يواجه الكثير من الأشخاص صعوبة في الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة مقارنة بغيرهم، دون أن يعلموا السبب وراء ذلك، وهي حالة قالت طبيبة نفسية إنها قد ترجع إلى نوع من الاكتئاب الخفي، يصعب على أصحابه حتى اكتشاف إصابتهم به، ويسمى «الاكتئاب عالي الأداء».
والاكتئاب عالي الأداء هو نوع من الاكتئاب يتمكن الشخص المصاب به من ممارسة مهامه وعمله بأداء عالٍ جداً، كما لو كان لا يعاني من أي شيء. وأحياناً يطلق عليه أيضاً اسم «الاكتئاب المبتسم» حيث يكون المصاب به دائماً مبتسماً، ويبدو سعيداً أمام الآخرين.
وتقول الطبيبة النفسية والباحثة المعتمدة الدكتورة جوديث جوزيف لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «إن الفرح ليس مجرد شيء نتمناه، بل هو جزء من هويتنا. لقد خُلقنا بهذا الحمض النووي للفرح. إنه حقنا الطبيعي كبشر، ومن ثم فإن صعوبة شعور الشخص بالسعادة أمر غير طبيعي، ولا بد من وجود سبب وراءه، ولا ينبغي تجاهله».
وأجرت جوزيف أبحاثاً رائدة حول الاكتئاب عالي الأداء، وألفت كتاباً جديداً عنه، داعية إلى ضرورة أخذه على محمل الجد.
وقالت جوزيف: «أردت أن يعلم الناس أن هناك نوعاً من الاكتئاب يبدو مختلفاً في أعراضه عن الأنواع التي نعرفها».
وأضافت: «هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من انعدام المتعة، أي قلة الفرح. لا يبدو عليهم الاكتئاب، لكن ليس بالضرورة أن يكون الشخص حزيناً ليُصاب بالاكتئاب».
وتُدرج جوزيف نفسها ضمن أولئك الذين عانوا من الاكتئاب عالي الأداء، وأشارت إلى أن «العديد منا مُنتجون في عملهم بشكل مُرضٍ، وهو الأمر الذي يعتبر أحد أكبر التحديات في تشخيص هذا النوع من الاكتئاب».
قد يهمك أيضًا: من التفكير إلى التنفيذ… هل يُمكن للدماغ أن يُحرّك العالم؟
وتابعت: «يرتدي المصابون بهذا الاكتئاب قناعاً من الخارج يجعل كل شيء يبدو على ما يرام، يؤدون عملهم بشكل مثالي، يبتسمون، ويتحدثون مع الآخرين بشكل طبيعي، لكنهم يعانون من انعدام التلذذ، أو عدم القدرة على الشعور بالفرح والسعادة».
تقول جوزيف إن هناك 5 طرق للتغلب على الاكتئاب عالي الأداء هي:
قالت جوزيف: «سمِّ مشاعرك. اعترف بها. وتقبَّلها. فإذا لم نعرف ما نشعر به، وإذا لم نستطع تسميته، فإننا نشعر بالارتباك، ونشعر بعدم اليقين. ونشعر بالقلق، لذا فإن تحديد مشاعرنا وقبولها أمران بالغا الأهمية».
نصحت الطبيبة النفسية بالبحث عن شخص تثق به للتحدث معه عما تمر به، مع الحرص على أن يكون هذا الشخص هادئاً، وقادراً على منحك شعوراً بالاطمئنان.
تقول جوزيف: «ينبغي عليك التفكير باستمرار في النعم التي تمتلكها. فهذه الأشياء لا تقدر بثمن وستمنحك معنى وهدفاً للحياة».
تقول جوزيف إن اتباع نمط حياة صحي من تناول طعام صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على نوم جيد تزيد من شعورك بالسعادة، وتقلل من الاكتئاب بشكل ملحوظ.
إن التوقف عن التفكير في الماضي، والتركيز على التخطيط للأحداث المفرحة في المستقبل قد يجعلانك أكثر سعادة، ويقللان من حزنك واكتئابك، وفقاً لجوزيف.