توهّج دين هندرسون خلال 3 أشهر فقط وساهم في صناعة تاريخ حقيقي لنادي كريستال بالاس، بعدما قاد الفريق للفوز ببطولتي كأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية.
في مايو الماضي، وفي ملعب ويمبلي، ظهر كريستال بالاس في النهائي الأول له منذ 9 سنوات، وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب مانشستر سيتي.
دين هندرسون تألّق في مواجهة مانشستر سيتي بنهائي كأس الاتحاد، وتألق في التصدي لركلة جزاء أمام عمر مرموش، ليمنع فريق جوارديولا من العودة.
التألق لم يقف هنا، وبعد 3 أشهر فقط، تألق هندرسون، وتمكّن من رفع الوشاح الأزرق والأحمر مجددًا، بتصديات خرافية في ركلات الترجيح.
الركلة المفصلية كانت أمام ماك أليستر، تصدّى لها دين هندرسون، وذهب يرفع القبعة التي كان يرتديها، في تحية لم يعلم أحد لمن يوجّهها؟
في حقيقة الأمر، أن هناك شخصًا واحدًا يُمكن أن يوجّه له دين هندرسون تلك التحية، يرفع له القبعة، لكنه لم يكن متواجدًا في ملعب ويمبلي أمس.
في 28 سبتمبر 2019، بالجولة السابعة من الدوري الإنجليزي، استضاف شيفيلد يونايتد نظيره ليفربول، على ملعب برامل لين، في مباراة كانت صعبة على أصحاب الأرض.
دين هندرسون كان هو حارس شيفيلد يونايتد في ذلك الوقت، مُعارًا من مانشستر يونايتد لأنه لم يحصل على الفرصة في ظل وجود ديفيد دي خيا.
وبعد مباراة دفاعية ممتازة لفريق المدرب كريس وايلدر، خسر شيفيلد بسبب خطأ فادح من الحارس دين هندرسون.
بعد المباراة، خرج كريس وايلدر وصرّح لشبكة “TNTSports” البريطانية: “إذا أراد هندرسون أن يصبح لاعب كرة قدم محترفًا، فستحدث هذه الأمور معه، لكنني لن أدعمه، بل عليه فقط أن يتحسن، لقد تسبب في خسارتنا بشكل مباشر”.
“إذا كان يريد اللعب في أفضل الفرق ويحصل على البطولات وينضم للمنتخب الإنجليزي، عليه تقديم أداء أفضل، ويتعلّم من خطأ اليوم، إنه يوم مُخيب للآمال بالنسبة له”.
“لا يهمني الكبرياء، ما يهمني هو النتيجة، واليوم تسبب دين هندرسون بالخطأ الذي ارتكبه في خسارتنا مباراة مهمة، ولم يكن ليفربول يستطيع التسجيل لولا ذلك الخطأ”.
في نهاية الموسم، استمر شيفيلد في الدوري الإنجليزي بفضل تألق دين هندرسون، ولذلك لم يرغب مانشستر يونايتد في استمراره بعيدًا، وقرّر إعادته إلى أولد ترافورد.
أكد كريس وايلدر في نهاية الموسم، أن أحد أسباب تألق الفريق واستمراره في الدوري واحتلال المركز التاسع، كان تألق هندرسون، وأكد بأنه سيكون حارس إنجلترا في المستقبل.
تصفح أيضًا: موعد مباراة الهلال اليوم ضد فلومينينسي في كأس العالم والقنوات الناقلة
هكذا صرّح دين هندرسون في سبتمبر 2022، وذلك بعد تراجع ترتيبه في حراسة مرمى المنتخب الإنجليزي، خلف بيكفورد ثم رامسديل ونيك بوب، مما جعله خارج قائمة الأسود في كأس العالم بقطر.
في صيف 2022 كان دين هندرسون قد انضم إلى نوتينجهام فورست، بعدما رفض الجلوس بديلًا للحارس دي خيا، وكان يشترط المشاركة أساسيًا.
مانشستر يونايتد منح هندرسون الفرصة في بعض اللقاءات مع المدرب أوليه جونار سولشاير، ولكن لم يكن الحارس الأساسي في ظل وجود دي خيا، رغم أخطاء الأخير.
وأوضح حينها هندرسون: “كنت أريد الخروج والحصول على الفرصة، ولكن مانشستر يونايتد رفض ذلك، وأضعت عامًا من مسيرتي وتراجع ترتيبي في حراسة المرمى”.
في 2023، رفض هندرسون الاستمرار في مانشستر يونايتد، ورحل إلى كريستال بالاس في صفقة كلّفت خزائن النادي اللندني 17.50 مليون يورو.
مع المدرب روي هودجسون، كان دين هندرسون بديلًا، ولم يحصل على الفرصة في ظل الإصابات التي لاحقته وغاب حتى ظهر لأول مرة ضد مانشستر سيتي.
مع وصول أوليفر جلاسنر، كان دين هندرسون هو الحارس الأساسي لفريق كريستال بالاس، ووثق النمساوي في إمكانيات الإنجليزي، وكان سببًا في انضمامه لقائمة المنتخب الإنجليزي ببطولة يورو 2024، الصيف الماضي.
مع بداية الموسم 2024-2025، شارك دين هندرسون في جميع مباريات كريستال بالاس ببطولة الدوري، وكان السبب الأساسي في الفوز ببطولة كأس الاتحاد، بعد أن حافظ على نظافة شباكه في جميع المباريات التي شارك فيها، ضد فولهام ثم أستون فيلا وأخيرًا مانشستر سيتي.
تحدثنا في البداية عن شخص لم يكن متواجدًا في ملعب ويمبلي من الأساس، قد يكون هو الأحق بتحية دين هندرسون، وأن يرفع له القبعة.
ذلك الشخص يمكن أن يكون كريس وايلدر، المدرب الذي هاجم الحارس الإنجليزي بعد الخطأ الفادح ضد ليفربول، بعد تسديدة فينالدوم.
ربما ما قاله كريس وايلدر كان سببًا في تغلّب هندرسون على الصعاب، لأن في بعض الأحيان تحتاج لدعم بهذه الطريقة، وليس مجرد مواساة على خطأ ارتكبته.
تحتاج لشخص يُشير لك على أخطاء ارتكبتها، يعنّفك، يؤكد لك أن الحياة لن تكون سهلة، ويجب أن تكون لحظات الانكسار سببًا بعد ذلك في الانتصار.
هذا بالفعل ما فعله دين هندرسون، ضد ليفربول بالذات، الفريق الذي تسبب في توبيخ المدرب الإنجليزي له، تألق هندرسون، وبنفس القبعة التي كان يرتديها في ويمبلي منذ أشهر قليلة، رفعها تحية وتقدير أمام الشاشات، وربما لتحية نفسه، لكن وايلدر كان الأحق بذلك.
في ويمبلي منذ 5 أشهر، رفع الوشاح الأزرق والأحمر بألوان كريستال بالاس واحتفل بين أحضان جماهير الصقور، وبعد 3 أشهر من ذلك اليوم، وفي نفس الملعب، نصب نفسه رجلًا للمباراة، وصنع الحدث وكتب التاريخ مجددًا مع النادي اللندني.