السبت, أغسطس 23, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةرسائل مصرية - فلسطينية إلى إسرائيل من أمام معبر رفح

رسائل مصرية – فلسطينية إلى إسرائيل من أمام معبر رفح

على وقع أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، وجَّه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الاثنين، رسائل مباشرة إلى إسرائيل، من أمام معبر رفح الحدودي مع القطاع، رفضاً لمخططات تهجير الفلسطينيين، والطموحات الإسرائيلية التوسعية في القطاع والضفة، كما انتقدا العراقيل الإسرائيلية التي تمنع إدخال المساعدات.

تلك الرسائل التي جاءت في مؤتمر صحافي مشترك، يراها دبلوماسي مصري سابق تحدَّث لـ«الشرق الأوسط» قوية وواضحة صوب إسرائيل؛ خصوصاً وهي الزيارة الأولى لمسؤول فلسطيني بهذا المستوى للمعبر منذ بداية حرب غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مشدداً على أهمية تلك الرسائل في تأكيد الحقوق الفلسطينية ومنع إسرائيل من تنفيذ خطط التهجير.

مؤتمر صحافي لوزير الخارجية المصري ورئيس الوزراء الفلسطيني من أمام معبر رفح (الخارجية المصرية)

وقال عبد العاطي: «نتحدث في محيط معبر رفح في لحظة دقيقة للغاية، ومرحلة مفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية، لنبعث برسالة تضامن صادقة لا لبس فيها، للشعب الفلسطيني العظيم الصامد، والذي يعيش واحدة من أشد المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء المصرية».

وأضاف الوزير المصري: «رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري إلى الشعب الفلسطيني الصامد الذي يعيش مأساة إنسانية: إننا معكم في معاناتكم وثباتكم على أرضكم. نبعث لكم برسالة تضامن صادقة لا لبس فيها، مفادها رفض محاولات التهجير أو المساس بالحقوق الفلسطينية الثابتة، وممارسات الأرض المحروقة للاحتلال الإسرائيلي».

وأكد رفض «النيات المعلنة بالبقاء في القطاع تحت أي مسمى، والتصريحات الاستفزازية غير المسؤولة التي تطالب بضم الضفة الغربية، وأوهام ما تسمى (إسرائيل الكبرى)»، مشدداً على رفض ما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة من انتهاكات سافرة ومصادرة وضم للأراضي، واستمرار للاستيطان والاعتداءات على المدنيين.

بدر عبد العاطي يؤكد رفض مصر تهجير الغزيين (الخارجية المصرية)

وأوضح أن مصر بمفردها ساهمت بنحو 70 في المائة من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تم إدخالها إلى القطاع، منذ بداية الأزمة في السابع من أكتوبر 2023، لافتاً إلى أن إجمالي المساعدات التي دخلت بلغ أكثر من 550 ألف طن من المساعدات، فضلاً عن إجراء 168 عملية إسقاط جوي للمساعدات الغذائية والطبية، واستقبال ما يزيد على 18 ألف جريح ومصاب فلسطيني ومرافقيهم في أكثر من 172 مستشفى مصرياً في مختلف محافظات الجمهورية.

وأضاف أنه منذ يوم 27 يوليو (تموز) من هذا العام، وحتى 17 أغسطس (آب) 2025، دخلت القطاع 1288 شاحنة من خلال معبر كرم أبو سالم، مضيفاً: «ونحن نتحدث الآن، هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة موجودة على الجانب المصري هنا في منفذ رفح، وهي تنتظر لدخول المساعدات إلى الجانب الفلسطيني من القطاع، ولكن تفرض سلطات الاحتلال القيود وتمنع دخولها».

وزير الخارجية المصري ورئيس الوزراء الفلسطيني يزوران مركز الإمداد الغذائي بالشيخ زويد (الخارجية المصرية)

تصفح أيضًا: بلباو يخاطب النصر شفهياً: نريد لابورت

وشدد على استعداد مصر لإغراق قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية والطبية العاجلة، عند إزالة العقبات والحواجز والقيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخول هذه المساعدات إلى الجانب الفلسطيني، مؤكداً أهمية الاستمرار في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، والسماح بالنفاذ الفوري الآمن والمستدام وغير المشروط للمساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها سكان القطاع؛ خصوصاً عبر المعابر التي تربط إسرائيل بقطاع غزة وفي جميع المناطق، دون استثناء.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يوسف أحمد الشرقاوي، أكد أن الرسائل المصرية واضحة وقوية لإسرائيل، وتأتي في إطار جهود القاهرة لتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة، والتأكيد على رفض فكرة التهجير القسري، وتصفية القضية الفلسطينية، وأهمية مسار المفاوضات ووقف الحرب، ومن ثم إحياء خطة إعادة الإعمار والتحرك للأمام.

وعدَّ الشرقاوي الزيارة ضمن الجهود المصرية للتأكيد على أهمية الاتجاه نحو إجراءات عملية لوقف «حرب الإبادة» وعدم الاكتفاء بالإدانات أمام تجويع الفلسطينيين داخل القطاع.

عبد العاطي يتفقد منتجات «المطبخ الإنساني» بالشيخ زويد (الخارجية المصرية)

بدوره، وجَّه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى رسائل متطابقة بالمؤتمر الصحافي ذاته، مؤكداً أن استمرار العدوان الإسرائيلي يجب ألا يمنح أي طرف محلي أو دولي شرعية لفرض ترتيبات فوقية على قطاع غزة، مشدداً على أن «حكومة دولة فلسطين جاهزة وقادرة على تحمل مسؤولياتها نحو أبناء شعبنا في قطاع غزة، رغم حجم التحديات».

وقال مصطفى، حسبما نقلته «وكالة الأنباء الفلسطينية»: «سنعلن قريباً عن لجنة لإدارة شؤون قطاع غزة، وهي لجنة مؤقتة مرجعيتها الحكومة الفلسطينية، وليست كياناً سياسياً جديداً، وسنسقط أي محاولات لتعطيل الإرادة الوطنية والإجماع العربي والدولي على وحدانية المؤسسات الوطنية الفلسطينية في الضفة والقطاع».

وشدد على أن معبر رفح «يجب أن يكون بوابة للحياة، لا أداة لحصار إسرائيل لشعبنا. واستمرار إسرائيل في إغلاقه ومنع الآلاف من شاحنات المساعدات المصطفة من الدخول للقطاع، أكبر رسالة للعالم بأن إسرائيل تجوِّع الشعب الفلسطيني، تمهيداً لتهجيره، ومنع قيام دولته الموحدة والمستقلة».

«المطبخ الإنساني» يُعِدُّ وجبات طازجة لأهالي قطاع غزة (الخارجية المصرية)

​ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى تحرك دولي أكثر فاعلية لإجبار إسرائيل على استئناف إدخال شحنات المساعدات فوراً، ووقف استخدام التجويع كسلاح في وجه المدنيين، وكذلك إلى التحرك لمنع التهجير.

ويرى الشرقاوي أن زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني الأولى لمعبر رفح تحمل رسائل مهمة ضد إسرائيل، في هذا التوقيت الحساس الذي تواجه فيه المنطقة مخاطر عالية أبرزها التأكيد على الدور المصري التاريخي والمستمر في دعم القضية الفلسطينية، والجهود الإنسانية تجاه القطاع، وإرسال رسائل للعالم لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وعدم التفريط في حقوقه.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات