الرئيسية الرياضة لغز دوران – هل أضاع رونالدو صفقة النصر الأغلى؟

لغز دوران – هل أضاع رونالدو صفقة النصر الأغلى؟

0

في عالم الكرة، حيث تُنسج الأحلام بأرقام فلكية وتُبنى الآمال على مواهب واعدة، برز جون دوران كأيقونة مثيرة للجدل في سماء نادي النصر، صفقة قياسية بـ77 مليون يورو، جعلته الثاني في تاريخ الدوري السعودي بعد نيمار.

تلك الصفقة التي أشعلت نيران التوقعات وأثارت تساؤلات الجماهير: لماذا استثمر النصر في مهاجم شاب؟ ولماذا رحل بهذه السرعة رغم كونه الأغلى في تاريخ النادي؟ قصة دوران ليست مجرد صفقة انتقال، بل حكاية طموح تصطدم بحسابات الواقع، تتطلب منا الغوص في أعماق الأرقام والتكتيكات لفهم خفاياها.

النصر، النادي الطموح الذي يعيش مرحلة انتقالية في بنيته التنافسية، وجد نفسه أمام خيار غير مألوف، خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية الجمع بين نجم بحجم رونالدو ومهاجم شاب لم يتجاوز الـ21 عامًا، في منظومة تبحث عن التوازن وتطارح الألقاب، وهنا برزت التحديات، بين ما يطلبه الدون وما يستطيع الفريق تحقيقه فعليًا.

ومن لحظة التوقيع حتى لحظة التقييم، لم تكن مسيرة جون دوران سوى عينة من معادلة أكبر في كرة القدم الحديثة، كيف تدير نجمًا يقود غرفة الملابس، وصفقات تُبنى حوله، وجماهير تنتظر البطولات، لا المبررات؟

في الرصد التالي يبرز 365Scores أرقام اللاعب، مقارنًا إياها ببديله المحتمل وبونيفاس، وبنجم الفريق رونالدو، ليسلط الضوء على قصة صفقة كانت الأغلى، لكنها ربما لم تكن الأنسب.

يُعد جون دوران أغلى صفقة في تاريخ النصر، والثانية في تاريخ الدوري السعودي بعد نيمار، وهي صفقة أثارت الكثير من النقاشات منذ اليوم الأول. ففي وقتٍ كانت فيه الجماهير تُطالب بصفقات من العيار الثقيل في صناعة اللعب أو في الخط الخلفي، اختار النصر أن يستثمر في مهاجم يبلغ من العمر 21 عامًا.خاض دوران مع “العالمي” 13 مباراة في الدوري السعودي، أحرز خلالها 8 أهداف، وشارك في 5 مباريات آسيوية سجل فيها 4 أهداف، ليبلغ إجمالي أهدافه مع النصر 12 هدفًا في 17 مباراة، لكنه لم يصنع أي هدف، واكتفى بصناعة فرصة واحدة فقط، كما أضاع 21 فرصة كبيرة، وهي أرقام تطرح علامات استفهام حول تكامله مع زملائه.

المقارنة الأبرز جاءت مع النيجيري فيكتور بونيفاس، مهاجم باير ليفركوزن، الذي كان مرشحًا للانضمام إلى النصر قبل أن يتجه للدوري الألماني.أرقام بونيفاس في موسم 2024-2025 تتوزع على 26 مباراة في الدوري الألماني ودوري الأبطال وكأس ألمانيا، سجل خلالها 10 أهداف وصنع هدفين، وخلق 4 فرص كبيرة، مقابل 0 لصناعة الأهداف و1 فقط لصناعة الفرص الكبرى لدوران.كما نال دوران 6 بطاقات ملونة (5 صفراء و1 حمراء) مقابل 3 لبونيفاس، ما يعكس انضباطًا أعلى للأخير، ورغم تقارب معدل دقائق اللعب، فإن بونيفاس أظهر تنوعًا أكثر في أدواره الهجومية.

لا يمكن تناول صفقة دوران بمعزل عن اسم كريستيانو رونالدو، فالنجم البرتغالي ومنذ قدومه إلى النصر، لم يكن مجرد مهاجم خارق في الملعب، بل بات يمتلك حضورًا قويًا في غرفة اتخاذ القرار. التقارير المقربة من البيت النصراوي كشفت أن “الدون” لم يكتف بتسجيل الأهداف، بل شارك في تشكيل مستقبل الفريق، عبر مطالب واضحة تتعلق بالمدرب، المدير الرياضي، وحتى قائمة اللاعبين.

ورغم أن إدارة النصر لم تُعلن رسميًا عن طبيعة تلك المطالب، فإن الواقع أكد صحتها: ستيفانو بيولي أُعفي من منصبه، فيرناندو هييرو غادر، وتغير جلد الفريق هجوميًا، مع توقيع أسماء جديدة، ورحيل أخرى. وبحسب ذات المصادر، فإن دوران نفسه كان أحد الملفات التي أبدى رونالدو رأيه فيها، سواء لحظة التوقيع أو بعدها.

في هذه الزاوية، لا يبدو دوران مجرد صفقة كبرى، بل جزءًا من مشروع أراده رونالدو على مقاس طموحه. لكنه مشروع بدأ بالتصدع قبل أن يُبنى بالكامل.

تصفح أيضًا: النصر يوافق على رحيل دوران إلى فريقه الجديد

انضمام دوران قلب التوازن التكتيكي في النصر. فبدلًا من اعتماد الفريق على خطة 4-2-3-1، التي تسمح لرونالدو بالتحرك بحرية بين الأطراف والعمق، تحوّل الرسم الخططي إلى 4-4-2، ليشكّل الثنائي الهجومي رونالدو ودوران قلب الهجوم.

نظريًا، هذه الخطة قد تبدو واعدة، مهاجم شاب بجوار نجم خبير، لكن عمليًا، لم تثمر كما هو متوقع.،دوران يلعب كمهاجم صندوق كلاسيكي، يتقن التمركز والتسجيل، لكنه لا يُجيد اللعب بين الخطوط، ولا يملك بعد أدوات صناعة اللعب أو جذب المدافعين لفتح المساحات لرفيقه وهو ما يعشقه رونالدو على مر تاريخه.

في المقابل، رونالدو أظهر تنوعًا كبيرًا في أدائه، إذ سجل 33 هدفًا، وصنع 3، وخلق 13 فرصة محققة، ما يعكس حاجته لشريك “يُكمل” أدواره، لا من ينازعه ذات الموقع.

كان من المتوقع أن يُمنح دوران وقتًا لتعلم هذا الدور المركب، لكن الوقت لم يكن في صالحه، ولا المزاج العام المحيط بالنادي.

عند استعراض صفقات الدوري السعودي، تبرز صفقة دوران كعلامة فارقة: 77 مليون يورو، تجعلها الأغلى في تاريخ النصر، والثانية في تاريخ دوري روشن بعد نيمار، هذا الرقم وحده يكفي لتوليد ضغوط غير اعتيادية على لاعب لم يبلغ 22 عامًا بعد.

صحيح أن اللاعب يمتلك أدوات مميزة، وسجل تهديفي واعد (12 هدفًا في الموسم)، لكنه لم يُظهر بعد قدرة تبرر هذا الاستثمار الضخم، لم يصنع سوى فرصة كبيرة واحدة طيلة الموسم، ولم يسجل من ضربات ثابتة، ولا كان حاسمًا في مباريات كبرى. بل بدا في كثير من الأحيان كعنصر فائض عن حاجة منظومة لا تزال تبحث عن الاتزان.

وكان يمكن للنصر، بذات المبلغ، التعاقد مع جناح صانع لعب، أو دعم خط الدفاع بلاعب من طراز أوروبي رفيع. لكن الرهان كان على المستقبل.. رهان لم يؤتِ ثماره حتى الآن.

بين ضجيج الميركاتو وضغط الجماهير بعد الخروج بموسم صفري، بات جون دوران لغزًا مفتوحًا داخل جدران النصر، لم تكن صفقة عادية، ولا موسمًا عابرًا، جاء اللاعب في منتصف الطريق، بأضواء لامعة وتوقعات عالية، ثم خفت كل شيء فجأة.

هل كان مجرد ضحية لنظام تكتيكي لا يخدم خصاله؟ أم وقع فريسة لمقارنة غير منصفة مع رونالدو؟ أم أن المشروع النصراوي ذاته كان مضطربًا بما لا يسمح بفرص حقيقية للنجاح؟ ربما هو كل ذلك معًا.

الآن، وبعدما رحل دوران – أو تم الاتفاق على رحيله – تعود الأسئلة لتُطرح من جديد، هل كانت تلك الصفقة نعمة أم عبء على توازن الفريق؟ وهل بات النصر يتخذ قراراته بعين فنية، أم برغبة نجم لا يُناقش؟

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version