الأحد, يوليو 27, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةغزة: الواقع الإنساني يتفاقم على وقع تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل

غزة: الواقع الإنساني يتفاقم على وقع تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مع ازدياد أعداد الوفيات بفعل المجاعة، في وقت تسجل فيه يومياً أرقاماً جديدة لحالات دخلت المستشفيات إثر سوء التغذية، من بينهم أطفال ونساء وشبان وكبار السن.

وبحسب مصادر طبية فلسطينية، فإنه تم تسجيل 5 حالات وفاة جديدة منذ ساعات المساء المتأخر من الجمعة، وحتى ظهر السبت، منهم 4 أطفال أحدهم يبلغ من العمر 7 أيام، لم تجد عائلته الحليب له، في ظل أن والدته تعاني من سوء تغذية ولا يتوفر لديها الحليب الطبيعي.

وفي غضون يومين سجلت 14 حالة وفاة جديدة في كافة أنحاء قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية غالبيتهم من الأطفال.

فلسطينيون ينتظرون دوراً للحصول على الماء من خزانات في مدينة غزة السبت (د.ب.أ)

وتشير آخر الإحصائيات إلى أن 73 فلسطينياً توفوا خلال العام الحالي بفعل سوء التغذية، بينما وصل العدد إلى 50 في العام الذي سبقه، و4 في عام 2023.

وبلغ مجمل المصنفين على أنهم حالات سوء تغذية 28.677، فيما هناك 260 ألف طفل ما دون الخمسة أعوام بحاجة للغذاء، وهناك 100 ألف حامل، و1.556 حالة ولادة مبكرة، و3.120 حالة إجهاض ووفيات داخل الرحم، و159.409 من كبار السن، و18 ألف جريح، جميع هؤلاء معرضون لمضاعفات بفعل سوء التغذية، وقد يواجهون ظروفاً صعبة.

وقالت وزارة الصحة بغزة، في رسالة مقتضبة نشرتها عبر منصاتها في «السوشيال ميديا»: «حذرنا مراراً وتكراراً من أن المئات مرشحون لينضموا إلى سجلات الذين سحقت المجاعة أجسادهم، فإنه لا يتوقع أن تغلق هذه السجلات قريباً».

وأشارت الوزارة ومؤسسات دولية منها «الأونروا»، إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفاً منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.

فتى فلسطيني يتسلق جداراً للحصول على حصة غذائية في مخيم النصيرات للنازحين الجمعة (د.ب.أ)

تصفح أيضًا: العربى الناصرى: “مدينة الخيام” تهجير قسري وجريمة إنسانية مرفوضة

فيما ذكر المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحكومة «حماس»، أن هناك أكثر من 100 ألف طفل أعمارهم عامان، و40 آخرون من الرضع أعمارهم أقل من عام واحد، يواجهون خطر الموت الجماعي الوشيك خلال أيام قليلة، في ظل انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل كامل، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول أبسط المستلزمات الأساسية.

وأضاف المكتب: «إننا أمام مقتلة جماعية مرتقبة ومتعمّدة ترتكب ببطء ضد الأطفال الرضّع الذين باتت أمهاتهم ترضعهم المياه بدلاً من حليب الأطفال منذ أيام»، مطالباً بإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية فوراً إلى قطاع غزة، وفتح المعابر بشكل فوري ودون أي شروط، وبتحرك دولي عاجل.

ويأتي ذلك في وقت يلاحظ فيه سماح إسرائيل لليوم الخامس على التوالي بدخول شاحنات محملة بالطحين إلى مناطق متفرقة من قطاع غزة، إلا أن عددها ما زال محدوداً، وخلال هذه الأيام ما سمح بإدخاله لا يتعدى الـ100 شاحنة، وتعرضت جميعها للسرقة ولم يتم تأمينها أو توزيعها بشكل عادل.

فيما قال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، إنه تم إدخال أكثر من 250 شاحنة خلال الأسبوع الأخيرة عبر المعابر، من قبل منظمات الإغاثة والأمم المتحدة، فيما تم جمع ما يقرب من 600 شاحنة أخرى لإدخالها في الفترة المقبلة من معبري كرم أبو سالم، وزيكيم، مشيراً إلى أن محتويات مئات الشاحنات لا تزال تنتظر الجمع والتوزيع على الجانب الفلسطيني من المعابر.

فلسطينية تحمل ابنها البالغ من العمر 11 عاماً الذي قُتل بغارة إسرائيلية في مستشفى الشاطئ بمدينة غزة الجمعة (أ.ب)

ويقوم مسلحون بأسلحة نارية أو بيضاء وغيرها بالسيطرة على تلك الشاحنات، كما يتعرضون للمواطنين الذين يصلون لمناطق دخول الشاحنات للحصول على ما لديهم من طحين، في حين أن هناك من يتهم التجار بالوقوف خلف بعض أولئك المسلحين بهدف السيطرة على الطحين وبيعه في الأسواق بثمن باهظ، وهو ما يظهر من خلال ثمنه الحالي الذي لم يقل عن 50 شيقلاً (نحو 15 دولاراً)، في حين كان قبل أيام يصل إلى 100 شيقل (نحو 30 دولاراً).

ورغم ذلك، فإن المئات من المواطنين الذين لا علاقة لهم بتلك المجموعات، يتقدمون لأماكن خطرة في محاولة للحصول على الطحين، الأمر الذي يعرضهم للخطر، ما يرفع عدد الضحايا في صفوفهم يومياً إلى أرقام كبيرة.

ومنذ مساء الجمعة وحتى ظهر السبت، قتل 29 فلسطينياً من منتظري المساعدات غالبيتهم في منطقة شمال غربي قطاع غزة، عند نقطة زيكيم التي يتم إدخال الطحين منها لليوم الخامس على التوالي.

وبحسب وزارة الصحة، في غزة، فإن 1121 فلسطينياً قتلوا، وأصيب نحو 8 آلاف، من منتظري المساعدات وعند نقاط التوزيع الأميركية منذ نهاية مايو (أيار) الماضي.

وميدانياً، تواصلت العمليات الإسرائيلية، والتي طالت أهدافاً متفرقة في قطاع غزة، تسببت بسقوط عشرات الضحايا، تزامناً مع إعلان الجيش الإسرائيلي نيته توسيع العملية البرية بمدينة غزة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات