يبدو أن الاتحاد السعودي لا يريد ترك أي مساحة للصدفة في صيف مشتعل قبل إغلاق باب الميركاتو، فبعد تقارير برتغالية أكدت دخول “العميد” في مفاوضات متقدمة مع سبورتنج لشبونة للتعاقد مع المدافع الدولي جونزالو إيناسيو مقابل 40 مليون يورو، أصبح السؤال الأكبر: كيف سيغيّر المدافع البرتغالي شكل الخط الخلفي للفريق؟
إيناسيو صاحب الـ23 عامًا، يملك مزيجًا نادرًا بين الصلابة الدفاعية والقدرة على البناء الهجومي، وهو ما ظهر في أرقامه بالدوري البرتغالي ودوري أبطال أوروبا. هذه المزايا تضعه في مقارنة مباشرة مع ثنائي قلب الدفاع الحالي دانيلو بيريرا وسعد الموسى، اللذين تحمّلا عبء الدفاع الموسم الماضي بأرقام متباينة، لكنها كشفت أيضًا عن ثغرات واضحة تحتاج إلى لاعب بحجم إيناسيو لإغلاقها.
ولم يكن الحديث عن تدعيم الدفاع مقصورًا على الميركاتو فقط، إذ يترقب الجهاز الفني عودة ماريو ميتاي من الإصابة ليضيف خيارًا إضافيًا في الخط الخلفي، لكن التعاقد مع إيناسيو سيعطي للمدرب مرونة أكبر وقدرة على الموازنة بين الخبرة، القوة البدنية، والدقة في البناء من الخلف.
أول ما يلفت الانتباه في أرقام جونزالو إيناسيو هو تفوقه الكبير في جانب التمرير، حيث تصل دقته إلى 94.8% مع نجاحه في 80% من الكرات الطويلة، وهي نسبة استثنائية لمدافع. هذا يجعل منه خيارًا مثاليًا في بناء اللعب من الخلف، وهي نقطة طالما افتقدها الاتحاد في الكثير من مبارياته، خصوصًا أمام الفرق التي تغلق المساحات وتعتمد على الضغط العالي.
إلى جانب ذلك، يتميز إيناسيو بقدرة واضحة على استعادة الكرة بمعدل يتجاوز 7 مرات لكل 90 دقيقة، وهو رقم يعكس قراءة ممتازة للمباريات وتحركات ذكية في الضغط على الخصم. هذه الميزة تضيف بعدًا إضافيًا لدفاع الاتحاد، ليس فقط في إيقاف الهجمات، بل في إعادة الفريق سريعًا إلى وضعية الهجوم بعد افتكاك الكرة.
لكن الصورة ليست مثالية بالكامل، أرقام إيناسيو تكشف عن ضعف في الصراعات الهوائية بنسبة نجاح لا تتجاوز 36.4%، وهو معدل منخفض إذا ما قورن بمتطلبات الدوري السعودي الذي يعتمد بشكل واضح على الكرات العرضية والالتحامات داخل المنطقة. هذه نقطة ضعف قد تُستغل بسهولة إذا لم يتم تعويضها بمدافع قوي في الكرات الهوائية بجواره.
نوصي بقراءة: خاص لـ365scores – الهلال رفض عرضًا أوروبيًا لـ كوليبالي وتجديد بونو في الرتوش الأخيرة
وهنا يظهر دور دانيلو بيريرا الذي يُعد الأقوى في الاتحاد من ناحية الكرات الهوائية بنسبة 63.2%، بجانب معدل إبعاد مرتفع يصل إلى أكثر من 4.3 كرة لكل 90 دقيقة، ما يمنحه صلابة لا غنى عنها في الخط الخلفي.
أما سعود المولد، فرغم قلة خبرته، إلا أنه يقدم إضافة مختلفة بفضل تفوقه في الصراعات الثنائية الأرضية بنسبة 67.3%. ورغم ضعفه النسبي في الكرات الهوائية، إلا أن شراسته في الالتحام الأرضي تساعد في سد بعض الثغرات، خصوصًا في مواجهة المهاجمين أصحاب السرعة والتحركات القصيرة داخل الصندوق.
إيناسيو يُعد من الصفقات القادرة على إحداث تغيير جوهري في شكل الاتحاد دفاعيًا وهجوميًا في آن واحد، إذ يمتلك مميزات مهمة تعالج الكثير من أزمات الفريق الحالية.
أبرز ما يمكن أن يقدمه يتمثل في تحسين عملية بناء اللعب من الخط الخلفي، بفضل دقته العالية في التمرير وجرأته في التقدم بالكرة وتمريرها إلى الأمام، وهو ما افتقده الاتحاد في العديد من مبارياته الأخيرة. وجود مدافع قادر على تحريك الفريق إلى الأمام بلمسة واحدة يمثل إضافة فنية كبيرة لأي منظومة تكتيكية.
كما يتميز إيناسيو بقدرة ممتازة على استرجاع الكرات وقراءة مجريات اللعب، وهو ما يمنحه قيمة إضافية عند لحظة فقدان الكرة، حيث يساعد الفريق على تطبيق الضغط العكسي بسرعة وفاعلية أكبر. هذه السمة تجعل الفريق أكثر توازنًا، وتحد من فرص الخصم في بناء هجمات مرتدة خطيرة.
غير أنّه، وبالرغم من كل تلك المميزات، يعاني من نقطة ضعف واضحة في التعامل مع الكرات الهوائية، وهو ما يتطلب وجود شريك قوي في الخط الخلفي يعوّض هذا النقص. وهنا يبرز دور دانيلو الذي يُعد أحد أبرز المدافعين في الصراعات الهوائية داخل الدوري السعودي.
وعليه، فإن مشاركة إيناسيو إلى جانب دانيلو يمكن أن تخلق توازنًا مثاليًا في قلب الدفاع: الأول يتولى مهمة بدء الهجمة وتغطية المساحات الأرضية بدقته وسرعته في التمركز، بينما يحسم الثاني الكرات الهوائية ويؤمّن منطقة الجزاء من العرضيات. هذه الثنائية قد تجعل دفاع الاتحاد أكثر صلابة وتمنحه تنوعًا أكبر في الحلول الدفاعية.