- اعلان -
الرئيسية الاخبار العاجلة كيف سارت القمم السابقة بين ترمب وبوتين… وما الذي نتوقعه هذه المرة؟

كيف سارت القمم السابقة بين ترمب وبوتين… وما الذي نتوقعه هذه المرة؟

0

وصفت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي تُعقد في ولاية ألاسكا، اليوم (الجمعة)، بأنها لحظة فارقة في السياسة العالمية تُذكّر بالعديد من الاجتماعات السابقة التي لا تُنسى.

وأضافت أن هذه الأحداث لطالما تصدّرت عناوين الأخبار الرئيسية، إلى جانب لمحات من العلاقة الشخصية المثيرة للاهتمام وغير المتوقَّعة، التي تُراقب بدقة بين الرئيسين.

صورة مدمجة تجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

وذكرت أن إعادة النظر في الصور تُقدّم دلائل على كيفية تعاملهما مع لقائهما المباشر، اليوم، في ألاسكا، حيث سيناقشان إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقالت: «يتبع الرئيسان نهجَين مختلفين تماماً في الاجتماعات الخاصة، وفقاً لمسؤولين سابقين تعاملوا مع أحدهما أو كليهما خلف الأبواب المغلقة».

وذكرت أن اجتماعهما الأول عُقد، في يوليو (تموز) 2017، خلال قمة «مجموعة العشرين» في ألمانيا، وكان ذلك بعد أشهر قليلة من دخول ترمب البيت الأبيض، بينما كان بوتين يتمتع بخبرة سياسية تمتد لعقود.

وأمام كاميرات العالم، تبادل الرجلان كلمات دافئة ومصافحة ودية، مما مهَّد الطريق لعلاقة سادها الاحترام بشكل عام.

وفي السنوات التالية، عبّر الرجلان عن إعجابهما المتبادل، رغم أن ترمب صرّح مؤخراً لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» بأنه «يشعر بخيبة أمل» من بوتين بسبب إراقة الدماء في أوكرانيا.

وفي الواقع، طُرحت قضية أوكرانيا في ذلك الاجتماع الأول، عندما سلّط ترمب الضوء على جهود روسيا لزعزعة استقرار جارتها.

وقبل ثلاث سنوات، كانت موسكو قد ضمّت شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني.

وذكرت «بي بي سي» أنه مع دخول غزو بوتين لأوكرانيا عامه الرابع، يتطلع ترمب إلى لعب دور صانع السلام، من خلال التفاوض على وقف إطلاق النار.

جانب من لقاء بوتين بترمب وزوجته ميلانيا في هيلسينكي يوم 16 يوليو 2018 (أ.ب)

وقال ترمب، يوم الأربعاء، إنه ستكون هناك «عواقب وخيمة للغاية»، إذا لم يوافق الرئيس الروسي على إنهاء الحرب. وفي أحيان أخرى، اتخذ نبرة أكثر هدوءاً، وقال إنه يتصور أن الاجتماع سيكون «مجرد تمرين استطلاعي».

ولفتت إلى أن ترمب التقى بوتين وجهاً لوجه مجدداً في عام 2017، في منتدى اقتصادي بفيتنام، وقد صُوِّرا وهما يتحدثان مع قادة عالميين آخرين. وفي إحدى الصور، بدا أن بوتين يتحدث مباشرةً في أذن نظيره.

ويُدرك ترمب قدرة بوتين على السيطرة على المحادثات، بحواراته المطوَّلة والسريعة، مما لا يمنح المتحدثين معه سوى فرص قليلة للرد، وفقاً لدبلوماسيين وصفوا أسلوب الرئيس الروسي لـ«هيئة الإذاعة البريطانية».

وعلّق السير لوري بريستو، سفير المملكة المتحدة السابق لدى روسيا، قائلاً: «كل شيء في الاجتماعات مع بوتين يدور حول السلطة: من يتحكم في التوقيت والمضمون وجدول الأعمال والنبرة. والنقطة المهمة أنك لا تعرف أبداً ما ستحصل عليه».

اقرأ ايضا: هل يتسنى لترمب السيطرة على واشنطن لمحاربة الجريمة بالمدينة؟

ونتيجة لذلك، قال: «قد يجد المترجمون الفوريون صعوبة في مواكبة الحديث»، وكان من الضروري من وجهة نظر ترمب أن يحضر مترجماً فورياً خاصاً به.

ويُزعم أن مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، اعتمد على مترجمين من الكرملين خلال اجتماع خاص به في وقت سابق من هذا العام.

واتفقت فيونا هيل، مساعدة ترمب السابقة، مع السير لوري، مستذكرةً في مقابلة مع صحيفة «تلغراف» تجاربها الشخصية في التعامل مع بوتين: «إنه يسخر من ترمب بالفعل. يستخدم اللغة الروسية بطريقة قد تكون ساخرة ومثيرة للسخرية، وهي تضيع تماماً في الترجمة».

ووفقاً لـ«بي بي سي»، لعل أبرز مظاهر الود العلنية بين ترمب وبوتين عندما التقيا في محادثات مغلقة في هلسنكي، فنلندا، يوليو 2018.

ودافع ترمب عن روسيا في مواجهة اتهامات التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، وانحاز إلى بوتين في تقييمات وكالاته الاستخباراتية، وقد أكسبته هذه الخطوة إدانة من مختلف الأطراف في الولايات المتحدة.

كما أسفر اجتماع هلسنكي عن صورة غير رسمية لا تُنسى لبوتين وهو يُهدي ترمب كرة قدم من كأس العالم للرجال الأخيرة، التي استضافتها روسيا.

وكانت هذه اللفتات من جانب بوتين دائماً مدروسة بعناية، وفقاً للسير توني برينتون، وهو سفير بريطاني سابق لدى روسيا.

جانب من لقاء ترمب ببوتين في هلسنكي يوم 16 يوليو 2018 (أ.ف.ب)

ويتذكر السير توني أن بوتين أظهر «لباقة روسية أصيلة» خلال الاجتماعات التي حضرها في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، رغم وجود قدر من التحفّظ الكامن في ذلك، ولم يكن يوماً شخصاً عفوياً.

وأضاف: «كرات القدم والابتسامات والنكات وما شابه ذلك… ليس بطبيعته شخصاً يُرحب بالجميع، لكنه يجتهد في ذلك عندما يرى أن الأمر مهم للعلاقة».

والتقى الرجلان في قمم «مجموعة العشرين» بالأرجنتين، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، وفي اليابان، في يونيو (حزيران) 2019.

وحضر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترمب، الذي اختلف معه لاحقاً، هذه القمة، وصرّح لـ«بي بي سي» بأنه اندهش من اختلاف مواقف الرجلين تجاه التفاصيل، وعزاه إلى تدريب بوتين في جهاز الاستخبارات السوفياتي.

وقال عن بوتين: «لم أره قط إلا مستعداً، هادئاً جداً، ومنطقياً جداً في عرضه، وأعتقد أن هذا جزء من تدريبه في الاستخبارات السوفياتية».

وعلى النقيض من ذلك، قال بولتون إن «أسلوب ترمب في الاجتماعات الخاصة كان مشابهاً لمؤتمراته الصحافية العلنية، حيث كان يميل إلى الإدلاء بتصريحات غير مباشرة قد تفاجئ حتى مساعديه، ولا يُعِدّ لها جيداً، لأنه لا يعتقد أنه بحاجة إلى ذلك. ولا يعتقد أنه بحاجة إلى المعلومات الأساسية، وأنا متأكد من أنهم يُعِدّون مواد إحاطية كما فعلنا دائماً، لكنه لن يقرأها».

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال بولتون إن ترمب كان يعتقد أن علاقة شخصية سليمة مع زعيم آخر تعني علاقة سليمة بين الدولتين – وبوتين كان يعلم ذلك، وسيستخدم تدريبه في المخابرات السوفياتية لمحاولة التلاعب بترمب. لقد فعل ذلك من قبل وسيفعله مرة أخرى.

وقلّل ترمب نفسه من شأن التوقعات قبل قمة يوم الجمعة في ألاسكا، مُعلّقاً: «أعتقد أنها ستكون جيدة، لكنها قد تكون سيئة».

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version