يعرف ريال مدريد دائمًا متى يهدأ ومتى ينفجر في الميركاتو. أحيانًا يمر السوق بشكل هادئ، وربما دون صفقات، ولا دخول في مزادات على لاعبين، ولكن في لحظةٍ ما، يقلب الملكي الطاولة ويبدأ ثورة حقيقية.
هذا ما يحدث غالبًا في ميركاتو 2025، تحت قيادة تشابي ألونسو، بدأ الميركاتو قبل أن يبدأ، ومنذ شهر مايو الماضي بدأ ريال مدريد في حسم صفقاته.
الأولى كانت دين هويسن من بورنموث، ومن ثم تعاقد الملكي مع ترينت ألكسندر أرنولد، ورغم أن عقده قد انتهى، فإن رغبته في المشاركة بالمونديال جعلت ريال مدريد ينفق حوالي 10 ملايين لكي يتركه ليفربول.
بالإضافة إلى ذلك، فرانكو ماستانتونو المنضم من ريفر بليت، والذي لعب كأس العالم للأندية مع فريقه الأرجنتيني، وسيلتحق بالملكي خلال الأيام القادمة.
أخيرًا، ألفارو كاريراس. رغم عدم التعاقد معه رسميًا، إلا أن الاتفاق تم، والإعلان أصبح وشيكًا بعدما وافق بنفيكا على مغادرة اللاعب الإسباني.
مع وصول تشابي ألونسو، ومع موسم صفري خالٍ من البطولات، ورحيل عدد من اللاعبين مثل لوكاس فاسكيز ولوكا مودريتش، مع تقدم آخرين في العمر، وتراجع مستوى البعض، فإن تشابي يسعى لثورة حقيقية قائدها فلورنتينو بيريز.
الآن هناك مدرب متطلب، على عكس كارلو أنشيلوتي، الذي كان يوافق على ما يقوم به بيريز، ولا يطلب الكثير من اللاعبين، ويتعامل مع الوضع كما هو عليه.
ارتبط ريال مدريد بالتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين رغم ضم 3 وآخر على وشك التوقيع، ولكن بعد الأخطاء في دفاعات الملكي ضد باريس سان جيرمان، أصبحت هناك حاجة مُلّحة لضم مدافع أو اثنين.
إبراهيما كوناتي مدافع ليفربول هو الهدف الأساسي للنادي الملكي، خاصةً وأن عقد اللاعب الفرنسي ينتهي في يونيو المقبل، مما يعني أنه في يناير يمكنه التوقيع بدون مقابل لأي نادٍ.
ويليام ساليبا أيضًا كان هدفًا للنادي الملكي خلال الفترة الماضية، ولكن أرسنال تمسك باللاعب الفرنسي، مما جعل ريال مدريد يتراجع ويضع كوناتي في المقام الأول.
حصل ريال مدريد على 72.89 مليون يورو من خلال المكافآت المالية ببطولة كأس العالم للأندية، سواء مكافأة المشاركة في البطولة، أو الانتصارات الأربع التي حققها الفريق ضد باتشوكا وريد بول سالزبورج، بالإضافة إلى يوفنتوس وبوروسيا دورتموند، وأيضًا التعادل مع الهلال.
هذا الأمر يجعل تشابي ألونسو يسعى لضم صفقات أخرى، لأنه يعلم بأن الأمور المالية على ما يرام.
بالإضافة إلى الدفاع، فإن وسط الملعب يمثل معضلة بالنسبة لتشابي ألونسو، في ظل رحيل مودريتش، مما يجعل اسم أنجيلو ستيلر، لاعب شتوتجارت، يتردد بقوة داخل النادي، والذي يُنظر له على أنه خليفة توني كروس، حيث تبلغ القيمة السوقية للاعب 45 مليون يورو.
الصفقة الأبرز قد تكون أليكسيس ماك أليستر، لاعب وسط ليفربول، ولكن النادي الأحمر يرفض التفريط في بطل العالم، الذي يعتبر من أهم لاعبي المدرب أرني سلوت، لكن قد يكون المقابل المادي مُغري مع قوة ريال مدريد الشرائية.
ليس فقط الدفاع أو وسط الملعب، هناك تفكير في تدعيم الهجوم خلال الفترة المقبلة، خاصة مع الشكوك حول مستقبل رودريجو جوس، وكذلك فينيسيوس جونيور.
النادي الملكي حتى الآن لم يتوصل لاتفاق مع فينيسيوس جونيور لتجديد عقده الذي من المفترض أن ينتهي في صيف 2027، وسط شائعات رحيله إلى الدوري السعودي.
اللاعب البرازيلي يُعاني منذ الموسم الماضي، فقد شهد مستواه تراجعًا ملحوظًا، خاصة في ظل انضمام كيليان مبابي، الذي أصبح النجم الأول للفريق.
وفي غياب فينيسيوس، لا يتأثر ريال مدريد كثيرًا، على عكس ما يحدث مع مبابي، قبل ظهور جونزالو جارسيا، بينما في وجود كيليان وفيني، يُعاني الفريق.
قد يهمك أيضًا: خاص لـ365Scores – من يتحمل راتب جون دوران النصر أم فنربخشة؟ التفاصيل كاملة
المثال الأبرز كان في مواجهة باريس سان جيرمان، فقد لعب الفريق منذ بداية البطولة بدون مبابي، وعندما لعب كيليان مع فيني، تأثر كلٌ منهما سلبيًا، في ظل عدم تطبيق ما يرغب فيه ألونسو.
ثنائية مبابي وفينيسيوس لا يوجد بها تنوع كبير، رغم إمكانيات كل لاعب الفردية المُبهرة، لكن هذا الأمر ظهر في العديد من المباريات، إما يتألق مبابي أو ينفجر فينيسيوس.
المستفيد الأكبر كان مبابي في الموسم الماضي، فقد تمكن من إظهار مرونة تجعله يتكيف مع طريقة اللعب المختلفة لـ كارلو أنشيلوتي.
بالإضافة إلى ذلك، هجوم جماهير ريال مدريد على فيني في الفترة الأخيرة، خاصة بعدما حذف جملة “لاعب لريال مدريد” من حسابه على إنستجرام.
كل هذه الأمور مع غموض مستقبل فينيسيوس، تشير إلى إمكانية رحيل اللاعب البرازيلي خلال الصيف الجاري، والتي قد تكون المفاجأة الكبرى بميركاتو الريال.
على الجانب الآخر، فهناك رحيل مُحتمل وربما يتم تأكيده خلال أيام، فيما يخص رودريجو جوس، المهاجم البرازيلي الآخر في صفوف النادي الملكي.
رودريجو خرج من حسابات ألونسو ولم يشارك في المباريات الحاسمة ببطولة كأس العالم للأندية، رغم أنه بدأ أساسيًا في المباراة الأولى ضد الهلال السعودي.
يأتي ذلك بعد تصريحات اللاعب مؤخرًا قبل البطولة، والتقارير التي تشير إلى إمكانية رحيله إلى أرسنال الإنجليزي مع منافسة من ليفربول أيضًا في حال رحيل لويس دياز.
رودريجو خارج حسابات ألونسو وهذا شيء مؤكد، ولكن الآن الكرة في ملعب ريال مدريد، الذي سيحدد قيمة التخلي عن اللاعب البرازيلي.
هناك برازيلي ثالث وهو إندريك فيليبي، المهاجم الذي انضم في الصيف الماضي لكنه لم يتمكن من إثبات نفسه كلاعب أساسي، وعانى من الجلوس بديلًا لكيليان مبابي. ومع تألق جونزالو جارسيا أصبح موقفه صعبًا.
إندريك قد يرحل على سبيل الإعارة لمدة موسم، مع اهتمام من يوفنتوس الإيطالي وبعض الأندية الإسبانية للتعاقد معه، وخروجه من جحيم ريال مدريد الذي لم يكن في حسبانه أبدًا.
هناك بعض اللاعبين الذين يمكنهم الخروج اضطراريًا، وأبرزهم داني سيبايوس بعدما لم يشارك بصفة أساسية مع ألونسو، مع رغبته في الحصول على دقائق أكثر.
بالإضافة إلى ذلك، فيرلاند ميندي، بعد تألق فران جارسيا، وانضمام ألفارو كاريراس، سيكون وضعه صعبًا، مع فقدان مكانه في الفريق.
وكذلك المدافع النمساوي دافيد ألابا، الذي يريد ريال مدريد التخلص منه بسبب راتبه الكبير، وعدم الاستفادة من خدماته بسبب الإصابات التي يتعرض لها من حين لآخر.
بعد حوالي أسبوعين سيعود ريال مدريد للتدريبات استعدادًا للموسم الجديد، وعلى طاولة ألونسو العديد والعديد من القضايا، التي ربما لن يستمتع بإجازته لدراستها.
قضايا تتعلق بالميركاتو، ما بين الذين يقتربون من الرحيل، والقادمون بطلب منه، وبعض اللاعبين الذين خرجوا من حسابات الإسباني.
في النهاية، يبدو أن ريال مدريد على موعد مع صيف مشتعل من حيث الصفقات الجديدة أو الأسماء الراحلة. النادي الملكي يدرك جيدًا أن الحفاظ على القمة يحتاج إلى قرارات كبيرة، وربما مؤلمة للبعض أحيانًا.
الأسابيع المقبلة ستكشف عن كل شيء، هل سيواصل الملكي صفقاته الكبرى؟ أم ستكون هناك مفاجآت أكبر برحيل أسماء لم يكن يتوقع أحد خروجها من سانتياجو برنابيو؟