ذكرت صحيفة “الغارديان” أن القائد الأعلى السابق للجيش الأوكراني وسفير أوكرانيا لدى المملكة المتحدة، فاليري زالوزني، “أصبح محور تكهنات سياسية واسعة بشأن احتمال ترشحه لرئاسة أوكرانيا في المستقبل، وسط استمرار الحرب مع روسيا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن فريق مستشارين سابقين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينهم جيه دي فانس، “حاول التواصل مع زالوزني عبر قنوات دبلوماسية لتقديم الدعم الاستشاري لأي حملة انتخابية محتملة، لكن الجنرال رفض العرض بعد التشاور مع رئيس ديوان زيلينسكي”.
وأكدت “الغارديان” أن “زالوزني لم يعلن عن أي طموحات سياسية رسمية، لكنه يحظى بشعبية كبيرة في أوكرانيا بعد قيادته الناجحة لصد الهجوم الروسي”، وفق “الغارديان”، حيث “يجذب اهتمام الزوار السياسيين إلى السفارة الأوكرانية في لندن، سواء للتعبير عن الدعم أو استكشاف إمكانية تشكيل فريق سياسي مستقبلي”.
كما نقلت الصحيفة أن “زالوزني يركز على الدفاع والأمن والاستعدادات العسكرية، ويرفض الانخراط في صراعات سياسية داخلية ضد زيلينسكي، محافظاً على ولائه للفريق الرئاسي أثناء الحرب”.
وأفادت بأن مساعدي زيلينسكي يرون أن “الجنرال لا يشكل تهديداً سياسياً في الوقت الحالي، مع استمرار التركيز على الحرب والدفاع، في ظل غياب أي جدول زمني لاستئناف العمليات السياسية أو الانتخابات المقبلة”.
تصفح أيضًا: استدعاء نتنياهو وقادة عسكريين إسرائيليين سابقين للتحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر
وقال مصدر مقرب من زالوزني: “لم يفهم الكثير من مؤيديه سبب قيامه بذلك. لكن موقفه المبدئي كان: لقد أُهينت أوكرانيا، وعلينا أن نكون متحدين”.
وكشف مصدر مطلع، يعرف زالوزني ويشغل منصباً كبيراً سابقاً، إن الجنرال “سيكون حذراً جداً من القيام بأي خطوات قد تزعزع الاستقرار الداخلي أو تشن حملة سياسية ضد زيلينسكي”، مشيراً إلى أن “معركة بين زعيمين ستكون كارثة على البلاد، ولا أعتقد أنه مستعد لذلك. لذلك، أرى أنه لن يترشح إلا إذا تم إقناع زيلينسكي بالتنحي”.
وفي الشهر الماضي، حضر زالوزني قمة للسفراء الأوكرانيين في كييف استمرت 6 أيام، بالتزامن مع موجة احتجاجات على خطة لتفكيك هيئتين لمكافحة الفساد، ما أثار توقعات البعض بإعلان انفصاله عن زيلينسكي، إلا أن النائبة المعارضة إينا سوفسون قالت: “كان الكثيرون ينتظرون منه أن يقول شيئاً، لكنه التزم الصمت”.
وبعد القمة، أقام زالوزني أسبوعاً في كييف، حيث “عقد سلسلة اجتماعات مع شخصيات سياسية ومدنية، وانتشرت شائعات عن بدء استكشافه لأعضاء محتملين لفريق سياسي مستقبلي”.
ومع ذلك، نفى مقربون أن تكون هذه الاجتماعات سياسية، وقالت أوكسانا توروب، الصحفية السابقة في “بي بي سي” والمستشارة الإعلامية لزالوزني: “لقد كرر مراراً أنه بينما تستمر الحرب، علينا العمل لإنقاذ البلاد من دون التفكير في الانتخابات، وهذا لم يتغير. يتحدث مع الكثيرين عن الدفاع والأمن، لكن هذا لا علاقة له بالانتخابات”.
وعندما سُئل مساعد زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، عن مدى اعتبار المكتب الرئاسي لزالوزني تهديداً سياسياً، أجاب: “ينظر الرئيس إلى زالوزني على أنه جزء من الفريق، كسفير في بلد مهم… على أي حال، لا توجد عملية سياسية حقيقية في الوقت الحالي”.