قال الخبير العسكري نضال أبو زيد إن كافة المؤشرات الميدانية تؤكد أن المقاومة في قطاع غزة باتت تمتلك زمام المبادرة في المعركة المستمرة ضد الاحتلال، مشيراً إلى أن من يمتلك زمام المبادرة هو من يبدأ الخطوة الأولى في العمليات ويحدد وتيرتها.
وأضاف أبو زيد، خلال حديثه لبرنامج نبض البلد على قناة “رؤيا”، أن المقاومة تمكنت منذ بداية شهر حزيران الماضي وحتى اليوم من فرض معادلات ميدانية جديدة، مشيراً إلى أن الاحتلال أعلن عن مقتل 17 جندياً منذ مطلع يوليو / تموز الحالي، إلا أن التقديرات الواقعية تشير إلى أن الأعداد أكبر، خاصة مع استهداف ناقلات جنود من نوع “نمر” تضم ما يصل إلى 15 جندياً، في حين يعترف الاحتلال بخسارة جندي واحد فقط في كل عملية.
وأوضح أن الأرقام المعلنة من جانب الاحتلال غير دقيقة، لكن حتى وفق ما يُعلن، فإن ارتفاع عدد القتلى، إلى جانب تسجيل خمس حالات انتحار بين جنود الاحتلال خلال الشهر الحالي، بالإضافة إلى محاكمة آخرين لرفضهم تنفيذ الأوامر العسكرية في غزة، كلها مؤشرات على حالة التآكل داخل المنظومة العسكرية الإسرائيلية.
وأشار أبو زيد إلى أن المقاومة لا تكتفي حالياً بسياسة الاستنزاف التي انتهجتها منذ بداية المعركة قبل 661 يوماً، بل أضافت إليها هدفاً جديداً يتمثل في أسر الجنود، وهو ما أحدث ضغطاً مباشراً على صناع القرار لدى الاحتلال، ودفعهم إلى إعادة استخدام آليات عسكرية مثل “النمر” التي كانت مغيبة عن المشهد لفترة طويلة.
نوصي بقراءة: نواب بريطانيون يطالبون حكومة العمال بالاعتراف بدولة فلسطين ووقف التطهير العرقي في غزة
وأكد أن اعتراف رئيس أركان جيش الاحتلال، بأن أهداف العملية العسكرية في غزة أصبحت غير واضحة، يدل على تخبط واضح في صفوف الجيش، وأن العملية المسماة بـ”جدعون” بدأت تأكل نفسها.
ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية تتفوق من حيث معايير الخسارة والتكتيك العسكري، حيث تنفذ عملياتها بمفهوم “المسافة صفر”، وذلك لتحييد منظومة “تروفي” الدفاعية التي تصبح غير فعالة في مسافة تقل عن 10 أمتار.
وأضاف أن المقاومة تعتمد على بنية تنظيمية أفقية ونظام “العُقَد القتالية”، حيث ينفذ المقاومون عمليات نوعية تستهدف أهدافاً محددة دون الرجوع إلى القيادة، وذلك بسبب صعوبة الاتصالات، ما يمنحهم مرونة قتالية كبيرة مقارنة بالجيش النظامي للاحتلال.
وختم أبو زيد بالقول إن القدرة على إعادة إنتاج المقاومة لنفسها تتفوق على قدرة جيش الاحتلال، في ظل الانهيارات المعنوية والاضطرابات التنظيمية التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي.
