الرئيسية الوطن العربي السعودية هل أصبح الهلال «الخصم الجديد» للأندية الأوروبية؟

هل أصبح الهلال «الخصم الجديد» للأندية الأوروبية؟

0

رغم غيابه عن منصات التتويج هذا الموسم، محلياً وقارياً، يواصل الهلال السعودي تقديم نفسه بوصفه أحد أبرز ممثلي كرة القدم الآسيوية في المحافل الدولية، من خلال أداء اتّسم بالثبات الفني والقدرة على مجاراة كبرى الأندية الأوروبية، وهو ما أكدته مبارياته الأخيرة التي خاضها أمام كل من ريال مدريد وسالزبورغ وباتشوكا.

ففي مواجهة حملت أبعاداً رمزية أكثر من كونها تنافسية، نجح الهلال في فرض التعادل (1-1) على ريال مدريد، النادي الأكثر تتويجاً بالألقاب الأوروبية، مقدماً أداءً انضباطياً نال استحسان الصحافة الإسبانية ثم عاد ليخوض مباراة متوازنة أمام سالزبورغ النمساوي أحد الأندية الأكثر ديناميكية في أوروبا، وخرج بتعادل سلبي حافظ فيه على صلابته الدفاعية.
قبل أن يختتم سلسلة اللقاءات بانتصار مستحق على باتشوكا المكسيكي بهدفين دون رد، في افتتاح مشواره في كأس العالم للأندية 2025، ليضمن بذلك تأهله إلى دور الـ16 ويؤكد حضوره منافساً لا يُستهان به.

ورغم أن الهلال خاض هذه المباريات وهو لا يحمل أي لقب في الموسم الحالي، بعد موسم خرج منه بلا تتويج، سواء في الدوري المحلي أو دوري أبطال آسيا، فإنه لم يظهر بمظهر الفريق الباحث عن ترميم الصورة، بل قدّم نفسه باعتباره مشروعاً مستقراً، يملك عناصر ذات خبرة دولية عالية.

وكان الحارس المغربي ياسين بونو من أبرز نجوم مواجهة ريال مدريد، إلى جانب حضور فعّال للثنائي البرازيلي ماركوس ليناردو ومالكوم، اللذين شكّلا عنصر تهديد مستمر لمنظومات دفاعية من مدارس مختلفة، فيما واصل اللاعبون المحليون أداءهم بثقة وثبات.

اقرأ ايضا: عبد الإله العمري يعود إلى «النصر»

أما في ما يخص صدى هذه العروض خارج الملعب، فقد وصفت صحيفة «ماركا» الإسبانية الهلال بأنه «فريق منظم وشرس»، مشيرة إلى أن ريال مدريد واجه خصماً يعرف ما يريد ويجيد إدارة لحظات المباراة.

وفي المكسيك، تناولت وسائل الإعلام المحلية فوز الهلال على باتشوكا بوصفه انعكاساً للفارق بين منظومة احترافية ناضجة، وأخرى لم تواكب الإيقاع، في حين لم يتمكن فريق سالزبورغ، المعروف بمنهجيته واستثمار المواهب من اختراق البناء الدفاعي للهلال، الذي بدا أكثر نضجاً وهدوءاً في التعامل مع الضغط.

وتبدو المفارقة الأبرز أن مانشستر سيتي، بطل الثلاثية في الموسم الماضي، أنهى موسمه الحالي دون أي تتويج، في الوقت الذي يشارك فيه الهلال في مباراة مرتقبة أمام الفريق الإنجليزي، فجر الاثنين، لقاء يبدو أقرب إلى اختبار رمزي للوزن الفني خارج إطار البطولات، لكنه يعكس في جوهره تحولاً أكبر: المنافسة لم تعد حكراً على الأندية الأوروبية. بل باتت هناك أندية من خارج القارة قادرة على الوقوف بنديّة أمام الكبار، مستفيدة من بنى احترافية واستقرار فني ونضج تكتيكي.

ورغم أن الهلال لم يُتوَّج بأي لقب محلي هذا الموسم، فإن أداءه ونتائجه الأخيرة تؤكد أنه بلغ مستوى من النضج والتوازن يُحسب له حساب، حتى في ظل غياب الألقاب.

فالفريق الأزرق لم يعد مجرد ممثل للقارة الآسيوية، بل خصم دولي قادر على فرض نفسه، واللعب بنديّة أمام أي منافس… وهي سمة لا تُصنع بين موسم وآخر، بل تُبنى عبر سنوات من التراكم والعمل الهادئ.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version