- اعلان -
الرئيسية الصحة واللياقة البدنية جهاز ينقذ الأطفال المصابين بتسمم الدم

جهاز ينقذ الأطفال المصابين بتسمم الدم

0

نجح فريق من الأطباء في مستشفى ميشيغان في الولايات المتحدة في علاج طفل مصاب بصدمة إنتانية شديدة، وفشل في العديد من أعضاء الجسم، بطريقة علاجية جديدة تستخدم تقنية تسمى «التصفية الخلوية الانتقائية» selective cytopheretic device. والجدير بالذكر أن فرص نجاة الطفل من الموت وقت دخوله المستشفى كانت أقل من 5 في المائة فقط. ويُعدّ الجهاز المستخدم الأول من نوعه الذي يعالج هذه الحالة

صدمة الإنتان septic shock هي المرحلة الأخيرة من تسمم الدم نتيجة لعدوى شديدة. ويحدث هذا التسمم بوصف أنه رد فعل عنيف من الجهاز المناعي لمحاولة إنقاذ الجسم من الالتهاب الشديد. وصدمة الإنتان مهددة للحياة بسبب الهبوط الحاد للضغط، وفشل في العديد الوظائف الحيوية، وتلف العديد من أعضاء الجسم، وتحتاج الصدمة إلى علاج فوري في المستشفى بالمضادات الحيوية المكثفة عن طريق الوريد والأكسجين والأدوية المختلفة.

جهاز التصفية الخلوية الانتقائية يوضع مع جهاز غسيل الكلى

نُشرت تفاصيل حالة الطفل المعقدة، والتقنية التي ابتكرها وطورها الفريق البحثي لجامعة ميشيغان، في مجلة طب كلى الأطفال «the journal of Pediatric Nephrology» في نهاية شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي، حيث كان الطفل المصاب يعاني من إعياء شديد، لأنه قد خضع سابقاً لزراعة الكلى، ويتلقى علاجاً مثبطاً للمناعة يمنع الجسم من رفض الكلية. وبجانب ذلك كشفت فحوصات إضافية عن إصابته بسرطان الدم.

بعد خروج الطفل، عاد مرة أخرى للمستشفى يعاني من سرعة ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم، وكشفت فحوصات الدم عن انخفاض حاد في تعداد خلايا الدم، وإصابة بعدوى بكتيرية، وتم تشخيصه بصدمة إنتانية، وفشل في خمسة أعضاء من الجسم، وتم نقله إلى وحدة العناية المركزة للأطفال.

نوصي بقراءة: أسلوب «النقر»… هل بإمكانه حقاً تحسين الصحة العقلية؟

قام الباحثون باستخدام الجهاز الجديد الذي يقوم بالتصفية الخلوية الانتقائية بعد أن تم تطويره على مدار العقدين الماضيين لتعديل المناعة. والجهاز معتمد في الوقت الحالي من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ولكنه لك يكن معتمداً وقت التجربة.

أوضح الباحثون أن الجهاز موجه بشكل أساسي لخلايا الدم البيضاء الموجودة في الدم، وهي الخلايا المسؤولة عن المناعة بشكل أساسي، ليُخفف من حدة الالتهاب المفرط الناتج من العدوى المتعددة بما في ذلك الموجودة في الدم التي تسبب تسمم الدم.

نظراً لأن الطاقم الطبي في جامعة ميشيغان كان على دراية بالجهاز من خلال استخدامه في العديد من التجارب السريرية السابقة على البالغين والأطفال في المستشفى. لم تكن هناك المخاوف المعتادة من تجربة الجهاز على الطفل، لأن هذه التقنية تعتمد في تأثيرها على خلايا الدم البيضاء التي كانت منخفضة جداً لدى المريض، ومن الممكن أن يؤدي انخفاضها بشكل أكبر إلى تفاقم العدوى، ولكن الطريقة نجحت نتيجة الخبرة الكبيرة للفريق البحثي.

تم إدخال الجهاز الجديد في الجهاز المخصص لغسيل الكلى الذي يضخ الدم خارج الجسم، ويقوم بتنقيته، ويعيده إلى المريض. وأثناء الغسيل يقوم الجهاز الجديد بتخفيف حدة الالتهاب في خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة أثناء مرورها عبر الفلتر (المرشح) عن طريق ما يمكن اعتباره إبطاء للخلايا، والتحكم في التفاعل المناعي.

وعندما تعود هذه الخلايا المناعية إلى المريض لا تكون نشطة للغاية، وبالتالي لا يكون التفاعل المناعي شديداً بحيث يؤثر بالسلب على جميع أجزاء الجسم، ولا تحدث الصدمة الناتجة عن التفاعل العنيف باعتبار أنها نوع من المقاومة للعدوى، لأن الجهاز يقوم بتهدئة خلايا الدم البيضاء أثناء تدفق الدم حتى لا تُهاجم أعضاء المريض بشكل عشوائي في محاولة لتخليص الجسم من السموم. وأكد الباحثون أن الجهاز سوف يساهم في إنقاذ حياة العديد من الأطفال في المستقبل.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version