حقق شباك تذاكر الأفلام السعودية خلال النصف الأول من عام 2025، أداءً قياسياً بتسجيله أكثر من 100 مليون ريال، وزيادة في مبيعات الأفلام المحلية بعناوينها المختلفة، التي لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور.
واستحوذت 8 أفلام سعودية على أعلى مستوى للمبيعات، بما نسبته 19 في المائة من شباك التذاكر السعودي منذ بداية العام الحالي وحتى موعد إعلان أرقام الأداء الذي نشرته هيئة الأفلام السعودية، الاثنين.
مشهد من فيلم صيفي الذي يُعرض حالياً في صالات السينما (الشرق الأوسط)
ونجحت أفلام «شباب البومب 2، وهوبال، والزرفة، وإسعاف، وفخر السويدي، وليل نهار، وتشويش، وصيفي» في تحقيق قفزة غير مسبوقة في عدد التذاكر المبيعة في صالات السينما الموزعة على 10 مناطق سعودية، وتضم 64 دار عرض، و630 شاشة عرض.
وقال عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، إن تسجيل مبيعات تذاكر الأفلام السعودية 100 مليون ريال، لا يمثل مجرد رقم في شباك التذاكر؛ بل هو مؤشر حيوي على تنامي الثقة بالمحتوى السعودي ونضج الجمهور، منوهاً بأن ما تحقق يعد بالكثير مما يتصل بالقصة المحلية الجديرة بالمنافسة.
وأشار آل عياف في منشور له على حسابه الرسمي في منصة «إكس» إلى أن هيئة الأفلام تعمل على أن تكون هذه الخطوة بداية لمضاعفة الاستثمار في المواهب، والإنتاج، والبنية التحتية، ضمن رؤية وطنية شاملة، مشيداً بطواقم الكتاب والمخرجين والفنانين الذين أسهموا في دعم واختيار الأفلام السعودية.
نوصي بقراءة: «أكوا باور» السعودية تُبرم اتفاقيات مع شركات أوروبية
مؤشر حيوي على تنامي الثقة بالمحتوى السعودي ونضج الجمهور (واس)
من جانبه، قال المخرج السعودي فيصل الحربي إن هذه الأرقام تعكس ما تنطوي عليها التجربة السينمائية من فرص، مشيراً إلى الميزة التنافسية التي تنفرد بها، وتتمثل في تنوع الأفلام المطروحة، وعدم احتكارها في مجال معين دون غيره.
وقال المخرج الحربي إن الأفلام السعودية التي توجهت إلى الجمهور، لم تعتمد على «نجم الشباك»، مشيراً إلى أن ذلك أمر ذو حدين، فمن جهة هو ميزة ومن جهة أخرى هو تحدٍّ، وتكمن ميزته في إتاحة المجال لصناعة نجوم جدد، لافتاً إلى أن التجربة السينمائية السعودية استطاعت أن تكسر هذا النمط إلى حد ما، وأوعز جزءاً من هذا النجاح إلى وعي الجمهور الذي اختار مشاهدة الأفلام لذاتها دون الانتباه إلى نجوم الشباك.
ودعا الحربي إلى استثمار هذه المرحلة في زيادة التركيز على صناعة القصص المحلية، والتنوع في الموضوعات، وتوسيع دائرة التجربة المحلية، للمساهمة في بناء مسيرة سينمائية سعودية فريدة، مشيراً إلى أهمية التوازن في المعادلة بين المتطلب التجاري والمحتوى الرصين، وذلك لإنتاج تجربة سينمائية مختلفة وذات تأثير.
من جهته، قال أحمد العياد، رئيس تحرير منصة «فاصلة» السينمائية، إن تسجيل 100 مليون ريال خلال نصف عام فقط، يُمثّل رقماً مفصلياً في مسيرة السينما السعودية، ليس بوصفه إنجازاً اقتصادياً فحسب، بل مؤشراً على نضج السوق واتساع جمهور السينما المحلية.
وقال العياد: «من الطبيعي أن تتصدر الأفلام الكوميدية القائمة، فهي الأقرب إلى الذائقة الجماهيرية والأكثر انتشاراً، لكن المدهش -والمُبشّر- هو وجود فيلم مثل (هُوبال) ضمن هذه القائمة، فهو ليس فيلماً تجارياً تقليدياً، بل عمل يحمل طابعاً فنياً، بعيداً عن الوصفة المضمونة، ووجوده ضمن الأفلام الأعلى إيراداً يؤكد أن الجمهور السعودي بدأ يلتفت للتجربة السينمائية المتنوعة، ويمنحها فرصة».