الإثنين, يوليو 21, 2025
spot_img
الرئيسيةالرياضةمشروع فرانكفورت ما بين الأموال والأبطال.. إيكيتيكي ليس الأول ولن يكون الأخير

مشروع فرانكفورت ما بين الأموال والأبطال.. إيكيتيكي ليس الأول ولن يكون الأخير

لم يعد الأمر مجرد مصادفة أو صفقة ناجحة بين الحين والآخر، بل تحوّل إلى سياسة ينتهجها نادي آينتراخت فرانكفورت في سوق الانتقالات.

مع اقتراب رحيل هوجو إيكيتيكي إلى ليفربول، سنجد أن آينتراخت فرانكفورت أصبح مسرحًا للاعبين يشاهده عمالقة كرة القدم الأوروبية خلال السنوات الأخيرة.

في مسار يُشبه إلى حد كبير ما كانت تسلكه أندية مثل أياكس وبورتو وبنفيكا على مدار السنوات الماضية، من خلال تصدير نجوم كبار إلى أندية أوروبا الكبرى.

اعتاد أياكس والثنائي البرتغالي على التعاقد مع لاعبين بمبالغ قليلة، أو تصعيدهم من فرق الشباب، ومن ثم تسويقهم من خلال البيئة الصالحة للإنشاء، والعديد من الأمثلة على ذلك في جميع الدوريات الخمس الكبرى.

هذه المرة، وخلال فترتي انتقالات فقط، أكد فرانكفورت أنه ضمن هؤلاء، من خلال بيع عمر مرموش لمانشستر سيتي في يناير، والآن خلال الصيف أصبح على بعد خطوات قليلة من الحصول على أكثر من 90 مليون يورو في صفقة إيكيتيكي.

في 2021، تعاقد آينتراخت فرانكفورت مع ماركوس كروش، المدير الرياضي السابق لـ لايبزيج، وجلب معه تيمو هوردوج الذي كان يتولى رئاسة فريق كرة القدم الأول.

وبالنظر لما حدث مع لايبزيج، فإن تلك السياسة يبدو أنها تشهد نجاحًا مع الثنائي الألماني منذ أن كانا في لايبزيج، خاصة أنهما خلال موسمين فقط، جلبا للفريق الألماني 125 مليونًا من بيع اللاعبين، أبرزهم كان تيمو فيرنر مقابل 53 مليون يورو لتشيلسي، وماتيوس كونيا إلى هيرتا برلين مقابل 18 مليونًا.

ورغم أن سياسة لايبزيج وشركة “ريد بول” بشكل عام تستمر بهذا النهج حتى الآن، لكن كروش وهوردوج طبقا نفس الفلسفة في آينتراخت فرانكفورت.

كروش حاليًا هو الرئيس التنفيذي لنادي آينتراخت فرانكفورت، ولديه كل الصلاحيات فيما يخص فريق كرة القدم، بالتنسيق مع المدير الفني دينو توبمولر، والمدير الرياضي هوردوج.

في الميركاتو الأول بوجود كروش، تمكن فرانكفورت من إنعاش خزائنه بـ 28 مليون يورو، وأنفق 14 مليونًا فقط، قبل الفوز ببطولة الدوري الأوروبي.

في ميركاتو الصيف والشتاء 2022-2023، تمكن لايبزيج من التعاقد مع كولو مواني من نانت الفرنسي في صفقة انتقال حر، في نفس الموسم الذي رحل فيه فيليب كوستيتش مقابل 15 مليونًا إلى يوفنتوس.

في موسم 2023-2024، كان كروش قد تولى زمام الأمور وأحكم سيطرته خلال ميركاتو الصيف والشتاء، وتعاقد مع عمر مرموش مجانًا من فولفسبورج، وإلياس سخيري من كولن بنفس الطريقة، وأنفق 88 مليون يورو على 9 صفقات، من بينهم ويليان باتشو من رويال أنتويرب البلجيكي مقابل 13.65 مليون يورو.

اقرأ ايضا: بعد لاكازيت.. نيوم يتحرك لضم نجم يوفنتوس

في المقابل، كانت صفقات البيع للفريق قد وصلت إلى 150 مليون يورو، وأبرز الصفقات كان كولو مواني الذي انضم بدون مقابل قبل موسم، فقد ذهب إلى باريس سان جيرمان مقابل 95 مليون يورو، و30 مليونًا مقابل رحيل ليندستورم إلى نابولي، بعد انضمامه فقط قبل عامين بـ 7 ملايين يورو.

في الصيف الماضي 2023، انضم الثنائي محمود داوود وروبن كوخ من برايتون وليدز يونايتد في صفقات مجانية، وأنفق النادي الألماني 16.50 مليون يورو لشراء هوجو إيكيتيكي بشكل رسمي من باريس سان جيرمان، بعدما كان مُعارًا.

في نفس الصيف، رحل ويليان باتشو الذي انضم مقابل 13.65 مليون يورو، بمبلغ 40 مليونًا لصالح باريس سان جيرمان، ضمن صفقة هوجو إيكيتيكي.

وبعد موسم ونصف فقط مع فرانكفورت، وتحديدًا في الـ6 أشهر الأولى من الموسم الماضي، كان من الصعب الحفاظ على عمر مرموش، ومع صراع الأندية على ضمه، فاز مانشستر سيتي بالسباق.

يأتي يناير 2024، ويحصل فرانكفورت على 75 مليون يورو من مانشستر سيتي، للتخلي عن عمر مرموش، كأغلى ثاني صفقة ترحل عن النادي بعد راندال كولو مواني.

ثنائية مرموش مع هوجو إيكيتيكي كانت السبب الرئيسي في صعود فرانكفورت إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بعدما احتل الفريق المركز الثالث، حيث كانت مساهمات الفرنسي وزميله المصري في الدور الأول كافية لتأمين ذلك المركز لفريق ملعب مرسيدس بنز.

الآن الدور على إيكيتيكي في الخروج، وعندما وجد ليفربول نفسه في أزمة، ذهب لنفس المكان الذي لجأ له منافسه، وأصبح على بعد أمتار قليلة من ضم لاعب باريس سان جيرمان السابق.

الصفقة قد تصل إلى 95 مليون يورو، وبذلك يكون النادي الفرنسي قد استفاد بأضعاف المبلغ الذي ضم به اللاعب قبل عام واحد فقط من باريس سان جيرمان.

صفقة هوجو إيكيتيكي إلى ليفربول من فرانكفورت لم تكن سوى الحلقة الأحدث في هذه السلسلة، في سياسة جديدة يتبعها فرانكفورت، ورغم ذلك لا تؤثر على نتائجه.

بالنظر إلى بنفيكا أو بورتو وكذلك أياكس، فهذه الأندية لا تُنافس على نفس مستوى فرانكفورت، الذي يتواجد في واحد من الدوريات الخمس الكبرى، بل ويتفوق على العديد من الأندية ويصعد إلى دوري أبطال أوروبا.

بينما التنافسية في الدوري البرتغالي غالبًا ما تكون بين بورتو وبنفيكا وسبورتينج لشبونة، كذلك أياكس الذي يتبادل دور البطل مع فينورد وأيندهوفن فقط في هولندا.

وبالتالي، مع المكاسب الضخمة التي حققها فرانكفورت من بيع اللاعبين، يبدو أن النادي وجد المعادلة المثالية بين التنافسية الرياضية والنجاح الاقتصادي.

في السنوات المقبلة، قد يتحول الفريق إلى وجهة أساسية لكل لاعب شاب يحلم بدخول بوابة الدوريات الخمس الكبرى من الباب الصحيح، مع الثقة أنه سيحصل على فرصة اللعب والتطور ثم الانتقال إلى المستوى الأعلى بأرقام تليق بموهبته.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات