كشفت دراسة أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي مَحَت أكثر من 300 مليار دولار من أرباح الشركات العالمية منذ عام 2017، وفق ما نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز».
فقد أظهرت دراسة أجرتها «EY-Parthenon»، المستشار الاستراتيجي لشركة الاستشارات الأربع الكبرى «أرنست يونغ»، أن ما يقرب من 3500 شركة مُدرجة عالمياً يبلغ إيراداتها السنوية أكثر من مليار دولار، خسرت مجتمعةً 320 مليار دولار من الأرباح، خلال فترات التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية الكلية.
وقال ماتس بيرسون، قائد استراتيجية الاقتصاد الكلي والجغرافيا السياسية في «EY-Parthenon» بالمملكة المتحدة: «بعد سنوات من الأموال الرخيصة والاستقرار الجيوسياسي النسبي، فإن موجة من التحولات الكلية – من التوترات التجارية إلى الصراعات العالمية – تعني، الآن، أن السياسة الحكومية والأحداث العالمية لها تأثير أكبر على القيمة والأرباح مما كانت عليه في عقود عدة».
تأثير الأحداث الكبرى على أرباح الشركات
وجدت الدراسة أيضاً أنه، خلال السنوات الثلاث الماضية – وهي فترة اتسمت بعودة التضخم، والهجوم الروسي على أوكرانيا، وانهيار سوق سندات الخزانة البريطانية، وحرب إسرائيل و«حماس»، وعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض – حدث ما يقرب من 40 في المائة من التغيرات في القيمة الإجمالية لمؤشر «فوتسي 100»، في الأيام التي وقعت فيها أحداث اقتصادية أو جيوسياسية كبرى.
اقرأ ايضا: الدولار يرتفع بدعم من تهديدات ترمب الجمركية
واجهت واحدة، من كل أربع شركات، من أصل 3500 شركة عالمية جرت دراستها، ضربةً بنسبة 5 في المائة أو أكثر لهامش ربحها بين عاميْ 2017 و2024 على أساس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA)، خلال السنوات الثلاث الماضية.
عانت الشركات الصينية أكبر صدمة في الأرباح، حيث عانى 40 في المائة من 833 مجموعة جرى تحليلها في البلاد، خسارة مجمّعة قدرها 73 مليار دولار في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك. وقال بيرسون إن محو الأرباح للشركات الصينية تركز، إلى حد كبير، بين الشركات في قطاعات العقارات والصلب والبناء.
أداء الشركات البريطانية كان أفضل، وفقاً للدراسة، على الرغم من أن مجموعة أصغر بكثير تضم 100 شركة فقط استوفت عتبة الإيرادات للدراسة. و14 شركة فقط شهدت انخفاضات كبيرة في هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، بخسارة إجمالية قدرها 2.5 مليار دولار في الأرباح، على مدى السنوات الثلاث.
ومع ذلك تكيفت بعض الشركات جيداً مع المشهد الكلي المتغير، وتمكنت من تعزيز أرباحها لتتفوق على نظرائها في القطاع.
ووجدت الدراسة أن واحدة فقط، من كل 10 مجموعات عالمية ذات هامش أرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، في الربع الأخير من عام 2014، تمكنت من الحفاظ عليه حتى عام 2024.
تشير الشركات المتفوقة، وفقاً لبيرسون، إلى أن المناخ الجديد خلق فائزين وخاسرين على حد سواء. وقال إن الشركات التي تمكنت من حماية أو تحقيق أعلى الهوامش «قامت بتنويع محافظها بنجاح، وإدارة قاعدة تكاليفها، وتحديد وفهم التغييرات المختلفة في السياسات، وتحديث حوكمتها لتعكس عالماً مختلفاً».
