أثارت خطوة البرازيل بالانسحاب من التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، وهو هيئة حكومية دولية مكرسة للتوعية بالهولوكوست ومكافحة معاداة السامية، غضبًا شديدًا في الاحتلال.
ويُنظر إلى هذا القرار على أنه نتيجة مباشرة لموقف البرازيل المتزايد الانتقاد لعدوان الاحتلال على قطاع غزة.
عزا مسؤولون برازيليون القرار إلى “قيود قانونية” و”توصية من المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيز”، كأسباب لعدم قدرتهم على دفع رسوم العضوية.
ويربط هذا ضمنيًا بين إحياء ذكرى الهولوكوست والصراع الحالي في غزة. كما ذكرت تقارير غير رسمية أسبابًا تتعلق بالموارد المالية.
تحت قيادة الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، أصبحت البرازيل من أشد المنتقدين لحملة الاحتلال على غزة. ففي وقت سابق، قارن لولا تصرفات الاحتلال بالهولوكوست، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية.
واستدعت البرازيل سفيرها لدى الاحتلال، وتتدخل رسميًا في قضية “الإبادة الجماعية” التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية (ICJ).
واجه التعريف العملي غير الملزم لمعاداة السامية الخاص بالتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، والذي تبنته أكثر من 45 دولة، انتقادات من منظمات حقوق الإنسان التي تجادل بأنه يمكن “استخدامه كسلاح” لقمع الانتقادات المشروعة للاحتلال.
نوصي بقراءة: إعلام عبري: مفاوضات الدوحة بشأن غزة تشهد تقدما كبيرا
غضب الاحتلال والمنظمات اليهودية: أدانت وزارة الخارجية التابعة للاحتلال هذه الخطوة، قائلة إن “قرار البرازيل الانضمام إلى الهجوم القانوني ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية، مع الانسحاب من التحالف الدولي لإحياء ذكرى
الهولوكوست، هو دليل على فشل أخلاقي عميق”.
ووصف داني دايان، رئيس ياد فاشيم والرئيس الحالي للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، القرار بأنه “غير مسبوق” و”تجاوز خط أحمر خطير”، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى التي تخضع فيها دولة غربية ذكرى الهولوكوست
لاعتبارات سياسية.
كما أعربت منظمات يهودية كبرى، بما في ذلك المؤتمر اليهودي العالمي، عن قلقها العميق، مؤكدة أن البرازيل “تدير ظهرها لجهود المجتمع الدولي” و”تتخلى” عن جماعتها اليهودية الكبيرة.
احتفال المجموعات المؤيدة للفلسطينيين: على النقيض، احتفلت المجموعات المؤيدة للفلسطينيين مثل الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل (FEPAL) بهذه الخطوة، واصفة التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست بأنه “ذراع للصهيونية”
يُستخدم “للدفاع عن الاحتلال من الانتقاد” و”المساعدة في إبادة الفلسطينيين”.
