دوّن الإيطالي يانيك سينر، المصنف الأول عالميًا، اسمه بأحرف من ذهب في سجل بطولات ويمبلدون، بعدما تغلّب على الإسباني كارلوس ألكاراز، المصنف الثاني.
وجاء فوز سينر في نهائي مثير استمر ثلاث ساعات، ليحسم المواجهة بثلاث مجموعات لواحدة (4-6، 6-4، 6-4، 6-4)، ويتوج بلقبه الرابع في بطولات “الجراند سلام”.
سينر، البالغ من العمر 23 عامًا، جاء فوزه كتأكيد على تصدره عالم التنس، وردًا على خسارته أمام ألكاراز في نهائي رولان جاروس قبل أكثر من شهر، ليحقق أول فوز له على الإسباني منذ أكتوبر 2023، ويواصل رحلة تألقه التي بدأها منذ صعوده إلى قمة التصنيف العالمي في يونيو الماضي.
وُلد يانيك سينر في 16 أغسطس 2001، بمدينة سان كانديدو في شمال إيطاليا قرب الحدود النمساوية، ونشأ في بيئة تعشق الرياضة الشتوية.
حيث تألق في التزلج على الجليد خلال طفولته، وكان من أفضل المتزلجين في بلاده بعمر 12 عامًا، لكنه قرر لاحقًا التفرغ للتنس، وانتقل بعمر 13 عامًا إلى أكاديمية في بوردجيرا لتطوير مستواه.
ورغم بدايته المتأخرة مقارنة بنجوم آخرين، تفادى سينر خوض بطولات الناشئين الكبرى، وفضّل شق طريقه تدريجيًا في الدورات ذات التصنيف الأدنى، حتى اقتحم قائمة أفضل 100 لاعب في العالم عام 2019، وواصل مسيرته بخطى ثابتة، ليصل إلى ربع نهائي رولان جاروس في 2020، ويعلن نفسه ضمن أبرز مواهب الجيل الجديد.
وفي 2021، أحرز سينر 4 ألقاب ولفت الأنظار بوصوله إلى نهائي ميامي، ليصبح أصغر لاعب يبلغ نهائي بطولة ماسترز منذ رافائيل نادال.
اقرأ ايضا: الوداد يضغط لضم نجم الزمالك
وفي 2022، أجرى تغييرات على طاقمه التدريبي لرفع كفاءته البدنية وتطوير أسلوب لعبه، وبلغ ربع نهائي ويمبلدون وأميركا المفتوحة.
أما 2023، فكان عام التحول، حيث فاز بأربع بطولات، أبرزها لقب تورونتو ماسترز، وحقق انتصاره الأول على نوفاك دجوكوفيتش في بطولة “الماسترز الختامية”، ثم قاد منتخب إيطاليا لتحقيق كأس ديفيز، مؤكدًا استعداده للهيمنة.
وافتتح سينر عام 2024 بأفضل شكل ممكن، حيث تُوّج ببطولة أستراليا المفتوحة بعد إقصائه دجوكوفيتش ثم التغلب على ميدفيديف في النهائي، كما واصل حصد الألقاب، متوجًا بـ8 بطولات فردية خلال الموسم، واعتلى صدارة التصنيف العالمي ليصبح أول إيطالي يحقق هذا الإنجاز.
كما دخل قائمة “أساطير الصدارة” بوصوله إلى أرقام تتجاوز أندي موراي في عدد الأسابيع المتتالية بالمركز الأول، ما جعله مرشحًا أولًا لكل البطولات الكبرى في 2025، قبل أن يؤكد جدارته بلقب ويمبلدون الأخير.
رغم النجاحات المتتالية، لم تخلُ مسيرة سينر من الجدل، إذ أعلنت “وادا” في أغسطس 2024 أن عينات الدم التي خضع لها في مارس أظهرت وجود مادة منشطة محظورة.
وأوضح اللاعب أن التعرض جاء نتيجة خطأ غير مقصود من أحد أفراد طاقمه، وهو تفسير قُبل رسميًا دون فرض عقوبة.
ورغم ذلك، أثيرت تساؤلات بشأن سرعة غلق القضية وطريقة التعامل معها، إذ رأى بعض المتابعين أن شهرة سينر وتألقه ساعداه على تفادي العقوبات، حيث أن اللاعب بدوره أقال اثنين من فريقه الفني، وأصر على براءته، مؤكدًا التزامه بقيم اللعب النظيف.
بفوزه التاريخي في ويمبلدون، يكون يانيك سينر قد أثبت أنه ليس مجرد نجم صاعد، بل مشروع أسطورة في طور التكوين، ليسير على خطى الأساطير رافائيل نادال وروجر فيدرر ونوافك دجوكوفيتش.