أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي، أنها نجحت في إحباط نشاط خلية إرهابية تخصَّصت في تجنيد مقاتلين في أوساط المهاجرين الأجانب في المدن الروسية.
الصورة نشرتها وكالة «نوفوستي» الخميس خلال اعتقال مشتبه به متعاون مع أوكرانيا
ويتزامن تشديد القبضة الأمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية المرتبطة بالمتشددين، مع تصاعد عمليات استهداف مسؤولين في قطاعات مختلفة، على رأسها قطاع الصناعات العسكرية، بدعم وتوجيه من أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، وفقاً لتأكيدات جهاز الأمن الروسي.
وأوضحت الهيئة الأمنية، في بيان، أن وحداتها نجحت في تعقب وتفكيك نشاط الخلية الإرهابية، بالتعاون مع جهاز أمن الدولة في أوزبكستان، وأسفرت التحقيقات المشتركة وعمليات الملاحقة عن اعتقال 9 مواطنين أجانب من مواطني أوزبكستان نشطوا في العاصمة الروسية؛ لتجنيد مهاجرين في صفوف منظمة إرهابية لم يتم تحديدها بالاسم، لكنها وُصفت بأنها «منظمة إرهابية دولية».
ووفقاً للبيان فقد «تم في موسكو وقف نشاط خلية تابعة لمنظمة إرهابية دولية محظورة في روسيا، كانت تتألف من 9 مواطنين أجانب. ونتائج الإجراءات التي تم تنفيذها وثَّقت وقائع تشير إلى أن المتطرفين، تحت تنسيق من آيديولوجيين للمنظمة الإرهابية الدولية الموجودين في أراضي الاتحاد الأوروبي، كانوا يقومون بتجنيد العمال المهاجرين لصالح المنظمة الإرهابية».
وذكرت المتحدثة الرسمية باسم لجنة التحقيق الروسية، سفيتلانا بيتريينكو، أنه تم فتح قضايا جنائية ضد أجنبيَّين من مواليد 1986 و1987 بموجب المادة 205.5 الجزء 1 من القانون الجنائي الروسي (تنظيم نشاط منظمة إرهابية والمشاركة في نشاط مثل هذه المنظمة). وقرَّرت محكمة زاموسكفوريتشي في موسكو احتجازهما.
ووفقاً لرواية التحقيق، فإن المشتبه بهما كانا يقومان بنشاط دعائي وتجنيد للعمال المهاجرين في موسكو خلال أبريل (نيسان)، وبحسب جهاز الأمن الفيدرالي، فقد كانا ينظمان اجتماعات سرية، بما في ذلك عبر مؤتمرات الفيديو في تطبيق «تلغرام»، لتدريب المهاجرين على أساس عقيدة إنشاء ما تُسمى «الخلافة العالمية».
وعُثر في أماكن إقامة أفراد الخلية على مواد دعائية محظورة في روسيا، تابعة للمنظمة الإرهابية الدولية، بالإضافة إلى وسائل اتصال ومستندات إلكترونية تحتوي على معلومات حول أساليب وأنشطة المنظمة الإرهابية.
اقرأ ايضا: حقوقيون: المسلمون يعيشون في «رعب وجودي» شرق الهند
وكانت موسكو أعلنت، في وقت سابق، أنها تواجه تحديات جديدة؛ بسبب ازدياد نشاط منظمات إرهابية، انطلاقاً من أراضي أفغانستان، وسارت خطوات لتطبيع العلاقات مع حركة «طالبان» الحاكمة في هذا البلد، انطلاقاً من «مواجهة عدو مشترك».
في الوقت ذاته، يواجه الأمن الروسي تحديات موازية مرتبطة، كما يقول مسؤولون روس، بازدياد نشاط أجهزة الاستخبارات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية. وتكرَّرت خلال الأشهر الأخيرة عمليات اغتيال استهدفت مسؤولين في قطاعات روسية حساسة، على رأسها قطاع الصناعات العسكرية. وخلال الأسبوعين الأخيرين أعلنت موسكو إحباط محاولات اغتيال عدة، استهدف أحدها مسؤولاً بارزاً في مجمع صناعي دفاعي في منطقة بيلغورود. كما تم إحباط هجمات مماثلة استهدفت مسؤولين عسكريين في ساراتوف وروستوف، وفي منطقة زابوريجيا التي ضمتها روسيا بشكل أحادي قبل عامين. وأعلنت الهيئة الأمنية قبل يومين أنها أحبطت محاولة اغتيال ضابط كبير جرت بإيعاز من المخابرات الأوكرانية.
ووفقاً لبيان، أصدره الأمن الفيدرالي الروسي، فإن عناصره تمكَّنوا من إحباط عمل إرهابي خططت له الأجهزة المختصة الأوكرانية ضد ضابط رفيع المستوى بوزارة الدفاع الروسية في روستوف على الدون.
وقال البيان إنه تم اعتقال مواطن من إحدى دول آسيا الوسطى، جنَّدته المخابرات الأوكرانية لتنفيذ الجريمة.
وزاد: «اعتقل رجال الأمن الفيدرالي، مواطناً من إحدى دول آسيا الوسطى، من مواليد عام 1982، لتورطه في التحضير لهجوم إرهابي في روستوف على الدون ضد ضابط عسكري رفيع المستوى من العاملين بوزارة الدفاع الروسية، وذلك وفقاً لأوامر من الأجهزة الخاصة الأوكرانية».
وبحسب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، قامت الاستخبارات الأوكرانية بتجنيد المتشدد في أثناء وجوده بالخارج من خلال أحد معارفه الذي يتعاون مع المنظمات الإرهابية الدولية.
وبتكليف من المشرفين عليه، وصل إلى مدينة روستوف على الدون، حيث استأجر شقة وقام بمراقبة مكان إقامة أحد العسكريين الكبار؛ بهدف ارتكاب جريمة قتله باستخدام عبوة ناسفة يدوية الصنع.
وخلال التفتيش، عثر رجال الأمن في مكان إقامة المعتقل، على عبوة ناسفة فيها 400 غرام من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، ووسيلة اتصال سري؛ للتواصل مع المشرفين عليه، وكاميرا فيديو للمراقبة.
وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة الأمنية في بيان أصدرته الخميس، أن وحداتها في مقاطعة نوفوسيبيرسك، أحبطت محاولة اغتيال عسكري روسي خطَّطت لها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية باستخدام مواد سامة. وقال البيان: «أحبط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، بالتعاون مع لجنة التحقيق الروسية، في مقاطعة نوفوسيبيرسك، محاولة قتل مخططة لعسكري من وزارة الدفاع الروسية، على يد أجهزة الاستخبارات الأوكرانية باستخدام مواد كيماوية سامة». وتابع البيان: «ونتيجة للإجراءات المتبعة، تم اعتقال مواطنَين روسيَّين قاصرَين، حيث سلمتهما أجهزة الاستخبارات الأوكرانية 3 حاويات تحتوي على مواد كيماوية خطيرة، تسبب قصوراً حاداً في القلب وقد تفضي للموت، وقاما بوضعها على مقبض باب السائق، وكذلك المرآة الجانبية للسيارة الشخصية للضابط؛ بهدف تسميمه».