أثارت حوادث «سرقات الهواتف» في شوارع مصر تساؤلات كثيرة وجدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية، خاصة مع تداول مكثف لمقاطع فيديو مصورة على «السوشيال ميديا»، أظهرت مرتكبي هذه الحوادث. فيما أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن تمكنها من توقيف غالبية المتهمين، الذين ظهروا في مقاطع الفيديو المصورة.
وأوقفت «الداخلية» أحد الشبان الذين ظهروا في مقطع فيديو، الجمعة، وهو يحاول سرقة أحد المواطنين عبر خطف جواله؛ لكن بعد فشله في السرقة، قام بإخراج سلاح أبيض لترهيب الضحية والهرب بالدراجة النارية التي كان يستقلها، لكن تم توقيفه بعد ساعات من الواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة للتحقيق.
وتكررت خلال الأيام الماضية حوادث سرقة الجوالات عن طريق الدراجات النارية، جرى ضبط بعضها بعد رصد السارق بفضل كاميرات المراقبة، أو التصوير بالمصادفة من خلال الجوالات، وأوقفت «الداخلية» ثلاثة أشخاص في محافظة القليوبية أخيراً، استخدموا سلاحاً أبيض لسرقة جوال من أحد الشباب بالقوة وقاموا بسحله. كما تعرض مواطن في الإسكندرية، مساء الجمعة، لسرقة جواله في أثناء وقوفه أمام آلة سحب النقود، حيث قام أحد الشباب بسرقته وفر هارباً، لكن «الداخلية» أوقفته بعدها بوقت قصير.
مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نور الدين، ربط بين زيادة معدلات الجريمة والأوضاع الاقتصادية «مما يفرض على قوات الأمن جهوداً مضاعفة من أجل استمرار الشعور بالأمن من دون تأثر»، لافتاً إلى أن وزارة الداخلية لديها وسائل تكنولوجية متطورة، تستطيع من خلالها تتبع الهواتف المسروقة وإعادتها.
وأضاف نور الدين موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن ظاهرة سرقة الهواتف «لم تتوقف في ظل وجود بلاغات مستمرة بشأن السرقة؛ لكن ربما المتغير الجديد مرتبط بتكرار الوقائع المصورة بالفيديو، وتداولها من خلال مواقع التواصل».
قد يهمك أيضًا: من هو ريو نجوموا؟ موهبة ليفربول المُبهرة التي خطفت الأنظار
«الداخلية» المصرية تلاحق باستمرار المتهمين بالسرقة (رويترز)
من جهتها، أشارت أستاذ علم الاجتماع في مصر، هالة منصور، إلى أن عملية التصوير والنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحولت لوسيلة إيجابية للإبلاغ عن هذه الحوادث، وتعكس مشاركة إيجابية من المواطنين في المجتمع، لافتة إلى أن مثل هذه الفيديوهات أصبحت تساعد رجال الأمن في التوصل لهوية المتهمين، أو تحديد طريقة هروبهم، بما يساعد على سرعة ضبطهم.
وأضافت هالة منصور لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الفيديوهات وإن كان البعض ينظر إليها بقلق؛ «لكنها تشكل نوعاً من الردع لمن يفكر في ارتكاب حوادث سرقة مماثلة، باعتبار أن عمليات الضبط والتوقيف، التي تجري من خلال وزارة الداخلية تتم بشكل سريع لكل حوادث السرقة بلا استثناء».
وتحرص «الداخلية» المصرية، عبر حساباتها بمواقع التواصل، على نشر بيانات تفصيلية حول ضبط مرتكبي الجرائم أو المخالفات، التي جرى تداولها بمواقع التواصل، مع صورة من مقطع الفيديو وصور للمتهمين مموهة، بعد توقيفهم وبحوزتهم الأدوات التي استخدموها في الجرائم.
في هذا السياق، أكد مساعد وزير الداخلية الأسبق أن عمليات التتبع، التي تتم لمرتكبي الجرائم لا تقتصر على تتبع الجوالات من خلال «رقم السريال» الخاص بالهاتف فقط؛ لكن عبر آليات عدة أخرى، من بينها موقع ارتكاب الجريمة، ومسارات التحرك المحتملة للجاني، التي يمكن تتبعها عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في مختلف المناطق.
وأكدت منصور أن شعور المواطنين بالأمن، وبقدرة الأجهزة الأمنية على ملاحقة مرتكبي الجرائم وضبطهم «أمر يدفع المواطنين للتحرك بإيجابية شديدة، والابلاغ عن الحوادث التي يتعرضون لها»، مشيدة بموقف «الداخلية» المصرية و«التحرك في بعض الأحيان من دون أن تتلقى بلاغات رسمية».