- اعلان -
الرئيسية الصحة واللياقة البدنية خرافات بيئية وفرص جديدة لتقليل تأثيرات الطيران على المناخ

خرافات بيئية وفرص جديدة لتقليل تأثيرات الطيران على المناخ

0

الطيران أم عدم الطيران؟ هذا هو السؤال الذي يواجهه الأشخاص المهتمون بالبيئة بصفة متزايدة. في بعض الأحيان، يبدو أن ركوب الطائرة هو الخيار الوحيد المُجدي، ربما عندما يكون الوقت ضيقاً، أو عندما يكون أحد الأحباء يعيش بعيداً.

خرافات بيئية متداولة

أعتقد أنه يمكننا أن نجعل الطيران جزءاً من مستقبل مستدام – ولكن فقط إذا تخلصنا من بعض الخرافات المضللة، ووفرنا بدلاً من ذلك بعض الفرص الواقعية للحد من تأثيره على الاحتباس الحراري.

> خرافة ما يسمى بوقود الطيران المستدام (SAF) الذي يمكن أن يحل المشكلة. هذا اسم خاطئ تماماً، حيث تبين أن وقود الطيران المستدام ليس مُستداماً على الإطلاق.

وإليكم السبب. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من وقود الطيران المستدام.

– النوع الأول هو الوقود المستخرج من النفايات، وخاصة زيت الطهي. تكمن المشكلة في أن إمدادات زيت الطهي المستعمل في العالم بأسره لن تكفي إلا لتشغيل نسبة 2 إلى 3 في المائة من الرحلات الجوية.

– النوع الثاني هو وقود الطيران المستدام الاصطناعي، الذي يتم إنتاجه من مواد خام مثل ثاني أكسيد الكربون المستخلص باستخدام الطاقة من مصادر متجددة.

وهذه العملية غير فعالة للغاية، إذ تستهلك ما لا يقل عن 2 كيلوواط/ ساعة من الكهرباء لكل 1 كيلوواط/ ساعة من الوقود المولد، لدرجة أنها تشكل استخداماً غير مجدٍ لطاقتنا المتجددة المحدودة.

– النوع الثالث من وقود الطيران المستدام يُنتَج من المحاصيل، لذا فهو يحتاج إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. ويمثل الضغط الضار الذي يضعه هذا الأمر على نظامنا الغذائي وعلى الطبيعة مشكلة كبيرة. وهكذا فإن الحقيقة المُرّة هي أن الوقود المستدام للطيران ليس «عاملاً مُغيِّراً» في واقع الأمر.

خرافة «كهربة» الوقود

> خرافة التخلص من الكربون بـ«الكهربة» أو توظيف الهيدروجين. وهناك فكرة حالمة أخرى كثيراً ما أصادفها، وهي أنه يمكننا إزالة الكربون من قطاع الطيران من خلال الكَهْرَبة (الإمداد بالكهرباء) أو استخدام الهيدروجين كوقود.

اقرأ ايضا: دراسة: إعادة بروتين بعينه للخلايا يمكنه وقف الالتهاب المزمن

إن «الكَهْرَبة» ستكون عملية فقط في الرحلات القصيرة لأن وزن البطاريات يجعلها غير قابلة للتطبيق في الرحلات الطويلة. أما الهيدروجين، فإنه صعب الاستخدام لأنه يشغل مساحة كبيرة، حتى عند ضغطه إلى 700 ضعف الضغط الجوي. وهذا يعني أنه يجب تخزينه في أسطوانات ضخمة مضغوطة، مما يجعله ضخما بشكل غير عملي مقارنة بالوقود السائل.

فرص بيئة جديدة

الخبر السار هو أنني أرى أيضاً بعض الفرص الواضحة التي لا تحظى باهتمام كافٍ.

أقرب ما لدينا إلى الحل السحري بعيد المنال لجعل الطيران أكثر صداقة للبيئة كان خفياً عن الأنظار حتى وقت قريب للغاية.

> مسارات التكاثف. وتشكل مسارات التكاثف (Contrails) – تلك الخطوط العالية التي تشبه السحب التي تخلفها عوادم محركات الطائرات – أكثر من 60 في المائة من النواتج المؤثرة في جميع رحلاتنا على تغير المناخ، بل وأكثر من ذلك بكثير، إذا نظرنا إلى الآثار قصيرة المدى على مدار 20 عاماً، على سبيل المثال. (وحسب «الويكيبيديا» فإن مسارات التكاثف هي خطوط عريضة من الغيوم، تتشكل وراء الطائرات التي تحلق على ارتفاعات عالية، وتتألّف من نقاط مائية أو بلورات جليدية تتشكل عندما يتكثّف بخار الماء، أي يصبح سائلاً أو يتجمّد.

2وتسمى الخطوط النفاثة أيضاً بالآثار المكثفة أو الآثار النفاثة أو الآثار البخارية).

وتفعل مسارات التكاثف ذلك عن طريق عكس الحرارة المنبعثة من سطح الأرض إلى الأسفل، أي أنها تعمل كغطاء. لكن التأثير الكلي لخطوط التكثيف بالطائرات معقد. فهي لا تحبس حرارة الأرض المشعة فحسب، وإنما يمكن أن يكون لها تأثير تبريد في الأيام المشمسة عن طريق عكس أشعة الشمس الآتية. يحدث هذا فقط خلال النهار، وتكون درجة التبريد أعلى عندما تكون خطوط التكثيف بالطائرات فوق سطح داكن، مثل المحيط. أما التأثير الأكثر شيوعاً، وهو التأثير الاحتراري، فيحدث في الغالب ليلا عندما تظهر فوق أسطح دافئة ومظلمة.

* تعديل مسارات الطيران. من الممكن التحكم في مسارات التكاثف للطائرات عن طريق إجراء تعديلات طفيفة على مسارات الطيران: بجعل الطائرة تحلق فوق أو تحت أو حول منطقة جوية معينة تتسبب في تكوين هذه الآثار.

وعند الطيران فوق محيط مشمس، قد يكون من المفيد حتى إنشاء هذه الآثار عن قصد. وقد تؤدي التعديلات الطفيفة على 1.7 في المائة فقط من جميع مسارات الطيران إلى تقليل تأثير الاحترار الناتج عن خطوط التكثيف بالطائرات بنسبة 60 في المائة تقريباً.

كل ما هو مطلوب هو بعض النمذجة المدمجة في الوقت الفعلي في حساب مسار الطيران، ولا يتطلب الأمر مرونة أكثر من تلك التي يتم تطبيقها بصورة روتينية بالفعل لتجنب العواصف والطائرات الأخرى.

إنها حلول رخيصة نسبياً، ولا تحتاج سوى إلى دعم صناعة الطيران. وبمجرد تطبيق إدارة خطوط التكثيف بالطائرات، قد يكون هناك دور لوقود الطيران المستدام، حيث إنه يحترق بشكل أنظف ويمكن استخدامه للتخفيف من خطوط التكثيف بالطائرات في الرحلات الأكثر ضرراً.

* مجلة «نيو ساينتست»، خدمات «تريبيون ميديا».

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version