في ليلة سينمائية شهدتها العاصمة الرياض أمس، احتضنت صالة «ڤوكس سينما» في واجهة «روشن» العرض الافتتاحي الأول للفيلم السعودي «الزرفة: الهروب من جحيم هنهونيا»، وسط حضور لافت لنجوم العمل وشخصيات فنية وإعلامية، في أجواء مزجت بين الحماسة والتشويق لما يُنتظر أن يكون أحد أفلام الصيف المحليّة.
يحمل عنوان الفيلم بحد ذاته مفتاحاً لروحه الساخرة؛ فـ«الزرفة» في اللهجة السعودية الدارجة تعني السرقة السريعة أو «اللَّطشة» العفوية، وهي فعل يبدو بسيطاً، لكنه في الفيلم يتحوّل إلى كرة ثلج تجرّ أبطال العمل إلى متاهة من الفوضى والمطاردات والمصير المجهول. أما «جحيم هنهونيا»، فهو العالم العبثي الذي تنتمي إليه إمبراطورية الهنهوني، في واقع أشبه بالكابوس.
بوستر الفيلم (الشرق الأوسط)
نوصي بقراءة: ماذا أظهرت المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية؟
الفيلم الذي ينطلق رسمياً في دور السينما السعودية يوم 3 يوليو (تموز)، يُعد التجربة الإخراجية الثانية للمخرج عبد الله ماجد بعد نجاحه السابق في فيلم «سطار» الذي ما زال يعد الأعلى محلياً في إيرادات شباك التذاكر، لكنه هنا يذهب إلى مساحة أكثر جنوناً، مستبدلاً بالحلبة سجناً، وبالرياضة جريمة عبثية على حدود السخرية والواقع.
تبدأ الحكاية من خلف الشاشات، حين يلتقي ثلاثة شباب عبر الألعاب الإلكترونية، ليجدوا أنفسهم فجأة موظفين في سلسلة مطاعم تتبع «مجموعة الهنهوني القابضة». ولا تمضي الأحداث بسلام؛ إذ ينجرف الثلاثي إلى عملية سرقة قطعة فنية نادرة، تقودهم إلى سجن الجفرة، وهناك تبدأ الرحلة الحقيقية: الهروب من جحيم هنهونيا.
يؤدي أدوار البطولة في الفيلم كل من أحمد الكعبي (في دور حمد)، ومحمد شايف، وحامد الشراري، بثلاثية تمثل قلب الفيلم النابض، ويشاركهم في العمل نخبة من الممثلين، بينهم إبراهيم خير الله، وأضوى بدر، وفهد المطيري، وزياد العمري، وخالد عبد العزيز، مع ظهور خاص للنجم العالمي روبرت نبر. ومن الجدير بالذكر أن الكعبي يخوض تجربته السينمائية الثانية بعد فيلم «راس براس»، وكان قد روّج للعمل من خلال مقاطع من الكواليس، مما عزز الترقب بين متابعيه.
وكتب الفيلم إبراهيم خير الله ومحمد القرعاوي، وتم تصويره على مدى 32 يوماً في 10 مواقع داخل العاصمة الرياض، بإنتاج مشترك بين «أفلام الشميسي»، و«تلفاز 11»، و«Big Time Fund»، ويتوقع صنّاع الفيلم أن يحقق «الزرفة» نقلة نوعية في الإنتاج السينمائي السعودي.
