أفادت بيانات تتبُّع السفن الصادرة عن شركتي «كبلر» و«إل إس إي جي»، يوم الخميس، بأن ناقلة تحمل غازاً طبيعياً مسالاً من محطة مشروع الغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي الروسي (أركتيك إل إن جي 2)، الخاضعة للعقوبات، قد رست في محطة استيراد بجنوب الصين، وذلك بعد تحميل شحنتها من منشأة تخزين روسية في يونيو (حزيران) الماضي.
وفي حال تفريغ الناقلة شحنتها، ستكون هذه أول شحنة يتم تسلمها من مشروع «أركتيك إل إن جي 2» الذي استهدفته العقوبات الغربية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وفق «رويترز»، كانت ناقلة الغاز الطبيعي المسال «أركتيك مولان» (Arctic Mulan) متوقفة قبالة سواحل مصر من فبراير (شباط) إلى أبريل (نيسان)، قبل أن تعبر قناة السويس ثم البحر الأحمر ومضيق باب المندب في أوائل مايو (أيار). بعد ذلك، توجهت الناقلة شرقاً عبر جنوب شرق آسيا، ثم شمالاً لتصل إلى وحدة التخزين العائمة الروسية «كورياك» في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في 3 يونيو.
وبعد تحميل شحنتها من هناك، أبحرت جنوباً ورست في محطة «بايهاي» الصينية للغاز الطبيعي المسال في مقاطعة قوانغشي الجنوبية يوم 28 أغسطس (آب).
نوصي بقراءة: تراجع مبيعات «تسلا» بأكثر من النصف في أكبر سوقين للسيارات بأوروبا
أشار غو كاتاياما، المحلل في «كبلر»، إلى أن «هذا يبدو أول تسليم من مشروع (أركتيك إل إن جي 2) منذ بدء عمليات التحميل في أغسطس 2024». ورجّح أن التوقيت قد يتزامن مع الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين.
كما تخضع ناقلة «أركتيك مولان» نفسها للعقوبات الأميركية التي تستهدف مالكي ومديري عدد من سفن الغاز الطبيعي المسال الروسية بهدف الحد من إيرادات روسيا من النفط والغاز.
في هذا السياق، قال جان-إريك فاهنريش، المحلل في «ريستاد إنرجي»، إن رحلة الناقلة إلى الصين تبدو في المقام الأول بمثابة اختبار لموقف واشنطن من العقوبات، خصوصاً في ظل شبه انعدام الطلب الصيني الفوري على الغاز الطبيعي المسال. وأضاف أن «رد فعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيحدد على الأرجح ما إذا كانت هذه الصفقة مجرد حدث عابر، أم أنها ستفتح الباب أمام عدد من السفن التي تتجه حالياً شرقاً عبر طريق البحر الشمالي».
يُذكر أن مشروع «أركتيك إل إن جي 2»، الذي تمتلكه شركة «نوفاتيك» الروسية بنسبة 60 td hglhzm، كان من المخطط أن يصبح إحدى كبرى محطات الغاز الطبيعي المسال في روسيا، بطاقة إنتاجية مستهدفة تبلغ 19.8 مليون طن سنوياً. إلا أن آفاقه تدهورت بسبب العقوبات الغربية.
وأظهرت بيانات «كبلر» أنه في العام الماضي، تم تحميل 8 شحنات من المشروع على متن عدة ناقلات خاضعة للعقوبات، وصلت أربع منها إلى وحدة التخزين العائمة «كورياك». وفي هذا العام، تم تحميل خمس شحنات من المشروع حتى الآن، تتجه جميعها شرقاً عبر طريق البحر الشمالي.