- اعلان -
الرئيسية الاخبار العاجلة مفاوضات «هدنة غزة» بانتظار «تعديلات»

مفاوضات «هدنة غزة» بانتظار «تعديلات»

0

دخلت مفاوضات الهدنة في قطاع غزة أسبوعها الثاني، ولا تزال «تراوح مكانها» وسط تبادل للاتهامات بين إسرائيل وحركة «حماس» بالتعطيل، زادت حدتها مؤخراً جراء الخلاف حول خريطة الانسحابات، بينما تسود حالة من التفاؤل لدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف بشأن «اتفاق قريب».

تلك المفاوضات بحسب إعلام إسرائيلي ستتلقى «عرضاً محسناً» من حكومة نتنياهو لتجاوز عقدة خريطة الانسحابات، وسط جهود مصرية لـ«تذليل العقبات»، ربما تقود لاتفاق بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» حال أدت إسرائيل مرونة ومارست واشنطن ضغوطاً حقيقية عليها أو سيدخل الاتفاق نفقا مظلم، ولن تقبل «حماس» به لا سيما أنها ستفقد أوراقاً هامة من الرهائن جراء تنفيذه، ومن ثم لن تقبل أن تكون «الصفقة وهمية».

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية»، عن مصادر لم تسمها، الاثنين، أن رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد عقد لقاءات مع وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأخرى «مكثفة» مع وفود المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في إطار الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة.

وتهدف الاتصالات المصرية إلى «دفع الجهود الحالية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتذليل العقبات التي تعوق التوصل لاتفاق»، وفق المصادر ذاتها، لافتة إلى أن «مصر وقطر تتفقان على أهمية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين».

وأكدت المصادر المصرية أن «الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة يكثفون اتصالاتهم ولقاءاتهم مع جميع الأطراف لدفع جهود التوصل للتهدئة بغزة»، بينما قال مسؤول فلسطيني مطلع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين، إن «المفاوضات غير المباشرة بين (حماس) وإسرائيل تتواصل بالدوحة، ووفد (حماس) المفاوض برئاسة خليل الحية يوجد هناك».

فتاة فلسطينية تتلقى العلاج من إصاباتها في مستشفى العودة في النصيرات وسط قطاع غزة إثر غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)

ووفق المسؤول الفلسطيني، «يواصل الوسطاء المصريون والقطريون مع الجانب الأميركي بذل الجهود من أجل تقديم إسرائيل خريطة معدلة للانسحاب تكون مقبولة»، وذلك بعد رفض «حماس» مقترحات إسرائيلية تشمل إعادة انتشار وتموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مع التشدد في إبقاء قوات على أكثر من 40 في المائة من مساحة قطاع غزة».

ونقلت «القناة 14» الإسرائيلية، الاثنين، عن مصادر سياسية أن «الاتجاه الحالي لنتنياهو هو تقديم عرض آخر محسن لـ«حماس»، مشيراً إلى أن هناك شكاً كبيراً في ما إذا كانت «حماس» سترد بشكل إيجابي على هذا العرض».

نوصي بقراءة: «كمين بيت حانون» يثير أسئلة صعبة ومخاوف في إسرائيل

تلك التسريبات الإسرائيلية عقب ساعات من إعلان «حماس»، في بيان عن عقدها مباحثات مع حركة «الجهاد الإسلامي»، وبحث «المقترحات التي قدمها الوسطاء للوصول إلى وقف إطلاق نار وسبل التعامل معها».

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري اللواء سمير فرج أن جهود مصر ستتواصل لإنهاء تلك الأزمة، لكن أي اتفاق محتمل لا يتوقف على التعديلات، ولكن على ضغوط ترمب بحق نتنياهو، مشيراً إلى أن المفاوضات ستتجه إلى «طريق مسدود» إذا استمرت تلك المواقف الإسرائيلية.

ويرجح فراج ألا تقبل «حماس» بأي تعديلات لا تتناسب مع مطالبها، خصوصاً وهي تريد أن تحافظ على ورقة الرهائن.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، حسام الدجني، أن إسرائيل تتحرك ضمن استراتيجية تضمن لها فرض أمر واقع، ثم تتفاوض بشأن الهوامش، مؤكداً أنها إن لم تتراجع عما تطرح من خطط غير مقبولة بشأن الانسحابات في التعديلات المحتملة، فهي تفسد العملية التفاوضية، وتستخدم المفاوضات لخدمة أهدافها العسكرية فقط، ومن ثم ستتعثر إن لم تنهر المحادثات.

بالمقابل، واصل الرئيس الأميركي ومبعوثه للشرق الأوسط، الأحد، الحديث عن «تفاؤل» بشأن إبرام اتفاق رغم هذا التعثر، بعد تصريحات مماثلة، هذا الشهر، وقال ترمب للصحافيين: «نحن نجري محادثات (بشأن غزة)، ونأمل أن نتمكن من تسوية الأمر خلال الأيام المقبلة».

وكذلك عبر ستيف ويتكوف، في حديث صحافي عن «تفاؤله» حيال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، كاشفاً عن لقاء مرتقب مع مسؤولين قطريين في نيوجيرسي الأميركية، دون أن يقدم الجانب الأميركي أي تفسير لهذا التفاؤل، بينما أعلن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل مقتل 22 فلسطينياً على الأقل في غارات إسرائيلية، الاثنين، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

التفاؤل الأميركي الذي تكرره إدارة ترمب إزاء مفاوضات الدوحة، يراها فرج نابعة من حرص واشنطن على إبرام اتفاق قريباً حفاظاً على مصالحها بالمنطقة، متوقعاً أن تضغط واشنطن والوسطاء على طرفي المفاوضات، خصوصاً إسرائيل للذهاب لاتفاق.

ويعتقد الدجني أن ترمب وويتكوف معهما أوراق التفاوض، وبمقدورهما أن يفرضا اتفاقاً إن أرادا تحقيق مطالب الفلسطينيين العادلة، ومنع نتنياهو من مناوراته المتكررة التي تفسد أي مفاوضات.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version