في بداية موسم الانتقالات الصيفية، بدا نادي الاتحاد وكأنه يختار طريق الثقة المطلقة في إنجازاته السابقة بعد موسم استثنائي حصد فيه الفريق الثنائية المحلية، الدوري وكأس الملك، قررت الإدارة أن الثبات أفضل من التغيير، وأغلق النادي أبوابه أمام أي صفقات جديدة منذ أول أيام السوق.
تلك خطوة التي أثارت دهشة جماهير الكرة السعودية بشكل عام والعميد بصفة خاصة، لا سيما وسط بيانات إعلان الأندية عن صفقات جديدة، فالجميع كان يتساءل: هل يكفي الماضي المجيد لمواجهة تحديات المستقبل؟
لكن نصف نهائي كأس السوبر السعودي ضد الغريم التقليدي نادي النصر، قلب الموازين رأسًا على عقب، أمام المنافس الذي عزز صفوفه بلاعبين مثل كينجيسلي كومان وجواو فيليكس وإينيجو مارتينيز، بدا الاتحاد أقل جاهزية، وكأن الموسم الماضي أصبح مجرد ذكريات جميلة.
هذه المباراة لم تكن مجرد مواجهة على لقب، بل كانت بمثابة إنذار صارخ، أعاد فتح النقاش داخل أروقة النادي حول ضرورة التحرك سريعًا لتدعيم الفريق قبل فوات الأوان.
ومن قلب هذا الضغط بدأت تتسرب أنباء من داخل أسوار النادي عن رغبة الاتحاد في الانفتاح على السوق الأوروبية، والبحث عن لاعبين قادرين على إحداث الفارق.
الإدارة التي اختارت الصمت في البداية، بدأت تدرك أن الثبات وحده لا يكفي، وأن التحدي الحقيقي يكمن في المزج بين خبرة الماضي وحماسة المستقبل. الجماهير، بدورها، تتأهب لفصل جديد من الإثارة، حيث كل صفقة محتملة تحمل معها وعدًا بتجديد الأمل وإعادة الاتحاد إلى القمة.
بعد السوبر بدأت أروقة نادي الاتحاد تنبض بالحركة، وكأن صدمة الخسارة أمام النصر فتحت نافذة جديدة للتفكير والتجديد من بين الأسماء التي ترددت أن الإدارة فتح معها مفاوضات، يلمع اسم المدافع البرتغالي الشاب جونزالو إيناسيو، الذي تألق مع سبورتنج لشبونة وأصبح هدفًا لتعزيز الخط الخلفي للفريق.
كما دخل لاعب الوسط البرازيلي ويندل، صاحب الخبرة الدولية، ضمن دائرة الاهتمام، لما يتمتع به من قدرة على ضبط إيقاع اللعب وصناعة الفارق في المباريات الكبرى.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فاسم البرازيلي المخضرم كاسيميرو، قائد خط الوسط وقادر على قيادة الفريق دفاعيًا وهجوميًا، بدأ يتردد بين المكاتب والاجتماعات داخل النادي، مع احتمال أن يكون الحلقة المفقودة التي يحتاجها الاتحاد لإعادة توازن الفريق.
وعلى مقربة من هذه التحركات، ظهرت محاولة جريئة لضم الموهبة البرتغالية رودريجو مورا من بورتو، إلا أن الصفقة توقفت عند حاجز الشرط الجزائي، ما أضفى إحساسًا بالفرصة الضائعة أمام جماهير العميد التي كانت تأمل في تدعيم الصفوف بلاعب استثنائي قادر على صناعة الفارق.
تصفح أيضًا: رسميًا.. لجنة الاستئناف تغير عقوبات الهلال بعد اعتذار السوبر
ولم يقتصر التحدي على الصفقات المحتملة، بل امتد إلى تعقيد الصفقة مع النجم البرتغالي برونو فيرنانديز، لاعب مانشستر يونايتد، الذي دخل في مفاوضات مع الاتحاد، إلا أن رغبة اللاعب وامتناع بعض الأطراف عن التسهيل جعلت الصفقة معقدة ومليئة بالغموض، وكأن الفريق يقف على حافة خطوة مصيرية تحتاج إلى الجرأة والإقناع.
الجدير بالذكر، أن مسؤولي نادي الاتحاد لم ينجحوا في إتمام أي اتفاق وإنهاء صفقات رسميًا حتى اللحظة التي يُكتب فيها تلك السطور، مع العلم أن فترة الانتقالات الصيفية ممتدة حتى الثامن من أكتوبر المقبل.
في المقابل، ترددت أنباء مؤكدة عن رغبة نادي الاتحاد في التفريط بعدد من نجوم الفريق، وهم الفرنسي نجولو كانتي، والبرازيلي فابينيو، والسعودي حسام عوار، بعد الخسارة في السوبر.
هذه التحركات لم تقتصر على مجرد رحيل اللاعبين، بل أضافت بعدًا جديدًا من الضغط على الإدارة، التي وجدت نفسها أمام تحدٍ مزدوج، الحفاظ على توازن الفريق، وتعويض الفجوات التي تركها هؤلاء اللاعبون بلاعبين قادرين على مواجهة منافسيه في الدوري والبطولات القارية.
مع صعوبة التعاقدات الأوروبية، أصبح كل يوم في الميركاتو مشحونًا بالترقب والإثارة، وكأن كل صفقة محتملة تحمل معها إمكانية قلب مسار الموسم بأكم
كشف الخبير الرياضي والإعلامي السعودي ماجد هود، خلال حديثه في برنامج «دورينا غير» على فضائية «السعودية»، عن كواليس موقف نادي الاتحاد في سوق الانتقالات الصيفية، مؤكدًا أن الإدارة فضّلت الصبر حتى الآن وعدم إبرام أي صفقات.
وقال هود: “الاتحاد لم يُبرم أي صفقات حتى الآن في الميركاتو الصيفي، لاعتقاد إدارته أن الفريق ينعم بميزة الاستقرار، سواء على مستوى الجهاز الفني أو اللاعبين”.
وأوضح هود أن الإدارة اتخذت قرارها بعد مراقبة تحركات المنافسين، لافتًا إلى أن النادي فضل انتظار انسجام صفقات الهلال والنصر الجديدة مع فرقهم قبل التحرك لإبرام صفقات نوعية خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
وأضاف: “هناك معلومة خاصة، تفيد بأن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لمنتخب البرازيل، تواصل شخصيًا مع فابينيو لاعب الاتحاد، وأبلغه بأنه سيقوم بمتابعته في مشاركاته مع العميد، واعدًا إياه بمنحه شارة قيادة منتخب السامبا في نهائيات كأس العالم 2026 إذا واصل تقديم الأداء المنتظر، هذا بالطبع كان من المتوقع أن يكون عاملاً محفزًا للاعب داخل صفوف الفريق”.
ويعكس هذا التصريح ثقة إدارة الاتحاد في استقرار الفريق الفني واللاعبين، ويضع في الوقت ذاته سياقًا لفهم سبب غياب الصفقات الجديدة حتى الآن، مع الإشارة إلى أن النادي قد يفتح باب التحرك أكثر خلال الفترة المقبلة إذا اقتضت المنافسة المحلية والقارية ذلك.