- اعلان -
الرئيسية الصحة واللياقة البدنية التمر لمرضى السكري: غذاء مغذٍ أم خطر مخفي؟

التمر لمرضى السكري: غذاء مغذٍ أم خطر مخفي؟

0

عندما يتعلق الأمر بتناول الفواكه، هناك الكثير من الالتباس لدى مرضى السكري. والفواكه من أفضل المصادر الغذائية للحصول على مضادات الأكسدة، والمعادن والفيتامينات والألياف، ولكن الأنواع الناضجة واللذيذة منها بالذات، تحتوي على سكريات الكربوهيدرات. ومريض السكري، الذي يجب عليه الحرص في ضبط تناول السكريات، يحتار في انتقاء أنواع الفواكه التي يمكنه تناولها دون التسبب في اضطرابات في ضبط نسبة سكر الغلوكوز في الدم. كما يحتار في الكمية ووقت تناولها بالنسبة لوجبات الطعام الرئيسية خلال اليوم.

والتمر ثمرة حلوة المذاق من شجرة النخيل. يُباع عادةً طازجاً أو مجففاً، ويُستمتع به بمفرده أو في العصائر والحلويات وغيرها من الأطباق. نظراً لحلاوته الطبيعية، قد يُثير تأثيره على سكر الدم قلق مرضى السكري.

دعونا نستكشف ما إذا كان بإمكان مرضى السكري تناول التمر بأمان.

لماذا يُثير التمر القلق؟

يحتوي التمر على الكثير من الحلاوة في حجم صغير نسبياً. وهو مصدر طبيعي للفركتوز، وهو نوع السكر الموجود في الفاكهة. تحتوي كل تمرة مجدول (نحو 24 غراماً) على نحو 67 سعراً حرارياً ونحو 18 غراماً من الكربوهيدرات.

قد يجد مرضى السكري صعوبة في التحكم في مستويات السكر في الدم. عادةً ما ينصح اختصاصيو الرعاية الصحية المصابين بهذا المرض بمراقبة كمية الكربوهيدرات التي يتناولونها. ونظراً لاحتوائه على نسبة عالية من الكربوهيدرات، قد يُثير التمر القلق.

ولكن عند تناوله باعتدال، يُمكن أن يكون جزءاً مفيداً من نظام غذائي صحي لمرضى السكري.

تحتوي التمرة المجففة الواحدة على ما يقرب من غرامين من الألياف، أو 7 في المائة من القيمة اليومية.

هذا مهم، لأن الألياف الغذائية تُساعد الجسم على امتصاص الكربوهيدرات بوتيرة أبطأ، وهو أمر مهم بشكل خاص لمرضى السكري. كلما تم هضم الكربوهيدرات بشكل أبطأ، قل احتمال ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث لاين» المعنى بالصحة.

أنواع مختلفة من التمر (أ.ف.ب)

كيف يؤثر التمر على سكر الدم؟

يُستخدم مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) لقياس تأثير الكربوهيدرات على مستويات السكر في الدم.

يُقاس المؤشر على مقياس من 0 إلى 100، حيث يُعطى الجلوكوز النقي (السكر) 100، وهو أعلى مستوى يمكن أن يرتفع فيه سكر الدم بعد تناول الطعام.

يبلغ مؤشر نسبة السكر في الدم للكربوهيدرات منخفضة المؤشر 55 أو أقل، بينما يبلغ مؤشر نسبة السكر في الدم المرتفع 70 أو أعلى. أما الكربوهيدرات متوسطة المؤشر، فتتراوح بين 56 و69.

قد يُسبب الطعام ذو المؤشر الجلايسيمي المنخفض تقلبات أقل في مستويات السكر في الدم والأنسولين.

يُسبب الطعام ذو المؤشر الجلايسيمي المرتفع ارتفاعاً سريعاً في سكر الدم، مما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في سكر الدم لدى من يجدون صعوبة في التحكم في تقلبات سكر الدم لديهم.

يمكن لمرضى السكري تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة؛ وقد يُفضل البعض الالتزام بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض.

على الرغم من حلاوة التمر، فإن مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض. هذا يعني أنه عند تناولها باعتدال، تُعدّ خياراً مغذياً لمرضى السكري.

شخص يتلقى اختباراً لمرض السكري أثناء زيارة عيادة طبية (رويترز)

فائدته للسكري

حبة ونصف من تمر المجدول المجفف (36 غراماً) تحتوي على نحو 27 غراماً من الكربوهيدرات، ومؤشر جلايسيمي يبلغ نحو 37. أي أن مؤشر جلايسيمي يبلغ نحو 15.

تتراوح الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض بين 1 و10. أما الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المتوسط، فتتراوح بين 11 و19؛ بينما تتراوح الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع بين 20 أو أكثر. هذا يعني أن وجبة خفيفة مكونة من تمرتين تحتوي على مؤشر جلايسيمي متوسط.

اقرأ ايضا: الطريق الصحيح لفقدان الوزن… 3 مفاهيم خاطئة عن عملية «الأيض»

إذا كنت مصاباً بداء السكري، ففكّر في تناول التمر مع مصدر للبروتين، مثل حفنة من المكسرات، مما يُساعد جسمك على هضم الكربوهيدرات ببطء أكبر، مما يُساعد على منع ارتفاع سكر الدم. من المهم أيضاً مراعاة حجم الحصة، لأن متوسط مؤشر سكر الدم من التمر يُعتبر حجم حصة صغيرة نسبياً.

المعادن والفيتامينات بالتمر

إلى جانب محتواه من الألياف، يُقدّم التمر مجموعةً من الفيتامينات والمعادن التي قد تُقدّم فوائد صحية. كما يُعدّ مصدراً لمضادات الأكسدة، وهي مركبات مفيدة يُمكن أن تُساعد في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي.

على سبيل المثال، تحتوي حصةٌ من أربع حبات من تمر المجدول (نحو 100 غرام أو 3 أونصات – مصدر موثوق)، وهو نوعٌ شائعٌ من التمور يُؤكل في الولايات المتحدة، على الفيتامينات والمعادن التالية:

الكالسيوم: 64 ملغ، الحديد: 0.9 ملغ، البوتاسيوم: 696 ملغ، الزنك: 0.4 ملغ والماغنسيوم: 54 ملغ.

نظراً لغناه بالألياف والفيتامينات والمعادن، يُمكن أن يُقدّم التمر فوائد صحية مثل دعم الهضم، وتحسين صحة المناعة، وصحة القلب.

علاوةً على ذلك، تُشير الأبحاث إلى أنه يُمكن لمرضى السكري تناول التمر كجزءٍ من نظامٍ غذائيٍّ متوازن، يشمل أطعمةً مثل الفواكه والخضراوات والبروتينات الخالية من الدهون.

على الرغم من الحاجة إلى المزيد من التجارب التدخلية طويلة الأمد العشوائية الخاضعة للرقابة السريرية، فقد لوحظت أيضاً مستويات محسنة من البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) ومستويات الكوليسترول الكلي خلال تجربة عشوائية محكومة أجريت عام 2020.

رجل يحمل قطعة من التمر (إ.ب.أ)

الكمية المطلوبة

وتبيّن الخبيرة الروسية الدكتورة أنجليكا دوفال أن «احتواء التمور على سعرات حرارية عالية يجعلها مصدراً مهما للطاقة. بيد أن زيادتها في النظام الغذائي تؤدي إلى زيادة الوزن. كما أنها تحتوي على نسبة عالية من السكر، لذلك يمكن في ظروف معينة أن تعقد عمل الجهاز الهضمي». مؤكدة: «من الأفضل تناول التمور لوحدها أو مع الفواكه والخضراوات لكي تهضم بصورة طبيعية ولا تبقى في أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي ولا تسبب تكوّن الغازات. لذلك أنصح بتناول 3-4 حبات من التمر يومياً، ومن الأفضل في النصف الأول من النهار. لأنه عند تناولها قبل النوم سيستمر هضم السكر طوال الليل، وهذا يشكل عبئاً على الجهاز الهضمي».

وتنصح الخبيرة الروسية أنه يمكن للأشخاص المصابين بداء السكري تناول التمور بعد موافقة الطبيب المعالج. منوهة بضرورة غسل التمور قبل تناولها.

التناول بوعي

المهم هو «تناول الطعام بوعي» (Mindful Eating)، أي يجب على مرضى السكري ممارسة تناول الطعام بوعي، خصوصاً عند تناول التمور، فبدلاً من تناول كمية كبيرة دفعة واحدة، من الأفضل تناول التمور بكميات محكومة، وهذا يساعد على منع ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مُفرِط، ويعزّز التحكم بنسبة السكر في الدم بشكل أفضل.

ولذا عندما يقول الطبيب لمريض السكري: يمكنك تناول التمر، فإن الرسالة لا تعني فتح الباب على مصراعيه، وهذا مما لا يقوله الأطباء، بل هو موجَّه لمريض سكري حريص على ضبط معدلات سكر الدم لديه، ولكنه في نفس الوقت «يشتهي» تناول «بضع» تمرات في اليوم، أي مع الحرص على الاعتدال في التناول وفق خفض متوازِن، وفي نفس الوقت يتناول أطعمة أخرى تحتوي على الكربوهيدرات. وأيضاً وفق ضبط وقت التناول، ومدى امتلاء المعدة بالطعام أو خلوّها منه.

إضافات تعيق امتصاص السكريات

تناوُل التمر مع إضافات تُعيق أو تُبطئ امتصاص السكريات أمر مهم، ولذا ابتداءً، يُنصَح مرضى السكري وغيرهم بتناول الكربوهيدرات المعقّدة والممتزجة بالألياف، كالحبوب الكاملة في الخبز الأسمر أو الشوفان؛ لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة لتناولها أبطأ، ولا يتسبّب في ارتفاعات سريعة وعالية في نسبة سكر الدم، ولذا فإن مزج التمرة بقليل من المكسّرات (التمر المحشو باللوز مثلاً).

يُوفر تناول اللوز فوائد صحية مُتنوعة (رويترز)

أو بقليل من السمسم (حبوب السمسم أو طحينة السمسم مثلاً)، أو بقليل من اللبن (لبن الزبادي أو الأقط)، أو بـ«قليل جداً» من دهون الزبدة أو السمن المباشرة، يتسبّب في بطء إفراغ المعدة من الطعام، وبالتالي بطء وصول سكريات التمر إلى الأمعاء، والنتيجة بطء ارتفاع نسبة السكر في الدم جرّاء تناول التمر، وهنا يجدر حساب كميات السعرات الحرارية في تلك الإضافات الدهنية.

تحذيرات

نصحت أخصائية التغذية الروسية ألينا ستيبانوفا عدداً من الفئات التقليل من تناول التمور أو الامتناع عن تناولها نهائياً، وذلك لأنها تحتوي على نسبة مرتفعة من السكر، وبالتالي يتعين على الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الإنسولين أو مرض السكري التقليل أو الامتناع عن تناولها، وذلك حسبما نشرت وكالة «سبوتنك» الروسية.

وحسب الوكالة، فقد أوضحت الاختصاصية الروسية أن من الضروري بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انتفاخ البطن أن يقللوا من تناول التمر. ناصحة أنه من المهم عند التسوق واختيار التمر الانتباه إلى مظهر هذا المنتوج، وتجنب شراء التمر الذي يلمع لأنه يحتوي على «غلوكوز إضافي وثاني أكسيد الكبريت».

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version