عقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الإيطالي أنتونيو تاجاني، الخميس، مؤتمراً صحافياً مشتركاً في العاصمة الإيطالية روما، على هامش زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الأمير فيصل خلال المؤتمر أن السعودية مستمرة في دعم الحلول السلمية للأزمات الدولية، مشيراً إلى أن بلاده «توفر المساحة اللازمة للحوار بين روسيا وأوكرانيا»، وتعمل مع شركائها على دعم الجهود الرامية إلى التهدئة والتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب وتحد من تداعياتها الإنسانية والاقتصادية.
وفي الشأن الفلسطيني، شدد وزير الخارجية السعودي على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، موضحاً أن هناك توافقاً بين الرياض وروما بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وإفساح المجال أمام الحوار السياسي، بما يضمن إنهاء معاناة المدنيين وفتح الطريق أمام حل شامل.
وزير الخارجية السعودي خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الإيطالي في روما (أ.ب)
وأشار الأمير فيصل إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تطوراً لافتاً، موضحاً أن هناك 250 ترخيصاً لمقار إقليمية لشركات إيطالية تعمل حالياً في السعودية، في مؤشر على تنامي الشراكة الاستثمارية، وتوجه البلدين نحو توسيع التعاون في مجالات متعددة تشمل الطاقة والتقنية والتصنيع.
نوصي بقراءة: أداة ذكاء اصطناعي تفسر الصور الطبية بكفاءة عالية وبيانات محدودة
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني عن تقدير بلاده للجهود التي تبذلها المملكة في سبيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، مضيفاً أن السعودية «تتمتع بمكانة دولية تمكّنها من لعب دور حاسم في تقريب وجهات النظر وإنهاء الحرب».
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني (يمين) خلال لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (يسار) في العاصمة الإيطالية روما (أ.ب)
وفي الملف الفلسطيني، أكد تاجاني دعم إيطاليا للمبادرات السعودية والدولية الهادفة إلى وقف إطلاق النار في غزة، والتزام بلاده بـ«حل الدولتين» بوصفه خياراً أساسياً لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وضمان تدفق المساعدات إلى السكان المدنيين في القطاع.
وتناول المؤتمر تطورات التوترات الإقليمية، حيث شدد الوزيران على أهمية الإبقاء على قنوات التواصل الدبلوماسي مفتوحة وتفادي التصعيد، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، وتأثيراتها على استقرار أسواق الطاقة والأمن الإقليمي والدولي.
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني (يمين) خلال لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (يسار) في العاصمة الإيطالية روما (أ.ب)
وتأتي زيارة وزير الخارجية السعودي إلى روما ضمن تحرك دبلوماسي واسع تقوده المملكة لتعزيز التنسيق مع الشركاء الدوليين، وتثبيت مواقف داعمة للحلول السياسية في الأزمات الدولية، إلى جانب دعم الاستقرار الإقليمي وتوسيع نطاق الشراكات الاقتصادية مع الدول الصديقة.
