أعلنت وزارة الداخلية السعودية، الخميس، تنفيذ حكم القتل تعزيراً، في أحد المتهمين بخطف وقتل القاضي في دائرة الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف الشيخ محمد بن عبد الله الجيراني.
ونسبت وزارة الداخلية إلى جلال بن حسن بن عبد الكريم لباد الذي نُفِّذ حكم القتل بحقه، الخميس، ارتكابه جرائم إرهابية «تمثلت في الانضمام إلى تنظيم إرهابي خارجي، وقيامه مع مطلوبين أمنياً باختطاف وقتل القاضي في دائرة الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف محمد بن عبد الله الجيراني، وإطلاق النار وإلقاء القنابل على رجال الأمن بهدف قتلهم».
وتعرض الشيخ الجيراني، القاضي بدائرة الأوقاف والمواريث في القطيف، للاختطاف من أمام منزله ببلدة تاروت صباح يوم الثلاثاء 13 ديسمبر (كانون الأول) 2016، وكشفت السلطات الأمنية السعودية عن هوية المختطفين، وتمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص شاركوا بأعمال المراقبة والرصد، في الجريمة، كما حددت هوية ثلاثة من الجناة المتورطين بمباشرة جريمة الخطف.
وقالت «الداخلية» في بيان سابق، إن معلومات توافرت لديها أكدت إقدام الجناة على اختطاف الجيراني وقتله وإخفاء جثته في منطقة مزارع مهجورة تسمى (الصالحية)، ويوم الجمعة 19 ديسمبر (كانون الأول) 2017 تمكنت الداخلية بعد تمشيط مناطق واسعة تزيد على مليوني متر مربع من المزارع المهجورة من تحديد المكان الذي دُفنت فيه جثة القاضي الجيراني، حيث قامت الجهات المختصة باستخراجها وهي بحالة متحللة، وأكدت الفحوص الطبية والمعملية للجثة وللحمض النووي (DNA) أنها تعود إلى الشيخ محمد الجيراني، كما كشفت عن وجود إصابة بطلق ناري تعرض لها في منطقة الصدر.
وكشفت التحقيقات أن الخاطفين اقتادوا الجيراني إلى تلك المنطقة وقاموا بالتنكيل به ثم حفروا حفرة ووضعوه داخلها ثم قاموا بإطلاق النار عليه ودفنوا جثته فيها.
تصفح أيضًا: ليوناردو… من دموع «ساو باولو» إلى أمجاد أورلاندو مع «الهلال»
ورجحّت «الداخلية» السعودية وقتها أن يكون الاعتداء على الجيراني جاء نتيجة مواقفه الوطنية المنددة بأعمال العنف التي شهدتها العوامية في تلك الفترة، وسبق أن تعرّض الجيراني لاعتداءات شملت إحراق منزله، وسيارته، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 تعرض منزله وسيارته لاعتداء، حيث قام معتدون بإضرام النيران في المنزل والسيارة، وتكرر الاعتداء في أكتوبر (تشرين الأول) من العام التالي 2012 حين كرر المعتدون هجومهم على منزل الجيراني للمرة الثانية وتمكنوا من تهشيم الواجهة الزجاجية للباب الخارجي الخاص بالمنزل، قبل أن يلوذوا بالفرار، على أثر وصول الدوريات الأمنية، التي استنجد بها القاضي.
إنفاذاً للأمر الملكي… وزير العدل الشيخ وليد الصمعاني يسلّم وسام الملك عبد العزيز لذوي الجيراني (واس)
وفي 30 سبتمبر (أيلول) 2018 صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمنح القاضي محمد بن عبد الله الجيراني، الذي اغتاله بعض العناصر الإرهابية، «وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى».
وقدم وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور وليد بن محمد الصمعاني، وسام الملك عبد العزيز لذوي الفقيد، إنفاذاً للأمر الملكي.
وثمَّن وزير العدل هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين «التي تأتي تكريماً للقاضي محمد الجيراني وتاريخه القضائي المشرف»، وامتداداً للدعم المتواصل من خادم الحرمين «وحرصه واهتمامه بمرفق القضاء».