أكد تياغو ألكانتارا، نجم برشلونة السابق، خلال مشاركته في العاصمة الرياض بمؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025، أن مواجهة أسماء كبرى مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي تتطلب أكثر من مجرد لياقة أو قوة بدنية، بل تحتاج إلى فهم عميق للتقنية. وقال: «حين تلعب ضد لاعبين من هذا الطراز، ستجد أن لديهم نوعاً من السحر الخاص الذي يميّزهم، لكن في الوقت نفسه لديهم أنماط يمكن دراستها والتعامل معها. حينها يطرح اللاعب على نفسه سؤالاً: كيف يمكنني أن أدافع ضد هذا؟ وكيف أهاجم هذا؟ هنا يأتي دور التقنية، فهي الأداة التي تمنحك القدرة على تحليل المنافس واستيعاب حركته التالية».
وأضاف ألكانتارا أن الاعتماد على التقنية والذكاء الاصطناعي في كرة القدم لم يعد مقتصراً على الجانب الجماعي فقط، بل صار جزءاً شخصياً من إعداد كل لاعب لنفسه. وأوضح: «اليوم نستطيع أن نهيئ أنفسنا لمواجهة خصم بعينه عبر بيانات دقيقة وتقنيات حديثة. المسألة برمتها تتعلق بالتكامل بين العنصر البشري والتكنولوجيا. فالأمر لا يقف عند حدود كونك مع هذه الأدوات أو ضدها، وإنما في الطريقة التي تستخدمها بها، وكيف تحوّلها إلى قيمة مضافة تخدمك داخل الملعب».
تصفح أيضًا: وزير الخارجية السعودي يبحث تطورات غزة مع بارو وعبد العاطي وفاديفول
وتوقف لاعب خط الوسط السابق عند واحدة من أبرز التقنيات المثيرة للجدل في السنوات الأخيرة، وهي تقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، وقال عنها: «هذه التقنية أثارت نقاشات واسعة، وصحيح أنها تبطئ من وتيرة اللعب أحياناً لكثرة التحليلات، لكننا نعمل باستمرار على تطويرها وتسريعها. رغم ذلك، تبقى مثار جدل بنسبة مائة في المائة. نحن كلاعبين علينا أن نمارس كرة القدم، لكن في الوقت ذاته لا بد أن نتكيف مع هذه التحولات، وأن نفهم جيداً أي التقنيات تعود علينا بالنفع، وأيها ينبغي التعامل معها بحذر ووعي».
وضرب ألكانتارا مثالاً آخر على التقنية التي يراها مفيدة بلا جدال، قائلاً: «لدينا اليوم شريحة مدمجة داخل الكرة تساعد الحكم على تحديد ما إذا كانت تجاوزت خط المرمى أم لا. هذه الخطوة مهمة للغاية، خصوصاً بعد أحداث شاهدناها في بعض نسخ كأس العالم، حين لم يُحتسب هدف أو لم يتأكد الحكم من عبور الكرة. هذه التقنية منحت اللعبة عدالة أكبر، وهي بالفعل مفيدة جداً».
وختم ألكانتارا مداخلته بالتأكيد على أن كل تقنية جديدة تحمل معها تحدياً: كيف يمكن للاعب أو للحكم أو للفريق أن يوظفها لصالحه؟ مشيراً إلى أن مستقبل كرة القدم سيظل رهيناً بالقدرة على إيجاد التوازن بين السحر الإنساني في اللعبة، وبين التطور التكنولوجي المتسارع الذي يغيّر وجهها عاماً بعد عام.