أثار تجدد اشتعال النيران في مبنى «سنترال رمسيس» بوسط القاهرة، مساء الخميس، بعد أقل من أربعة أيام على إخماد حريق ضخم به، حالةً من الصدمة والجدل حول إمكانية اشتعاله لمرة ثالثة، فيما قال مصدر أمني من إدارة الحماية المدنية بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن «حدوث مثل هذه الأمور في الحرائق الضخمة أمر وارد، ولذلك تستمر عمليات التبريد بعد الإطفاء لوقت طويل يستغرق أياماً».
وأوضح المصدر أنه «بسبب وضع هذه الاحتمالية، فإن قوات الحماية المدنية ترابط بأدواتها بجوار (سنترال رمسيس) منذ إخماد الحريق به، ولن تغادر قبل انتهاء اللجان الفنية من فحص المبنى بالكامل، والتأكد من عدم وجود أي نيران مخفية أو كامنة أو ضعيفة»، ما يشير إلى أن «السلطات المصرية تضع احتمال تجدد النيران مرة ثالثة»، حسب مراقبين.
المصدر الأمني شدد على أن «وجود قوات الإطفاء بجانب المبنى ساهم في إخماد الحريق الذي تجدد في غضون دقائق»، مشيراً إلى أنه «أدى لإصابة نحو 7 أشخاص باختناقات، وتم إسعافهم في المكان دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى».
كانت محافظة القاهرة قالت في بيان مقتضب، مساء الخميس، إن «حريقاً محدوداً نشب أعلى المبنى الخلفي لـ(سنترال رمسيس)، وتمكنت قوات الحماية المدنية الموجودة بالمكان من إطفائه على الفور».
وانتقل محافظ القاهرة، إبراهيم صابر، وكذلك مدير أمن القاهرة، والقيادات الأمنية، لتفقد السنترال فور تداول مغردين، مساء الخميس، مقاطع فيديو أظهرت النيران التي تجددت به، وتم «التأكيد على استمرار قوات الحماية المدنية بالمكان لحين فحص المبنى بالكامل من جانب اللجان الفنية».
رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي خلال تفقد موقع «سنترال رمسيس» المحترق (مجلس الوزراء المصري)
فيما أكدت وزارة الداخلية المصرية إخماد النيران التي وصفتها بـ«المحدودة»، موضحةً أن اشتعالها جاء «جراء الحريق السابق» في «سنترال رمسيس».
اقرأ ايضا: هجوم ضد سفينة شحن في البحر الأحمر يحمل بصمات الحوثيين
مدير قطاع الإطفاء بـ«إدارة الحماية المدنية» في القاهرة سابقاً، اللواء مجدي وليم، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «كل بلاغ عن حريق، له حدود ومستوى في التعامل معه وفق ضخامته، وحريق (سنترال رمسيس) كان من بلاغات الحرائق الضخمة التي يمكن وصفها بكارثة، ومن ثم فالتعامل مع البلاغ لا يمكن القول إنه انتهى بإخماد النيران الظاهرة، ولذلك فقوات الحماية المدنية والإطفاء تستمر بالموقع حتى تنتهي اللجان الفنية من فحص المبنى ومشتملاته بالكامل».
ونوه إلى أن «قوات الإطفاء تقوم بإخماد النيران المشتعلة الظاهرة لهم، لكن هناك أماكن وأجهزة مغلقة ستقوم اللجان الفنية من المتخصصين بفتحها بعد انتهاء عمليات التبريد، وهي التي ستكشف ما إن كانت هناك متبقيات للنيران أم لا، وبعد التأكد الكامل من ذلك يمكن وقتها انصراف قوات الحماية المدنية من المكان».
وليم أوضح «أنه بالنسبة لحالة (سنترال رمسيس) وطبيعته ووجود سيرفرات ضخمة به ومبان ملحقة وأسلاك، فإنه من الوارد أن لا يكون قد تم القضاء على النيران بنسبة 100 في المائة، ومن ثم تستمر عمليات التبريد على مراحل، وبعد كل مرحلة تتم المراقبة للتأكد».
جانب من عمليات إطفاء حريق «سنترال رمسيس» (محافظة القاهرة)
ولقي 4 أشخاص مصرعهم وأصيب 27 إثر حريق كبير اندلع، الاثنين، في «سنترال رمسيس»، حسبما أفادت وزارة الصحة المصرية.
وتسبب اشتعال الحريق في مركز الاتصالات التاريخي بوسط القاهرة في انقطاع كبير في خدمات الهاتف والإنترنت، وباضطرابات في حركة الملاحة الجوية، حسب ما أعلنت السلطات قبل أن تؤكد عودة انتظامها لاحقاً.
خبير تكنولوجيا المعلومات في مصر، محمود فرج، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس من السهولة القطع بأنه تم القضاء على النيران بالكامل ومنع تجددها في (سنترال رمسيس) نظراً لطبيعته الخاصة مركزاً ضخماً للاتصالات، وبه أسلاك وكابلات نحاسية ووصلات فايبر، وأيضاً سيرفرات ضخمة بها آلاف الوصلات الظاهرة والمخفية».
وأوضح أنه «قطعاً كل هذه الأشياء تأثرت بالنيران ودرجات الحرارة المرتفعة، وقد تظل هناك متبقيات للنيران»، مشيراً إلى أنه «من الواضح أن السلطات تحسبت لذلك، ومن ثم فهي مستمرة في عمليات التبريد، وموجودة بالمكان، وقد يستمر وجودها لوقت أطول، خصوصاً أن درجات الحرارة هذه الأيام مرتفعة، ومن ثم فهناك أسباب منطقية لاحتمالية تجدد النيران».