أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، الجمعة، أن هناك مجاعة في غزة، وذلك بعد مرور عامين تقريباً على بدء الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع الفلسطيني رداً على هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
هنا شرح لطبيعة عمل التصنيف وكيف يقيّم أزمة الجوع ومتى يحدد وقوع المجاعة وكيف يجمع البيانات.
التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو هيئة مستقلة تموّلها دول غربية، وتُعدّ على نطاق واسع المنظومة العالمية الرئيسية لقياس شدة أزمات الجوع.
غزة في حالة مجاعة (رويترز)
أُنشئ هذا المرصد لدق ناقوس الخطر؛ حتى يتسنى منع المجاعة والجوع الجماعي، وكذلك لمساعدة المنظمات على التعامل مع أزمات كهذه.
تشرف على هذا التصنيف 19 منظمة إنسانية رئيسية وهيئات إقليمية، وتعقد المؤسسة شراكات مع حكومات بهدف تحليل البيانات.
تُقيّم منظومة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي حالات انعدام الأمن الغذائي الحادة على مقياس من خمس مراحل، أشدها المرحلة الخامسة التي تتضمن مستويين، هما الكارثة والمجاعة.
وإذا رصد التصنيف، أو أحد شركائه، حالة مجاعة في منطقة واحدة على الأقل، يفعَّل عمل لجنة مراجعة يقودها ما يصل إلى ستة خبراء.
ولكي يتم تصنيف وقوع المجاعة في منطقة ما، يجب أن يعاني 20 في المائة على الأقل من سكانها نقصاً حاداً في الغذاء وأن يموت طفل من كل ثلاثة أطفال جراء سوء التغذية الحاد واثنان من كل 10 آلاف شخص يومياً بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.
ويقول التصنيف إنه لا يعلن رسمياً حدوث مجاعة، لكنه يقدم تحليلاً للحكومات والجهات الأخرى للقيام بذلك.
اقرأ ايضا: مراوحة أمنية على حدود لبنان وإسرائيل بغياب الضمانات الأميركية
حتى لو لم يتم تصنيف منطقة ما على أنها في حالة مجاعة، يمكن أن يحدد المرصد أن الأسر هناك تعاني ظروف المجاعة، وهي الجوع والعوز والموت.
ويعتمد التصنيف على برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى ووكالات حكومية لتوفير البيانات.
أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على غذاء في مدينة غزة (أ.ب)
ويفضل أن يقيّم مستويات سوء التغذية الحاد بقياس وزن الأطفال وطولهم. وإذا لم تسمح الظروف بذلك، يُستعان بقياس محيط أعلى الذراعين للأطفال.
هذه هي المرة الخامسة في السنوات الأربع عشرة الماضية التي يحدد فيها التصنيف المرحلي حدوث مجاعة، والمرة الأولى التي يؤكد فيها وجود مجاعة خارج أفريقيا.
سبق أن خلص التصنيف إلى تفشي المجاعة في مناطق من الصومال في عام 2011، وفي جنوب السودان في عامي 2017 و2020، وفي السودان في عام 2024.
وانتقد البعض التصنيف بسبب بطئه الشديد في الاستجابة للكوارث الإنسانية الخطيرة. ووجد التصنيف في غزة صعوبات في الحصول على البيانات، في حين اعترضت إسرائيل على النتائج التي توصل إليها.
ورغم أن تصنيف المجاعة لا يؤدي إلى أي استجابة رسمية، فقد يجتذب اهتماماً عالمياً.
يعيش نحو 280 ألف نسمة في المنطقة الشمالية بالقطاع التي تضم مدينة غزة التي يقول التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إنها في حالة مجاعة بالفعل، أما الباقون فيعيشون في دير البلح في وسط القطاع وخان يونس في الجنوب، وتوقع التصنيف أن تضرب المجاعة المنطقتين بنهاية الشهر المقبل.
وقال التصنيف إن التحليل الذي أصدره، الجمعة، لم يغطِ إلا الذين يعيشون في مدن: غزة ودير البلح وخان يونس. ولم يتمكن من تصنيف محافظة شمال غزة بسبب القيود المفروضة على الدخول ونقص البيانات، واستبعد السكان الباقين في منطقة رفح جنوباً.