كشفت دراسة أميركية أن الانخراط في أنشطة يومية تمنح الإنسان إحساساً بالمعنى والغاية يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر مع التقدم في العمر.
وأوضح الباحثون من جامعة كاليفورنيا أن هذه النتائج تمنح الأمل بأن كل إنسان يستطيع الحفاظ على صحة دماغه من خلال أنشطة بسيطة تضيف معنى لحياته، مثل الاهتمام بالأسرة، وممارسة الهوايات، أو المشاركة في الأعمال التطوعية، ونُشرت النتائج الاثنين، بدورية «Social Psychology of Education».
والأنشطة الهادفة هي تلك الأفعال التي تمنح الإنسان إحساساً بالمعنى والغاية، وتجعله يشعر بأن لحياته قيمة ودوراً إيجابياً. وتشمل هذه الأنشطة أشكالاً متنوعة مثل: العلاقات الأسرية والاجتماعية (كالعناية بالأبناء أو الأحفاد ودعم الأصدقاء)، والعمل أو التطوع في خدمة المجتمع، والممارسات الدينية التي تعزز الشعور بالسلام الداخلي، إلى جانب تحقيق الأهداف الشخصية مثل تعلم مهارات جديدة أو ممارسة الهوايات، وأيضاً مساعدة الآخرين عبر العطاء والرعاية والدعم. هذه الأنشطة لا تملأ وقت الفراغ فقط، بل تسهم في تعزيز الصحة النفسية والذهنية وتمنح الإنسان دافعاً للاستمرار والتطور.
وتابعت الدراسة أكثر من 13 ألف شخص تبلغ أعمارهم 45 عاماً فأكثر على مدى 15 عاماً. وركّز الباحثون على 5 فئات من الأنشطة التي تمنح الإنسان إحساساً بالمعنى في حياته، وهي: العلاقات الاجتماعية والأسرية، والعمل أو التطوع، وممارسة الطقوس الدينية، وتعلم مهارات جديدة أو ممارسة الهوايات، ومساعدة الآخرين.
قد يهمك أيضًا: 6 بدائل طبيعية للستاتينات لخفض الكوليسترول في الدم
واستندت النتائج لبيانات من دراسة الصحة والتقاعد الممولة من المعاهد الوطنية للشيخوخة في الولايات المتحدة. وقد خضع المشاركون لاستبيان نفسي حول الغاية والاتجاه في الحياة، إضافة لاختبار إدراكي يُجرى كل عامين عبر الهاتف.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين عبّروا عن شعور أكبر بوجود هدف في حياتهم كانوا أقل عرضة بنسبة 28 في المائة للإصابة بالضعف الإدراكي، بما في ذلك الخرف أو الضعف الإدراكي البسيط. كما ظهر هذا الأثر الوقائي لدى مختلف الأعراق والمستويات التعليمية، وحتى عند الأشخاص الذين يحملون الجين (APOE4) المعروف بزيادة خطر ألزهايمر.
ووجد الباحثون أيضاً أن الأشخاص ذوي الإحساس الأقوى بالغاية في الحياة تأخر لديهم التراجع الإدراكي لاحقاً مقارنة بغيرهم، حيث وصل متوسط التأخير إلى نحو 1.4 شهر خلال 8 سنوات. ورغم أن الرقم يبدو متواضعاً، فإنه يُعتبر مهماً عند مقارنته بالعلاجات الدوائية الحالية مثل «ليكانيماب» و«دونانيماب»، التي تقدم تحسناً مشابهاً لكن بتكلفة مرتفعة وآثار جانبية.
وقال الباحثون إن «وجود هدف في الحياة أمر متاح للجميع، ويمكن لأي شخص بناؤه في أي مرحلة من حياته عبر العلاقات، وتحقيق الأهداف، والأنشطة ذات المعنى».
ويرى الفريق البحثي أن هذه النتائج تدعم بقوة فكرة أن الرفاه النفسي عنصر أساسي في الشيخوخة الصحية، ويأملون أن تركز الدراسات المستقبلية على تطوير تدخلات عملية تساعد الأفراد على تعزيز الإحساس بالمعنى في حياتهم.