في الميركاتو الصيفي الجاري، تحركت أندية الدوري السعودي الكبار بقوة لدعم صفوفها استعدادًا لموسم 2025/2026، وسط سباق واضح على استقطاب أبرز الأسماء العالمية.
الهلال حسم التعاقد مع النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز والمهاجم الأوروجوياني داروين نونيز، بعد مفاوضات طويلة استمرت حتى ما بعد مشاركته في كأس العالم، لينجح في خطف صفقتين من العيار الثقيل.
النصر بدوره لم يكتفِ بالمشاهدة، بل انتهج أسلوب التحرك السريع والمفاجئ، فحسم ضم البرتغالي جواو فيليكس من تشيلسي، والمدافع الإسباني إينيجو مارتينيز من برشلونة، ويقترب من إنهاء صفقة الفرنسي كينجسلي كومان في وقت قياسي، ليعلن بوضوح أنه ينوي المنافسة على جميع الألقاب.
الأهلي قرر دخول السوق بقوة لتعويض رحيل مجموعة من نجومه الأجانب، مثل فيرمينو وألكسندر وجابري فيجا، فاتجه إلى ضم أسماء سعودية بارزة مثل عبد الإله الخيبري ومحمد عبد الرحمن وصالح أبو الشامات، إلى جانب الصفقة الأجنبية الأولى بضم الفرنسي إنزو ميلوت من شتوتجارت، وسط توقعات بمزيد من التعاقدات القوية قريبًا.
قد يهمك أيضًا.. جميع صفقات الدوري السعودي في الانتقالات الصيفية 2025
في المقابل، يظهر نادي الاتحاد بصورة مختلفة تمامًا، إذ لم يبرم أي صفقة أجنبية حتى الآن، مكتفيًا بضم 3 لاعبين سعودين شباب كاستثمار للمستقبل، وهو ما يطرح تساؤلات واسعة حول أسباب هذا الهدوء غير المعتاد، خاصة بعد موسم توّجه بالفوز بالثنائية المحلية بقيادة المدرب لوران بلان.
هذا التباين بين تحركات الأندية الكبرى، وهدوء الاتحاد في الميركاتو، يفتح الباب أمام علامات استفهام حول سياسة النادي في المرحلة الحالية، ودور صندوق الاستثمارات العامة، الذي يمتلك حصصًا في الأندية الأربعة، في توزيع الدعم وإدارة ملف التعاقدات.
الهلال والنصر والأهلي دخلو الميركاتو الصيفي بخطط واضحة لتعزيز الصفوف قادرة على صناعة الفارق، في ظل التنافس القوي المتوقع محليًا وقاريًا. التوجه كان نحو صفقات عالمية تُعطي الفريق دفعة فنية وجماهيرية قبل انطلاق الموسم الجديد.
نجاح الهلال في التعاقد مع ثيو هيرنانديز وداروين نونييز، وضم النصر لجواو فيليكس وإينيجو مارتينيز، وتحرك الأهلي نحو إنزو ميلوت وأسماء محلية مؤثرة، يعكس حجم الطموح الكبير للأندية الثلاثة، ويؤكد أن هدفها هو الهيمنة على البطولات في الموسم المقبل.
هذه الصفقات لم تأتِ بمحض الصدفة، بل نتيجة عمل إداري وفني متواصل، وتنسيق مع صندوق الاستثمارات العامة، الذي يُعد الممول الأبرز للصفقات الكبرى في الكرة السعودية حاليًا.
أما الاتحاد يبدو وكأنه قرر الاستقرار على قائمته الحالية، أو على الأقل تأجيل في صفقات كبرى، إذ اكتفى حتى الآن بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين سعوديين شباب، دون أي إضافة أجنبية بارزة.
اقرأ ايضا: لا أحد يُلام.. جمال موسيالا يوجه رسالة هامة بعد إصابته (فيديو)
النادي الجداوي تعاقد فقط مع الثلاثي السعودي الشاب، محمد برناوي ومحمد هزازي وعدنان البشري، بعد نهاية عقودهما مع أندية الهلال والنصر والأهلي على التوالي في لقطة تؤكد أن حامل لقب الثنائية قد لا يتحرك لتدعيم صفوفه بصفقات قوية في الفترة المقبلة.
لكن في ظل التطور الكبير في قوائم المنافسين، قد يجد الاتحاد نفسه في موقف صعب إذا لم يواكب النسق السريع لتدعيم الصفوف، خاصة أن الموسم المقبل يشهد استحقاقات محلية وقارية قوية بالنسبة للعميد.
في المقابل، يرى البعض أن النادي الجداوي ينتظر الإدارة الجديدة من أجل التحرك بشكل واضح وللتخطيط لصفقات مفاجئة قبل إغلاق فترة الانتقالات، لتفادي الدخول في مزايدات مبكرة مع الأندية الأخرى، خاصة أن التقارير الأخيرة أكدت أن أهم أولويات اتحاد جدة هو تجديد عقد كريم بنزيما بعد تولي الإدارة الجديدة زمام الأمور عقب الانتخابات.
يمتلك صندوق الاستثمارات العامة حصصًا في الأندية الأربعة الكبرى، ما يمنحه تأثيرًا مباشرًا على استراتيجياتها التعاقدية. اللافت أن الدعم الأكبر حتى الآن كان للهلال والنصر، مع تحركات قوية للأهلي، بينما بقي الاتحاد بعيدًا عن موجة الصفقات الكبيرة.
هذا الأمر يثير التساؤلات خاصة أن كريم بنزيما، قائد النمور، يرغب في سد احتياجات الفريق وضم لاعبين جدد لضخ دماء جديدة على الفريق واستكمال النواقص في كتيبة لوران بلان، أو أن الاتحاد نفسه اختار نهجًا أكثر تحفظًا لأسباب مالية أو فنية.
كما أن طريقة عمل الصندوق تبدو مرنة، حيث يمنح الأندية حرية وضع أولوياتها التعاقدية، لكنه يوفر الدعم المالي اللازم عند وجود فرصة استراتيجية لتعزيز صورة الدوري عالميًا.
ومن الممكن أن يكون تركيز الصندوق على دعم تحركات الهلال والنصر والأهلي في هذه المرحلة مرتبطًا بخطط تسويقية أكبر، تهدف لجذب اهتمام جماهيري وإعلامي واسع قبل انطلاق الموسم الجديد.
النصر أبرم هذه الصفقات بعد موسم صفري لم يحقق فيه أي بطولة، ويسعى للعودة إلى منصات التتويج. القرارات الإدارية والفنية التي قادها رونالدو كانت جزءًا من خطة إعادة بناء الفريق للمنافسة على الألقاب.
أما الهلال، فيحمل نفس الطموح، خاصة بعد فسخ عقد نيمار في يناير الماضي وفقدان الفريق لوجه إعلامي بارز. التعاقد مع سيموني إنزاجي جاء لتصحيح المسار بعد موسم شهد خسارة جميع الألقاب باستثناء كأس السوبر السعودي.
الأهلي يدخل الموسم المقبل بتحديات كبيرة بعدما توج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، الفريق سيشارك في دوري أبطال آسيا وبطولة كأس إنتر كونتيننتال، إضافة إلى رغبته في المنافسة على لقب الدوري السعودي.
الاتحاد، بطل الثنائية في الموسم الماضي، يواجه تحديًا في الحفاظ على لقبيه المحليين، كما يستعد لخوض غمار دوري أبطال آسيا بهدف إعادة اللقب القاري إلى خزائنه.
الموسم المقبل سيشهد تحديات كبيرة للنصر والهلال والأهلي والاتحاد، فالجماهير تنتظر منهم ترجمة صفقاتهم إلى ألقاب، ومع المنافسة القوية محليًا وقاريًا، سيكون عليهم إثبات أن استثماراتهم كانت من أجل المجد لا مجرد استعراض.