الثلاثاء, أغسطس 26, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةمستوطنون إسرائيليون يقتحمون أراضي بريف القنيطرة جنوب سوريا

مستوطنون إسرائيليون يقتحمون أراضي بريف القنيطرة جنوب سوريا

اقتحم عدد من المستوطنين الإسرائيليين الأراضي السورية من جهة ريف القنيطرة، ونشروا مقطعاً مصوراً لما قالوا إنه حجر أساس لبناء مستوطنة في المنطقة بين قريتي بريقة ورويحنة، وبذلك يدقون ناقوس الخطر بشأن نيات إسرائيل في بناء مستوطنات على الأراضي التي احتلتها بجنوب سوريا بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وزادت هذه الشكوك بعد أن شرعت وحدات عسكرية إسرائيلية في تنفيذ عمليات تجريف وحفر خنادق في منطقة قريبة من المنطقة التي زارها المستوطنون الإسرائيليون يوم الاثنين الماضي فيما كانت تعرف بـ«المنطقة العازلة».

وعملت آليات إسرائيلية في قريتي بريقة وبئر العجم بريف القنيطرة، وسط مخاوف الأهالي من وجود خطة إسرائيلية لبناء مستوطنات، وتأكيد من جانبهم على التصدي لهذه الخطة.

وذكر بعض الأهالي أن التحركات الإسرائيلية في المنطقة غالباً ما تكون على شكل تسيير دوريات يومية أو نصب حواجز مؤقتة أو اعتقال مدنيين، وعبروا عن اعتقادهم بعدم جدية إسرائيل في إنشاء مستوطنات لخشيتها من وقوع مواجهات مع الأهالي المتمسكين بأراضيهم.

وقال سيف الدين إسماعيل، مختار قرية بريقة بالقنيطرة: «أنا في الحقيقة أستبعد الاستيطان. سمعنا أو رأينا فيديو قصيراً عن محاولة أو تمثيلية وضع حجر أساس لمستوطنة خارج أراضي قريتنا، لكن من غير المعقول أن يحاولوا أن يبنوا مستوطنة، والأهالي أصلاً لن يقبلوا، وسيتصدون لهم». وأضاف: «كل شيء إلا الاستيطان. تكفي الانتهاكات والتوغلات اليومية التي تقوم بها الدوريات الإسرائيلية… أما الاستيطان؛ فمن المُحال».

وقال أدهم إسماعيل، أحد أهالي قرية بريقة: «صحيح هناك دوريات إسرائيلية تمر في القرية أحياناً وحوالَي القرية، وهناك نصب حواجز مؤقتة، لكن لا أعتقد أن يصلوا إلى مرحلة الاستيطان. لا اعتقد أبداً. وهم قد يشعرون بأن أهالي هذه القرى سيتصدون لهم في هذا المجال».

وفي سياق متصل، أشار ممتاز هارون، أحد أهالي قرية بئر العجم، إلى أن وحدات عسكرية إسرائيلية تحفر في القرية وتجرف الحقول الزراعية، حتى أحالتها أراضيَ جرداء، مؤكداً وجود مخاوف لدى أهالي القرية من تنفيذ خطط استيطانية إسرائيلية، متسائلاً: «إذا جاء غريب وجلس بجانبك، ألن ترغب في أن تحسب حساباً، ألن ترغب في أن تأخذ حريتك؟».

بدورها، أدانت وزارة الخارجية السورية بأشد العبارات، الثلاثاء، توغل القوات الإسرائيلية وشنها حملات اعتقال بحق المدنيين في بلدة سويسة بريف القنيطرة، وإعلانها الاستمرار في التمركز «غير المشروع» بقمة جبل الشيخ والمنطقة العازلة.

تصفح أيضًا: المغربية «غزلان» تقود زعيمات الهلال

كما أدانت «الخارجية» السورية، في بيان، الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على أراضيها، التي أسفرت عن مقتل شاب جراء قصف منزله في قرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي، وأكدت الوزارة على أن «هذه الممارسات العدوانية تمثل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن في المنطقة»، وطالبت المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، بـ«التحرك العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة».

جانب من المنزل الذي قصفته القوات الإسرائيلية في طرنجة (سانا)

وكانت «الخارجية» السورية نددت، الاثنين، بتوغل قوات إسرائيلية بمنطقة بيت جن في ريف دمشق، ودعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لردع سلطات الاحتلال عن ممارساتها العدوانية، وقالت الوزارة في بيان: «هذا التصعيد الخطير يعد تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليميين، ويجسد مجدداً النهج العدواني الذي تنتهجه سلطات الاحتلال، في تحدٍّ صارخ لأحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة».

وحذرت «الخارجية» السورية بأن استمرار مثل هذه الانتهاكات يقوض جهود الاستقرار ويفاقم من حالة التوتر في المنطقة، ودعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى «تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية واتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لردع سلطات الاحتلال عن ممارساتها العدوانية، وضمان مساءلتها وفقاً لأحكام القانون الدولي».

وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قوله إن قوات الجيش ستبقى على قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لحماية مستوطنات هضبة الجولان مما عدّها «تهديدات» آتية من سوريا. وأكد وزير الدفاع أيضاً على أن إسرائيل ستواصل حماية الدروز في سوريا، وفقاً للصحيفة.

ومع سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، أعلنت إسرائيل عن عملية عسكرية في جنوب سوريا أطلقت عليها اسم «سهم الباشان»، حيث شنت عمليات توغل وقصف عدة في المنطقة المتاخمة لهضبة الجولان السورية المحتلة، وتحديداً في درعا والقنيطرة وجبل الشيخ، بذريعة إنشاء منطقة عازلة بين الأراضي السورية وهضبة الجولان.

واجتازت قوات عسكرية إسرائيلية السياج الحدودي مع سوريا، وتوغلت في مدينة السلام وقرى خان أرنبة وحضر وأم باطنة والحميدية، ووصلت إلى مشارف مدينة قطنا على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة دمشق، فيما وُصفت بأنها أولى وكبرى العمليات العسكرية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار قبل أكثر من 50 عاماً.

وفي يوليو (تموز) الماضي، شنت إسرائيل هجوماً جوياً على مبنى هيئة الأركان ومحيط القصر الجمهوري السوري في العاصمة دمشق.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات