حقق ليفربول فوزًا مهمًا خارج أرضه على نيوكاسل يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز، ويعد هذا هو الفوز الثاني على التوالي لليفربول في المسابقة، بعدما حقق الفوز في لقاء الجولة الأولى على حساب بورنموث بأربعة أهداف مقابل هدفين.
لم يكن فوز الريدز خارج أرضه على نيوكاسل يونايتد مجرد انتصار عادي، بل كان امتدادًا لسلسة أرقام قياسية وإشارة على قوة هجومية تؤكد أن حامل لقب الدوري الإنجليزي مع أرني سلوت يسير بخطى ثابتة نحو كتابة فصل جديد في تاريخ النادي الهجومي.
خلال مباراتين فقط، سجل ليفربول سبعة أهداف، بمعدل 3.5 هدف في كل مباراة، وهذا يكفي ليكشف أن الفريق بدأ الموسم بشراسة هجومية كبيرة.
صحيح أن خط دفاع ليفربول ما زال في حاجة للتحسن بالنظر لاستقباله 4 أهداف خلال نفس المباراتين، لكن قدرة الفريق على التسجيل أكثر تمنحه الأفضلية في نتائج المباريات.
الهدف الأول الذي سجله رايان جرافنبرخ لصالح ليفربول أمام نيوكاسل كان الهدف الذي رفع سلسلة تسجيل الفريق في المباريات المتتالية إلى 36 مباراة متتالية في الدوري.
بهذا الرقم، عادل ليفربول رقمه السابق تحت قيادة المدير الفني السابق للفريق يورجن كلوب بين مارس 2019 وفبراير 2020 في موسمي 2018-2019 و2019-2020، حينما كان الفريق يعيش أوج تألقه وحقق لقبي الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.
السلسلة الحالية بدأت بعد الهزيمة أمام نوتنجهام فورست بنتيجة 1-0 في 14 سبتمبر 2024 على ملعب أنفيلد، ومن بعدها بدأت السلسلة في الفوز على بورنموث بنتيجة 3-0 على ملعب أنفيلد يوم 21 سبتمبر 2024، أي أن الفريق اقترب من إكمال عام كامل دون أي مباراة بدون تهدبف من جانبه.
اللافت للنظر أن ليفربول تمكن من التسجيل في كل مبارياته في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2024-2025، باستثناء مباراة نوتنجهام فورست المذكورة سابقًا، مما يعني أن الفريق كان قريبًا من كسر الرقم القياسي بالفعل في الموسم الماضي لولا تلك المباراة.
نوصي بقراءة: كيفية مشاهدة مباراة ريال مدريد اليوم ضد أوفييدو مباشر؟
في حالة تسجيل ليفربول أمام أرسنال في الجولة المقبلة في الدوري، فسيكتب سلوت اسمه منفردًا في تاريخ النادي برقم قياسي جديد للتسجيل في مباريات متتالية في الدوري، بل ويقترب من تحقيق رقم فريد بمواصلة التسجيل في الدوري لمدة عام ميلادي كامل.
هنا تكمن قيمة الإنجاز، فبعد أن صنع يورجن كلوب فريقًا هجوميًا أسطوريًا، جاء سلوت من بعده ليؤكد أن نادي ليفربول لا يتوقف عند مدرب واحد، وحقق الاستمرارية في التسجيل مثل سابقه، ليثبت أن هوية الريدز صارت هجومية شرسة.
الأرقام تقول إن أطول سلسلة تسجيل في تاريخ الدوري الإنجليزي هي 55 مباراة متتالية لفريق أرسنال، يليها توتنهام، في حين يقف ليفربول حاليًا عند 36 مباراة. أي أن سلوت لا ينافس فقط تاريخ ناديه، بل يضع فريقه في سباق مباشر مع أعظم فرق الدوري عبر تاريخه.
ليس ملعب أنفيلد وحده ما يشهد على شراسة ليفربول الهجومية، بل حتى خارج الأرض صار الريدز لا يتوقفون عن التسجيل، فبأهداف مباراة مرمى نيوكاسل، وصل الفريق إلى 22 مباراة متتالية يسجل فيها خارج ملعبه، وهو رقم قياسي جديد في تاريخ النادي، متفوقًا على الرقم السابق بفارق مباراتين.
هذا يعني أن ليفربول لا يهاب أي ملعب في إنجلترا، فكل رحلة خارج ملعب أنفيلد هي فرصة للتسجيل وإضافة أهداف، وليست مجرد محاولة للخروج بأقل الأضرار، وهذه هي سمة الأندية الكبرى التي تنافس على الألقاب، وبالطبع الريدز أحد هذه الفرق.
منذ تولي الهولندي أرني سلوت المهمة، أحرز ليفربول 93 هدفًا في 40 مباراة بالدوري الإنجليزي، بمعدل 2.33 هدفًا في المباراة الواحدة. هذه النسبة لم يحققها أي مدرب في تاريخ النادي في الدوري الإنجليزي، أي أن سلوت هو الأعلى في المعدل التهديفي بين عظماء تولوا تدريب ليفربول مثل يورجن كلوب ورافائيل بينيتيز وبيل شانكلي وغيرهم.
هذا الرقم لا يعكس فقط قوة هجومية، بل يكشف عن هوية فريق ليفربول التي لا ترحم تحت قيادة أرني سلوت، فهو يهاجم دون هوادة، ويطبق مقولة أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.
التقارير الصحفية تشير إلى رغبة ليفربول في التعاقد مع ألكسندر إيزاك، لاعب نيوكاسل يونايتد، وأحد أفضل المهاجمين في العالم حاليًا. هذه الأخبار تعني أن ماكينة الأهداف التي لا تتوقف لدى حامل لقب الدوري الإنجليزي قد تضاف إليها قطعة جديدة ذات إمكانيات كبيرة جدًا قادرة على رفع المعدل التهديفي إلى مستوى أعلى مما هو فيه.
ليفربول تحت قيادة سلوت لا يلعب فقط من أجل الفوز، بل من أجل صناعة التاريخ، والأرقام لا تكذب، فقد حقق الفريق أفضل معدل تهديفي لمدرب في تاريخ النادي، واقترب من كسر رقم قياسي في التسجيل لمباريات متتالية، وحقق تفوق تهديفي خارج الأرض لم يحدث من قبل، وبالتالي فالرسالة واضحة لجميع المنافسين، ليفربول لا يريد التوقف عن تسجيل الأهداف مهما كان المنافس وأينما كانت ساحة المعركة ومهما كانت الظروف.
