروا في نادٍ واحد، لكنهم يملكون ثروة من نوع آخر، ثروة التجارب المتنوعة والخبرات المكتسبة من اللعب في بيئات كروية مختلفة، وقد تركوا بصمات لا تُنسى في ذاكرة جماهير أندية ربما لم تكن لتسمع عن الكرة المصرية لولا وجودهم.

في النهاية، يظل “الفراعنة الرحّالة” جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المحترفين المصريين، فهم يمثلون الشجاعة في خوض المجهول، والمرونة في التكيف مع ثقافات جديدة، والأهم من ذلك، الموهبة التي فرضت نفسها في كل مكان حطت فيه رحالها، تاركين خلفهم إرثًا من الذكريات الممتدة عبر خريطة كرة القدم العالمية.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version