أصبحت مواجهة ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان واحدة من المواجهات التي يُمكن أن يُطلق عليها قمة من قمم كرة القدم الأوروبية، ولكن هذه المرة في بطولة مختلفة.
ريال مدريد واجه باريس سان جيرمان في العديد من المرات ولكن في البطولات الأوروبية، وأبرزها في دوري أبطال أوروبا، لكن هذه المرة ستكون بصبغة عالمية.
نصف نهائي كأس العالم للأندية، مباراة ستكون الأخيرة للفائز هذا الموسم، وتُمهد الطريق للفائز إلى نهائي كأس العالم للأندية 2025.
ريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو في بطولته الأولى، بعدما جاء خلفًا لكارلو أنشيلوتي، آملًا أن يُنهي موسمًا سيئًا للملكي بالتتويج ببطولة يكتب من خلالها شهادة ميلاده.
وباريس سان جيرمان تحت قيادة لويس إنريكي، ملك أوروبا الحالي، بعدما تُوّج بالثلاثية “الدوري، الكأس، دوري أبطال أوروبا” لأول مرة في تاريخه، يسعى لتحقيق الإنجاز الأكبر.
تاريخ كبير بين الفريقين، بعدما لعب العديد من الأساطير هُنا وهُناك، خاصة مع ظهور باريس سان جيرمان منذ 2011 على خارطة كرة القدم الأوروبية الكبرى.
وبعيدًا عن ذلك، فإن المواجهات السابقة بين الفريقين تحمل بين طياتها العديد من الإثارة والدراما التي لا تُنسى، وتجعلنا ننتظر مثلها الليلة في ملعب “ميتلايف”.
4 مواجهات جمعت بين ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان قبل عام 2000، ولكن البداية الحقيقية كانت في دوري أبطال أوروبا موسم 2015-2016، بدور المجموعات، وانتهت مواجهة بالتعادل السلبي، وأخرى بفوز الملكي 1-0 في دور المجموعات.
في موسم 2017-2018، انضم نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان قبل بدايته، ورافقه كيليان مبابي، ليصبح العملاق الباريسي منافسًا وبقوة على لقب دوري أبطال أوروبا.
تأهل العملاق الباريسي من مجموعة بايرن ميونخ وسيلتيك وأندرلخت برصيد 15 نقطة، وبتسجيل 21 هدفًا.
على الجانب الآخر، تأهل ريال مدريد كان باهتًا برصيد 13 نقطة، خلف توتنهام المتصدر بـ16 نقطة، مما جعل الملكي في طريق باريس سان جيرمان.
أسفرت القرعة عن نهائي مبكر، في دور الـ16، وكانت مباراة الذهاب في ملعب سانتياجو برنابيو.
سيطرة مُطلقة من باريس سان جيرمان بقيادة المدرب أوناي إيمري، يترجمها أدريان رابيو بهدف التقدّم في الدقيقة 33، بعد تمريرة سحرية من نيمار تضع الفرنسي في مواجهة نافاس.
ورغم شوط أول سيئ للملكي، يحصل توني كروس على ركلة جزاء في الدقيقة 43، وكالعادة ينبري لها كريستيانو رونالدو ويُطلق صاروخية في شباك أريولا.
ظلت المباراة بالتعادل، ولكن في الدقيقة 83، عرضية من البديل أسينسيو، تجد متابعة رونالدو بعد خطأ دفاعي للنادي الفرنسي، يضعها البرتغالي في شباك أريولا.
طوفان سانتياجو برنابيو استمر بعد الهدف، ليأتي الثالث عن طريق مارسيلو بتسديدة ترتطم بماركينيوس وتسكن الشباك.
لم يتوقف الأمر هُنا، لتأتي ليلة ضبابية في العاصمة الفرنسية باريس بمباراة الإياب، يدخلها أصحاب الأرض بدون نجمهم الأول نيمار دا سيلفا.
تصفح أيضًا: ألكسندر أرنولد قبل مواجهة باريس سان جيرمان: يمتلكون فريقًا رائعًا
أُصيب نيمار الذي اعتاد على الغياب عن باريس في دور الـ16، ودفع إيمري بأنخيل دي ماريا مع مبابي وكافاني في الهجوم، في شوط أول كان كيلور نافاس بطله الأول من جانب النادي الملكي.
في الشوط الثاني، وبعد 6 دقائق فقط، وسط الرؤية الضبابية والألعاب النارية من جماهير باريس سان جيرمان، كانت رؤية رونالدو الأوضح، ونيرانه هي فقط من تشتعل عندما يتعلق الأمر بالأدوار الإقصائية.
ارتقاء بعد عرضية فاسكيز، تجد رأس رونالدو، ليسجل هدف التقدم للملكي، ويضع قدمًا ونصفًا في ربع النهائي.
يتعادل باريس، لكن ريال مدريد ورعب المرتدات، ينتهي بهدف لكوفاسيتش، ويكتفي نيمار بالمشاهدة من المدرجات، وزملاؤه يودعون معه دوري الأبطال على يد حامل اللقب.
قد تكون أبرز المواجهات بين ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان، هي التي جمعت بينهما في 2022، خلال دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا 2021-2022، والتي ربما كانت سببًا بشكل غير مباشر في انضمام مبابي إلى النادي الملكي بعد عامين.
في موسم ليونيل ميسي الأول مع باريس سان جيرمان، تأهل في المركز الثاني من دور المجموعات خلف مانشستر سيتي برصيد 11 نقطة، ليلاقي ريال مدريد الذي صعد في الصدارة متفوقًا على إنتر، رغم الخسارة التاريخية من شيريف تيراسبول المولدوفي.
المؤشرات كانت في صالح باريس سان جيرمان، الذي يمتلك العدد الأكبر من النجوم، والمُرشّح الأول للقب، وازداد ذلك بعد ما حدث في مواجهة الذهاب.
90 دقيقة في حديقة الأمراء كان باريس سان جيرمان الأفضل ويُسيطر على كل شيء، وتيبو كورتوا يتعملق حتى أنه تصدى لركلة جزاء ليونيل ميسي في الدقيقة 62.
دخول نيمار بعد العودة من الإصابة، وهدف مبابي في الدقيقة 94، أشعل الأجواء في بارك دي برانس ليلة 15 فبراير.
في 9 مارس، تأتي مباراة الإياب، ويسجل كيليان مبابي في الدقيقة 39 من صناعة نيمار، ويتسيد باريس سان جيرمان المباراة، هدف يُلغى، وآخر يُحتسب، ومن ثم في الشوط الثاني يُلغى آخر.
هاتريك لم يكتمل لمبابي، ولكن ربما كان الهاتريك يعرف صاحبه جيدًا في ليلة تاريخية في سانتياجو برنابيو.
الدقيقة 61، ومن حيث لا يدري أحد، يضغط بنزيما على دوناروما الذي يُمرر بالخطأ، تذهب الكرة لفينيسيوس، ليضعها أمام بنزيما، ويسجل الفرنسي الهدف الأول.
هدف أشعل سانتياجو برنابيو، واحتضن بنزيما اللاعب الذي كان يُطالب من قبل ألا يُمرر له أحد الكرة، وأخبره بأن الريمونتادا ستأتي.
الرعب بث في نفوس باريس سان جيرمان، رأسية من بنزيما تذهب بعيدة عن المرمى بسنتيمترات قليلة، وفي الدقيقة 76 ترجم ريال مدريد تحوّله بالهدف الثاني عن طريق بنزيما، لتصبح النتيجة 2-2.
وعندما حاول باريس سان جيرمان أن يُدرك ما يحدث، جاء الثاني بعد دقيقة واحدة، مودريتش ينطلق ويمرر، ماركينيوس يحاول إبعاد الكرة، ولكن لأن الهاتريك يعرف صاحبه، ذهبت إلى بنزيما، ليسجل الثالث في شباك دوناروما في ليلة سحرية.
تلك الليلة تحدث عنها مبابي بعد انضمامه للنادي الملكي، بأنها كانت مرعبة بالنسبة له، وأنها كانت أحد أسباب حبه لهذا الجمهور والملعب التاريخي.
تلك الريمونتادا التاريخية، مهّدت الطريق لريال مدريد، وحوّلت هذا الجيل تمامًا، ليذهب ويُقصي تشيلسي بنفس الطريقة، ثم مانشستر سيتي بريمونتادا خيالية أخرى، وأخيرًا يتوّج أمام ليفربول في نهائي باريس.